نبه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية قد يحتاج إلى نحو عامين لطرد التنظيم المتشدد من العراق فيما ستظل القوات العراقية لشهور غير قادرة على شن عمليات قتالية ملائمة.
وقال هاموند إن مهمة صد المقاتلين الإسلاميين ستكون بطيئة.
يأتي ذلك في وقت بحث فيه نحو عشرين بلدا من الائتلاف ضد “الدولة الإسلامية” خلال اجتماع أمس في لندن العمليات في سوريا والعراق وكيفية الرد على خطر الجهاديين الأجانب الذي بات يطرح بشكل ملح بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا.
وأضاف هاموند لقناة سكاي نيوز “لن يتم هذا في غضون ثلاثة أشهر أو ستة أشهر. طرد الدولة الإسلامية من العراق سيتطلب عاما أو عامين لكننا نقوم بما يجب علينا أن نقوم به لتغيير مسار (الحرب)”.
ويبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية يتحسس عقيدة الغرب المتخاذلة في حربه، وبدأ بالفعل يتعاطى معها عبر البدء بمشروع كبير لتحصين مدينة الموصل، أكبر المدن التي يسيطر عليها في شمال العراق.
ويشرع التنظيم في طرح مناقصة لبناء التحصينات. وقال مصدر مطلع على عملية المناقصات “بموجب وثيقة العطاء التي طرحتها الدولة الإسلامية سيتم حفر خندق بعمق مترين وعرض مترين حول الموصل”.
وأضاف أن المقاول الفائز سيحصل على ما يعادل 4 آلاف دولار لكل كيلومتر من الخندق.
وتوضح المناقصة عزم الدولة الإسلامية على الدفاع عن المدينة، في الوقت الذي بحث فيه اجتماع أمس الذي يحضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سبل تكثيف الحملة على الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا وغيرهما من خلال بذل المزيد على الصعيد العسكري وعلى صعيد قطع تمويل التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
وتكشف مقابلات أجرتها وكالة أنباء رويترز مع 11 من سكان الموصل الذين فر عدد منهم من المدينة هذا الشهر كيف أقام التنظيم دولة بوليسية قوية بما يكفي لتحمل الاستياء الشعبي والانتكاسات العسكرية بما في ذلك مقتل قادة كبار.
وإلى جانب الخندق المزمع حفره سد المتشددون المدخل الغربي للموصل بحوائط اسمنتية ضخمة. كما نسفوا جسرا يمكن أن يستخدمه الأكراد في مهاجمة الموصل.
وقال ضابط كبير متقاعد في الجيش “سيقاتلون حتى آخر قطرة من دمائهم دفاعا عن الموصل وهذه المعركة بالنسبة لهم قد تحدد مصير وجودهم؟ فخسارة الموصل تعني هزيمة نهائية للدولة الإسلامية في العراق”.
وتنعكس انطباعات هذا الضابط داخل المدن والقرى الصغيرة التي يكون تنظيم داعش مجبرا على إخلائها تحت ضغط القوات الحكومية والبيشمركة الكردية ولا يدع هذه القوات تهنأ بمكاسبها المرحلية.
ويعمد التنظيم إلى “الابتكار” في وسائل التفخيخ التي يستخدمها، من الأجهزة الإلكترونية إلى المجوهرات، لنصب مكائد تكبد خصومه والمدنيين خسائر في الأرواح.
ويقول مروان سيدو حسن، وهو خبير تفكيك عبوات كردي، إن “هؤلاء الناس ذوو مخيلة واسعة، وهم مثل الشياطين”.
ويعرض حسن، ومقره في بلدة سنوني شمال شرق سنجار، التي استعادتها القوات الكردية مؤخرا من تنظيم الدولة الإسلامية، صورا لهذه العبوات على هاتفه الخلوي.
ويقول “انظر إلى هذه عثرنا على هذا الحزام المخصص للتدليك وقد فخخوه بكمية صغيرة من المتفجرات أخفوها بشكل تام وجهزوها لتنفجر ما إن يتم تشغيله”.
وتتعدد أساليب التنظيم في التفخيخ وزرع الموت، ومنها تلفاز معد للانفجار ما إن يستخدم جهاز التحكم التابع للعبة “بلاي ستايشن”، وخاتم من الذهب مرمي أرضا، يتسبب بانفجار بمجرد رفعه