قال عاصم حافظ المستشار الإسلامي لوزارة الدفاع البريطانية إن "مسلمي بريطانيا مستعدّون لدفع الثمن الأقصى دفاعاً عن بلادهم". ورحب بمساعي وزارة الدفاع البريطانية لاستقطاب مزيد من المسلمين في صفوف الجيش البريطاني.
وأثنى وهو أول إمام مسلم في القوات المسلحة، على إعلان رئيس أركان الجيش البريطاني التمسّك بالعلاقة الإيجابية القائمة بين الجيش ومواطنيه المتنوعين، معتبراً أن "الخطوة جيدة والمسار صحيح".
وأوضح أنه "على الرغم من أن عدد المسلمين في القوات المسلحة البريطانية قد يبدو قليلا، لكنه تضاعف بنسبة 50 بالمئة منذ تعييني في عام 2005. وهذا دليل على استعداد مسلمي بريطانيا للدفاع عن دولتهم".
وذكّر أن "المسلمين طالما قاتلوا وماتوا من أجل بريطانيا ولا سيما في أفغانستان حيث كان الجندي في البحرية جبرون هاشمي أول مسلم يُقتل في المهمات العسكرية البريطانية الحديثة، وهذا جزء من إرث المساهمة الإسلامية من أجل بريطانيا".
وأوضح أن هذه المساهمة ليست محصورة فقط بالأرقام بل تتعلق بإحياء التنوّع ضمن أمتنا والقوة التي تحقّقها نتيجة هذا التنوّع، وتابع "نحن محظوظون بأن في بلادنا يمكن لجميع المعتقدات والثقافات والإثنيات أن تعيش بحرية وأن تمارس فوارق إيجابية".
ورفض حافظ "سوء الفهم" القائم بأن الجماعات المسلمة في بريطانيا هي معادية للقوات المسلحة، وقال "أعتقد أن هذا المفهوم خاطئ، ففي العام الماضي عندما أطلق وزير الدفاع منتدى مسلمي القوات المسلحة، استجابت الجماعات المسلمة على امتداد البلاد للدعوة إلى التعاون مع القوات المسلحة والانخراط في العمل الرائع الذي وُضع لحماية الشعب البريطاني، أنا فخور وممتنّ بأن في إمكاني تعلّم الكثير عن هذا النسيج الجميل من الناس الذي لا يمكن رؤيته في أماكن اخرى من العالم".
وكان رئيس أركان الجيش البريطاني نيكولاس كارتر، قد أكد في السابق، على ضرورة استقطاب وتجنيد المزيد من الأقليات العرقية، خاصة من المسلمين.
وقال كارتر، الذي تولى رئاسة هيئة الأركان العامة العام الماضي، إن “الأقليات العرقية يجب أن يكون لها تمثيل أكبر في الجيش”، مشددا على ضرورة التواصل والتفاعل مع الأقليات العرقية لكي يتم توسيع قاعدة التوظيف لدى الجيش.
وجاءت تصريحات المسؤول البريطاني بعد صدور تقرير عن وزارة الدفاع أشار إلى أن 480 مسلما فقط يضطلعون بواجب الخدمة في صفوف الجيش ما يمثل نسبة ضئيلة جدا لا تزيد عن 0.54 بالمئة.
وقد رحب عاصم حافظ بمساعي حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في هذا الصدد قائلا “قيم القوات المسلحة تتوافق تماما مع قيم الإسلام وكذلك الأديان الأخرى”.
يذكر أن وزارة الدفاع البريطانية أطلقت منذ أشهر منتدى المسلمين في القوات المسلحة هو الأول من نوعه في البلاد لتعزيز الشراكة بين مسلمي بريطانيا والقوات المسلحة.
وقد ارتفع عدد المسلمين في القوات المسلحة بين 2009 و2014 بنسبة 20 %، وتظهر أحدث الأرقام وجود 600 مسلم في القوات المسلحة، بإمكانهم أداء الصلوات الخمس يومياً والصيام، كما يتم تزويد المسلمين بالطعام الحلال، وتوفير غرف للصلاة.
يُشار إلى أن المملكة المتحدة كانت أول بلد غير إسلامي يشارك خلال عام 2013 في مسابقة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن للعسكريين في السعودية، وحصل جنود بريطانيون مسلمون على جوائز تقديرية لأدائهم المميز في مسابقة العام 2014، وفي العام نفسه، شارك مندوبون عن البحرية الملكية والجيش وسلاح الجو الملكي في بريطانيا، في مهرجان "الحياة في الإسلام" قامت خلاله القوات المسلحة بتسليط الضوء على إنجازات مسلمي بريطانيا.