الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الأربعاء 01 مايو 2024آخر تحديث : 11:00 صباحاً
انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن .... مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة .... وفاة شخص في عدن تعرف على السبب .... الهرري بعد عدن يظهر في المخا .... ضباط الشرطة الألمانية دون سراويل .... والد الطفلة حنين يتوعد بالانتقام لمقتل طفلته .... مقتل شقيقين بطريقة بشعة في المخا بتعز .... علبة تمر تتسبب بمقتل شخصين في عدن ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed منوع
RSS Feed أخبار
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  رحلتي بين الحلم والحقيقة .. من اليمن الى جامعة موسكو العسكرية
الأحد 22 مارس - آذار 2015 الساعة 09 صباحاً / موسكو- اسكندر الحميدي
 
 
  في قرية صغيرة نائية تربض في سطح الجبل منتشرة أكواخها ومنازلها الصغيرة التي يكتنفها فقر الفلاح اليمني بين الحقول و الأشجار .. هذه القرية تبعد عن المدينة بحوالي(130) كيلو متر بينما تفصلها عن المدينة عده قرون هنا ولدت وترعرعت وأمضيت سنوات الطفولة وبدأ يتشكل حلمي الجميل عن بلد بعيد اسمع به لأول مرة وعن التعليم والجامعة وذلك من خلال عمي العائد من خارج الوطن بعد إنها الدراسة في احد المعاهد العسكرية السوفيتية ضمن كوكبة طليعية من أبناء اليمن الديمقراطية الذين انهوا دراستهم الفنية والجامعية بالاتحاد السوفيتي وفي بعض البلدان الاشتراكية كان ذلك أثناء دراستي في السنوات الأولى من المرحلة التأسيسية أول ما شدني أشكالهم الجميلة التي تغلب عليها سحنة البياض وأجسامهم الممتلئة وملابسهم النظيفة والأنيقة التي لا تمت بصله الى واقعهم.

حين يلتقي هؤلاء الشباب مع بعضهم يتبادلون أطراف الحديث مستخدمين بعض المفاهيم والمفردات اللغوية الأجنبية المختلفة وحين كنت أنصت إليهم وهم يتبادلون الأحاديث ويستجيرون الذكريات عن بلدان وشعوب لا نعرفها وعن مظاهر الحياة فيها وعن أشياء لا نألفها ولم يسمع عنها أبناء قريتي الذين نادرا ما كانوا يرون السيارة وفي الحالات التي يغادرون فيها القرية.

حين اخلوا بنفسي كانت أمنياتي تتزاحم لأن أكون مثل عمي ورفاقه ان ازور هذه البلدان وان أصبح مهندسا او طبيبا او أي واحد منهم له أهمية يحتاجه الناس ويتسابقون على كسب رضاهم صورا كثيرة كانت ترتسم في خيالي كانت ترتسم عن بلد وشعب أسمة الاتحاد السوفيتي لكن هذه الأحلام مهما كانت جامحة إلا انها ظلت محصورة ضمن حدود الواقع الاجتماعي والمعيشي في القرية التي انتمي اليها ولن أبارحها بعد .. كنت اتطلع الى الأفق البعيد وأتخيل هذا البلد خلف الجبل الذي يقع في أقصى مدى نظري.

