تعهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تنظيم “الدولة الإسلامية” برد قاس بعد إعدام الطيار معاذ الكساسبة.
وقال الملك عبدالله الثاني “إننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية وإن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم”.
وأشاد الملك بـ”موقف المجتمع الدولي الداعم والمساند للأردن في التعامل مع هذا الخطر، ودوره في الحرب الدائرة ضد الإرهاب، التي هي حرب العالم العربي والإسلامي أجمع”.
وجاءت تصريحات العاهل الأردني بعد يوم من نشر التنظيم المتشدد لتسجيل فيديو يظهر حرق الطيار الأردني الأسير حيا.
وقطع الملك عبدالله الثاني زيارته للولايات المتحدة التي توجه إليها الاثنين، عائدا إلى بلاده بعد سماع النبأ، واحتشد نحو ثلاثة آلاف شخص قرب مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) لاستقباله، وقد اجتمع فور وصوله مع كبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية في القيادة العامة للقوات المسلحة لتدارس الخطوات الضرورية.
وفي أولى خطواتها، أعلنت عمان إعدام الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب التنظيم المتشدد بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي إلى القاعدة، بعد إعلان التنظيم تصفية الكساسبة حرقا في صورة تتنافى مع كل القيم.
ولم تقف ردود الفعل الدولية الصادرة عن دول ومنظمات وشخصيات من مختلف القارات عند برقيات التعازي والتعاطف مع الأردن، بل شددت على الاستمرار في مواجهة تنظيم داعش حتى هزيمته.
وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني إن مقتل الكساسبة “مثال على فقدان داعش أبسط القيم الإنسانية”.
واشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي “مصمم على تعبئة كل الوسائل المتاحة لديه لمحاربة الإرهاب”.
وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإقدام داعش على قتل “الكساسبة” حرقا، مستهجنا، “الجريمة الشنيعة التي اُرتكبت من قبل إرهابي داعش الهمجيين، وهذه التصرفات القاسية من الإرهابيين ستقوي عزيمتنا”.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد للملك الأردني عبدالله الثاني أن مقتل الكساسبة “سيشد من عزم المجتمع الدولي لتدمير داعش”.
وأدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني الجريمة، مضيفا أن “داعش” أقدم على قتل الكساسبة، “دونما اعتبار لما أقره الإسلام من حقوق للأسرى أو التفات لما التقت عليه الإنسانية جمعاء من شرائع للحرب والأسر”.
واستنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب حرق الكساسبة، واصفا إياه بالـ”لعمل الإرهابي”.
وفي مقابل التعاطف الدولي الواسع مع الأردن في مواجهة الجريمة البشعة، عملت مواقع مقربة من الإخوان المسلمين على التقليل من جريمة الخرق التي تتناقض تناقضا صارخا مع تعاليم الدين الإسلامي.
وسخر القيادي الإخواني وجدي غنيم من وصف الطيار الكساسبة بالشهيد ومن المهمة التي كان يقوم بها، وهرب إلى المقارنة بين جريمة داعش والمواجهات التي تمت بين السلطات المصرية والإخوان في أحداث رابعة.