حذّر خبير أميركي متخصص في الجماعات المتشددة حول العالم أن نفوذ تنظيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية" سيتعاظم ويمتد ليشمل الدول الواقعة بين الجزائر وباكستان.
وقال بيتر بيرغن محلل شؤون الأمن القومي الأميركي في مقال نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، أمس الأحد، إن "القصص المتلاحقة حول تنظيم "داعش" ركزت على قضايا كثيرة، بينها أساليبه الوحشية ووجود الآلاف من المقاتلين الأجانب في صفوفه ولكن أغفلت تعاظم نفوذه".
وأرجع بيرغن الذي كان أول صحفي غربي يلتقي بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن العام 1997 سبب ذلك إلى اعتماد التنظيم أسلوب الاستقطاب عبر الدعاية حيث تم رصد إعلان جماعات إسلامية متشددة عن ولائها له خلال فترة وجيزة.
وأشار الباحث الأميركي إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية تمكن التنظيم من وضع قرابة 12 جماعة مسلحة من الجزائر وحتى باكستان تحت جناحه، موضحا أنه تغلب على تنظيم القاعدة المتزعم السابق للحركات الجهادية والذي انتظر 10 سنوات لتأيده أولى التنظيمات المتطرفة ألا وهو تنظيم “الجهاد المصري” في عام 1998.
وتأتي هذه المؤشرات في وقت تستمر فيه الحملة الدولية ضد أغنى وأشرس التنظيمات الجهادية في منطقة الشرق الأوسط والتي تسببت في إنهاك قواه وإضعافه نوعا ما بشكل جعله يتقوقع أكثر في المناطق التي يسيطر عليها.
وبعد أكثر من عقدين ونصف على وجود القاعدة على الساحة، لم يتمكن التنظيم من الحصول على مبايعة أكثر من 6 جماعات مسلحة بينها تنظيم القاعدة في العراق الذي شكل الرحم الذي خرج منه “داعش” لينفصل لاحقا عن الجماعة الأم.
وعزا نائب رئيس “مؤسسة أميركا الجديدة” للأبحاث سبب تصاعد نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” والتي دفعت طريقته كل تلك الجماعات لترك تنظيم القاعدة والانضمام إليه قائلا “ببساطة داعش تنظيم ناجح”.
وفسر بيرغن ذلك النجاح إلى احتكامه للموارد المالية للاستمرار جراء سيطرته على حقول نفط في العراق وسوريا وهي أطماع تدفع بالجماعات المسلحة في الشرق الأوسط إلى مبايعته، بينما التنظيمات الأخرى فهي تطمح للاستفادة من خبرته العسكرية عبر برامج تدريبية.