أتباهى بعمي بين زملائي والطلاب في مدرسة القرية التي لا تتعدى فصولها الستة فصول مكتظة بأبناء القرى المجاورة أحاول ان اكرر بين الوقت والأخر بعض الكلمات التي حفظتها عنة ولا افقة معناها .. اكثر ما رسخ في ذاكرتي عن تلك الفترة كانت لحظات نمت فيها الى جوار عمي يحكي لي القصص كعادته وبلغه بسيطة عن هذا البلد وعن سنوات الدراسة وعن أشياء لا اعرفها مثل الطائرة والسفينة والبحر وكان خيالي يتجه الى أطفال هذا البلد هل هم مثلنا ؟ كيف يعيشون هناك وهل يمارسون الألعاب التي نمارسها وهل يرعون الأغنام والأبقار والحمير وهل يغتسلون بمياه الأمطار كنت ابحث عن إجابات لتساؤلات كثيرة تتمحور عن اختلافهم عنا ؟؟ أحيانا كثيرة كنت أحس بان عمي يتضايق من اسألتي التي أجدها اليوم شيء من السخافة مجمل هذه التساؤلات والأحلام اختزلتها في قضية واحدة حين قلت له أريد ان أكون مثلك ؟ أريد ان أسافر , ازور البلد الذي تعلمت فيه ؟؟ أجابني إذا تعلمت واجتهدت في دراستك ستكون أفضل مني قد تزور هذا البلد أو غيرها من هذه البلدان .. قلت له جازما في خياراتي أريد ان اذهب الى الاتحاد السوفيتي ؟؟ أجاب بنبرة تنم عن الحب والإعجاب والثقة قائلا : ستزورها ان شاء الله ولكن عليك ان تهتم بدراستك منذ الآن .. في تلك الليلة بالذات تولد حلمي الحقيقي المقرون بالإصرار اللذان كانا يكبران معي باستمرار وتحولا الى هوس كثيرا ما تعرضت بسببه للتأنيب وبعض الأحيان لضرب وعملت كل ما يمكنني عملة في مختلف مراحل عمري من اجل بلوغه وتحقيقه يوما ما , إلا أن الظروف والواقع كانت تضع في طريقي العراقيل والصعوبات والتحديات المولدة لمشاعر اليأس والانهزام لكن قوة إرادتي والأمل في غالب الأحيان كانت تتغلب التحديات وعوامل الإحباط واليأس ويوما عن يوم وفي ظل الأوضاع التي عشتها بعد إنها المرحلة الثانوية وأمام حقائق الواقع المرة بدأت أدرك ان الحلم الجميل أوشك ان يصبح مستحيلا بفعل الفساد والمحاباة في الابتعاث الى الدراسة خارج إطار المعايير المطلوبة لكن جذوة الأمل والإصرار وقوة الإرادة أوصلتني عبر كفاح مرير في مواجهه المعوقات الذاتية والموضوعية الى اللحظة التي كنت أتمناها في ترشيحي للدراسة الجامعية الى هذا البلد الذي كان له الدور والفضل الكبير في تأهيل وإعداد عشرات الآلاف من أبناء البلدان الفقيرة والنائية التي خرجت لتوها من سجون الاحتلال الأجنبي متطلعة الى حياة حرة وكريمة هؤلا الشباب حملوا على عاتقهم مهمة النهوض بأوطانهم وإخراجها من كهوف التخلف كانوا أطباء ومهندسين وقادة عسكريين وتخصصات مختلفة شاملة لمختلف قطاعات الحياة بين حلم الطفولة المتخلق في تلك القرية النائية وتحقيق هذا الحلم استمرت رحلة الحياة أكثر من عشرون عاما قبل ان أصل الى ما وصلت إليه اليوم حيث ادرس في البلد الذي تخرج منه عمي قبل أكثر من ربع قرن وفي واحدة من الجامعات العسكرية المتخصصة بالصحافة وتضم بين جنابتها خليط أممي طلاب متعددة أوطانهم وانتماءاتهم ولغاتهم وألوان بشرتهم وثقافاتهم المتباينة وفي هذه الجامعة تنصر كل التباينات لتشكل مجتمع واحد وثقافة إنسانية حضارية مهنية تخصصية معاصرة .. الكل في سباق ماراثوني يتنافسون للحصول على اكبر قدر ممكن من العلوم والمعارف والثقافة والقيم