- كشف عضو من وفد محافظة الأنبار العراقية الذي زار واشنطن مؤخّرا عن حصول الوفد على وعد من الولايات المتحدة بحل الميليشيات الشيعية في العراق وحصر السلاح بيد الدولة والأجهزة الأمنية.
ولم يذكر العضو الذي نقلت عنه وكالة الأناظول متحفّظة على اسمه بطلب منه، الطريقة التي ستحلّ بها الولايات المتحدّة الميليشيات التي استحكم نفوذها في العراق واختلط بأجهزة الدولة.
ويستخدم عراقيون كلمة “التغوّل” لوصف ما بلغته الميليشيات الشيعية من قوّة تفوق في بعض جوانبها قوّة الأجهزة العسكرية والأمنية الحكومية بحدّ ذاتها بفعل ما أتيح لها من مقدّرات تمويلية وتسليحية بعضها من إيران والبعض الآخر من مقدّرات الدولة العراقية بمناسبة مشاركتها في الحرب على تنظيم داعش في نطاق ما يعرف بالحشد الشعبي.
كما يحظى قادة الميليشيات بسلطات شبه مطلقة يستمدّونها من موالاتهم لإيران ومما لهم من نفوذ داخل الدولة التي تتبوّأ الأحزاب الدينية الشيعية مواقع القيادة فيها.
ويعتبر هادي العامري قائد ميليشيا بدر أحد أبرز قادة الحشد الشعبي. وقد ظهر في عدة منابر إعلامية متحدّثا باعتباره صانع قرار بشأن مسار الحرب في العراق. وتحوّلت الميليشيات إلى هاجس يؤرّق طيفا واسعا من العراقيين، خوفا من أن تغدو قوة احتلال إيراني للعراق مع تقدم الحرب على تنظيم داعش وخروج مناطق من يد التنظيم ودخولها تحت سيطرة قوات الحشد.
قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفع حظر التجوال الليلي عن العاصمة بغداد بدءا من يوم غد السبت بعد سنوات من تطبيقه.
ورغم ما يمثله القرار من تخفيف لجحم التضييقات الأمنية التي يواجهها سكان المدينة، إلّا أن بغداديين استبعدوا أن تستعيد مدينتهم ما كانت تتميز به من حركة ليلية وسهر خلال عقود سابقة نظرا لبقاء المحاذير الأمنية قائمة ووجود مخاوف متعددة من أعمال إرهابية ومن اعتداءات الميليشيات. ويمنع الحظر الذي ألغي أمس وكان أقره رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، حركة سير الأشخاص والمركبات من منتصف الليل إلى الرابعة فجرا.
وبعيدا عن حظر التجوال الليلي تظل بغداد حتى خلال النهار مدينة التضييقات الأمنية، والاختناقات المرورية بفعل انتشار الحواجز الإسمنتية ونقاط التفتيش الكثيفة خصوصا في المناطق الحساسة.
كما تثير الميليشيات الفزع بما ترتكبه من تجاوزات وجرائم بحق سكان بعض المناطق ترتقي إلى مرتبة المجازر على غرار ما حدث مؤخرا في منطقة بروانة بمحافظة ديالى التي قتل فيها سبعون مدنيا على أيدي الميليشيات.
ومن هذه المنطلقات يبدو اجتثاث الميليشيات أمرا في منتهى الصعوبة والتعقيد والاستعصاء حتى على الولايات المتحدة ذاتها، والتي يُشكّ في أنها على وفاق غير معلن مع إيران وتمارس معها تقاسما للأدوار في الحرب على داعش في العراق والتي تعتبر ميليشيات الحشد الشعبي جزءا هاما منها.
وأكّد عضو وفد الأنبار قوله إنّ “أميركا وعدتنا بالقضاء على هذه المليشيات الطائفية، وإنهاء وجودها في العراق من خلال التعاون مع الحكومة العراقية في ذلك من أجل حصر السلاح بيد الدولة والأجهزة الأمنية فقط”. ومضى قائلا إنّ “وفد الأنبار طالب واشنطن بتسليح الذين يرغبون بالتطوع في الأجهزة الأمنية وليس المدنيين، لأننا نرفض تشكيل ميليشيات سنّية في الأنبار”.
ورغم ما أبدته ميليشيات الحشد الشعبي من فاعلية في الحرب على تنظيم داعش في بعض المناطق العراقية، إلاّ أن مشاركتها في تحرير مناطق أخرى ستغدو معضلة وستزيد من تعقيد الوضع على اعتبار أن حضور تلك الميليشيات المحسوبة على الطائفة الشيعية مرفوض بسبب ما تلبس بصورتها من جرائم وتجاوزات. ومن ثم تطالب عشائر غرب العراق بتسليحها لتتمكن من تحرير مناطقها.