استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بقصر بيان، مساء الإثنين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والوفد الرسمي المرافق له، وبحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وذلك بمناسبة زيارة السيسي الرسمية للبلاد.

وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية والعمل على تنميتها في المجالات كافة وتوسيع اطر التعاون بين دولتي الكويت ومصر، بما يخدم مصالحهما المشتركة.

كما تناولت المباحثات سبل دعم وتعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقالت مصادر كويتية ومصرية إن أمير الكويت والرئيس المصري ناقشا ملف الحرب على الإرهاب، وخاصة الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، كما بحث الزعيمان "الأوضاع المتدهورة فى ليبيا والعراق وسوريا والجهود لوقف نزيف دماء الشعوب العربية".

وأكد نائب وزير شئون الديوان الأميري الشيخ على جراح الصباح المباحثات سادها جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات كافة.

في لاثناء لم يصدر عن لقاء أميرالكويت والرئيس المصري أية معطيات عن مباحثتهما حول ملف الإخوان المسلمين أو ملف العلاقات المصرية القطرية كما أعلن عن ذلك في وقت سابق.

وقال مراقبون إن من بين أهداف زيارة السيسي إلى الكويت هو استكمال ما بدأته القاهرة من مساع متواصلة لتطويق الإخوان المسلمين وحصارهم إقليميا ودوليا.

وأكدت المصادر أن ملف الاخوان سيكون حاضرا بقوة على طاولة الرئيس السيسي والشيخ صباح، مرجحة أن "يتم التفاهم حول آليات جديدة محددة لاجتثاث النفوذ الاخواني في المنطقة ووقف تغلغله في نسيج المجتمع الكويتي، والاستفادة من أخطاء تجربة القاهرة، التي سمحت في أوقات سابقة، بأن يتحول هؤلاء إلى كتلة حرجة، كادت تهدد كيان الدولة، خلال السنوات القليلة المنصرمة".

وتعتبر الكويت من أكثر الدول الخليجية التي ينشط تنظيم الإخوان المسلمين سياسيا على أراضيها، ويمثل مصدرا لتمويل الجماعة المحظورة في مصر.

وكشفت مصادر قريبة من ملف العلاقات المصرية-الخليجية أن الرؤية التي يتبناها الرئيس المصري لإنهاء ظاهرة الجماعات المتشددة ومن ضمنها الإخوان أصبحت محلّ تقدير من جانب دول عدة، وشكلت توافقا إقليميا عاما على تجفيف منابع التنظيم.

وكانت نفس المصادر قد اشارت ايضا إلى أن أمير الكويت سيناقش مع الرئيس المصري مسألة اللقاء المرتقب مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، لكن يبدو أن الوضع الصحي للعاهل السعودي صاحب مبادرة راب الصدع في العلاقة بين البلدين دفعت بالشيخ صباح الأحمد والرئيس السيسي إلى تأجيل النظر في هذا الملف إلى حين تحسن الوضع الصحي للمكل عبدالله بن عبدالعزيز، حيث ذكرت مصادر خليجية أن القمة المصرية القطرية يرجح ان تحتضنها العاصمة السعودية الرياض عندما تتهيا لها الظروف.

وفي سياق متصل بزيارته إلى الكويت، حصل الرئيس المصري على وعودة مكثفة من قطاع الأعمال الكويتي بدعم الاقتصاد المصري عبر رفع نسق استثماراتهم في مصر في مختلف المشروعات.

وأكد عدد من رجال الأعمال الكويتيين عقب لقائهم بالسيسي، عمق الروابط التجارية والاقتصادية التي تجمع الكويت ومصر، معربين عن تطلعهم إلى زيادة الاستثمارات بين البلدين في جميع المجالات.

وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم، الذي ترأس وفد رجال الأعمال إن اللقاء تميز بالصراحة، حيث رحب السيسي خلاله بالاستثمارات الكويتية في مصر، مؤكدا أن الكويت "ستحظى بموقع مميز على قائمة المستثمرين داخل مصر".

وأعرب الغانم عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عقب لقاء الرئيس السيسي الذي تميز بالشفافية.

واشار إلى تقديم السيسي دعوة للقطاع الخاص الكويتي لزيارة مصر، والتعرف عن قرب على الفرص الاستثمارية التي تتوافر فيها.

وقال رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين الخرافي "رجال الأعمال الكويتيين استمعوا من الرئيس المصري إلى كلمات مطمئنة حول الوضع السياسي في مصر، الأمر الذي سيصب في مصلحة الوضع الاقتصادي عبر جذب الاستثمارات الخارجية".

وأشار إلى أن وفد رجال الأعمال أبدى استعداده لتقديم كل الدعم للاقتصاد المصري انطلاقا من العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين وشعبيهما.

ومن جانبه، أكد عبدالعزيز سعود البابطين أن التعاون الاقتصادي بين الكويت ومصر يساهم في تقوية الروابط بين البلدين "وحق مصر علينا التي كانت سباقة في مساعدة الكويت أن يقوم رجال الأعمال الكويتيون بواجبهم اتجاه هذا البلد الشقيق من ناحية زيادة الاستثمارات فيه".

وقدمت الكويت مساعدات اقتصادية كبيرة إلى مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، كما لعبت دورا مهما في الاقتراب من المصالحة بين القاهرة والدوحة، وبذلت جهدا كبيرا لترميم العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر، على خلفية مناوشات قطرية متعددة، من بينها موقفها السلبي من النظام المصري.

وسوف تكون الكويت من الدول الرئيسية المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي المزمع عقده في مارس/آذار المقبل.