والمبادئ لكل منتسبها ويمكن انتهاجها واستشفافها والحضارة الإنسانية التي تقدمها الجامعة بسخاء يستشفها ويتعلمها كل يوم داخل الفصل الدراسي وفي المكتبات وفي الوسط الأكاديمي الاجتماعي والمدني وفي البيئة التي نعيش تفاصيلها اليومية باختلاف عناصرها ومكوناتها المادية والروحية التاريخية والحضارية الكل يحلم بالعودة الى وطنة حاملا مخزون معرفي محصلة وجودة وجهده في هذا البلد اليوم اقعد على هذا الكرسي وفي هذا الفصل وانا على يقين بأنني لم أكن إلا بمجرد رقم يضاف الى سلسلة الأرقام الطويلة من الطلاب سبقت لهم القعود هنا وتلك التي ستأتي بعدي تأكيدا لحقيقة صيرورة الحياة وتطورها واستمرارها وتجددها فيما يبقى الثابت والحقيقة الحضارية المطلقة هو هذا البلد ظل على الدوام منار هداية لكل الشعوب الفقيرة المبحرة نحو الحرية والتقدم والازدهار .. وحرص هذا الشعب العظيم في ان يظل على الدوام منبع دعم ومساعده لمختلف شعوب الأرض ورافدا متجددا لا ينضب للعلوم المعرفية التي يهبها بسخاء نادر لكل الشعوب المحتاجة إليها مثل غيري من الدارسين وصلت الى هنا كطالب يمني يجسد باختزال شديد في شخصيته ومكونة العام واقعة الوطني بكل سماته وتناقضاته ودرجة تطورة واحتياجاته في هذه الجامعة يعاد تشكيل الشخصية الوطنية وفق الاحتياجات المستقبلية التنموية المعرفية لبلدانهم .. من خلال الجهود المضنية المتواصلة لعمادة الكلية وأساتذتها في إعادة تربيتنا وتنشئتنا وإيصال المعارف النظرية والتطبيقية الى ذهن كل فرد منا وحرصهم الشديد في ان يجعلوا من كل طالب في هذه الجامعة قنديل معرفة متوهج يضيء أمام شعبة ووطنه دروب العبور نحو مستقبل أجمل أكثر أمننا واستقرارا وسعادة والإسهام المباشر في تحويل بلده الى نسخة من هذا البلد وهذا الشعب الذي لا يسعنا إلا ان نقول لهم بكل امتنان وعرفان بالجميل شكرا على كل ما قدمتموه ولؤلئك الذين تحملوا الكثير من الجهد والمعاناة كي يمنحونا بذور المعرفة الحقيقية والسليمة نجدد عهدنا ونقول لهم لن تذهب جهودكم سدى يا أساتذتنا ومربينا الأعزاء وكونوا على ثقة ان كل لحضه عملتموها معنا ستتحول الى حقائق عملية نخدم بها أوطاننا وشعوبنا على أكمل وجه وان نحول كل ما لدينا من معارف الى حقائق حياتية تخلدكم وتخلد وطنكم وشعبكم في ضمير ووجدان شعوبنا هذه هي الحقيقية كنت بالأمس قد رايتها متجسدة في سلوك وفعل وأخلاق عمي ورفاقه ولا زلت أعيشها حتى اللحظة جاعلا منكم ومنهم نموذج يحتذي به ...

 

 

مواضيع مرتبطة
وفاة طفلة يمنية عمرها 8 سنوات ليلة زفافها بسبب تمزق في الرحم
وفاة طفلة يمنية عمرها 8 سنوات ليلة زفافها بسبب تمزق في الرحم
تنظيم 'الدولة الاسلامية' يجند الاطفال بعنوان اشبال الخلافة
الحرب أدت إلى زيادة التدخين في اليمن
يمني طلّق زوجته لتأخّرها في تجهيز «السحاوق» للإفطار
يمنية تطالب الطلاق من زوجها لكثرة معاشرته لها
اعتقال مغربية نقلت رسالة من زوجها إلى القاعدة واخفتها في مكان حساس
أحد أثرياء المملكة بعد 5 أعوام من توزيع ثروته يعود فقيراً مرة أخرى
41 %من اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي
طرد "القرضاوى" من معرض القاهرة الدولى للكتاب

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.112 ثانية