طلب حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية، الذي يتولى أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة، من مجلس محافظة الأنبار بدء التحضيرات لعملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ تنظيم داعش في المحافظة.
وتأتي العملية العسكرية المرتقبة في الأنبار، في أعقاب عملية واسعة النطاق تمت في محافظة صلاح الدين المجاورة وانتهت باقتحام مركزها مدينة كريت في جوّ من الفوضى تسببت بها الميليشيات الشيعية المقاتلة ضمن الحشد الشعبي التي ارتكبت عناصرها عمليات سلب ونهب للمتلكات الخاصة والعامة.
وزادت تلك الممارسات من رفض سكان المناطق التي ما تزال خاضعة لتنظيم داعش، وخصوصا في محافظتي الأنبار ونينوى، لمشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في الحرب ضد التنظيم في مناطقهم مخافة التعرض لما مارسته الميليشيات خصوصا في محافظة صلاح الدين وقبلها في محافظة ديالى.
وقال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار أمس إن أعضاء المجلس التقوا العبادي في مقر إقامته ببغداد، وأكد لهم أنه سيتم إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة خلال الفترة المقبلة إلى الأنبار للبدء في الهجوم الذي سيكون موعده بعد استكمال التحضيرات العسكرية واللوجيستية.
وقال العيساوي إن أكثر من 10 آلاف عنصر من أبناء العشائر أنهوا تدريباتهم على يد الخبراء العسكريين الأميركيين والعراقيين وسيتم زجهم في المعركة القادمة عند تسليحهم من قبل الحكومة.
ويكشف ذلك توجها نحو التعويل على جهود العشائر في ظل تنامي الرفض لمشاركة الحشد الشعبي المتكون أساسا من ميليشيات شيعية، حيث ترفض العشائر السنية مشاركة تلك الميليشيات في معارك تحرير محافظة الأنبار بعد الانتهاكات التي جرت على يدها خلال معركة تكريت.
وقال الشيخ عمر الدليمي، أحد قادة فصائل العشائر المسلحة عن عشيرة الدليم التي تقاتل مع القوات الأمنية ضد داعش في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار إن «تصرفات مقاتلي الحشد الشعبي في مدينة تكريت المحررة مؤخرا من قبضة تنظيم داعش بعيدة كل البعد عن الأخلاق العسكرية».
سليم الجبوري: يجب عدم التأثر بأحداث تكريت والاستمرار في استعادة المدن
وأضاف أن «ما قام به عناصر الحشد الشعبي من حرق وتدمير وسرقة ونهب ممتلكات المواطنين جعلنا نعيد حساباتنا كثيرا بإشراك الحشد الشعبي في معارك تحرير الأنبار»، مشيرا إلى أن «تلك التصرفات تضع علامات استفهام كبيرة على أدائهم».
وكان لمقاتلي العشائر السنية في الأنبار دور بارز في محاربة تنظيم القاعدة في العراق وخاصة خلال عام 2007 وبعده، حيث تم تنظيم مجالس الصحوات. وتسعى الحكومة العراقية الحالية إلى كسب العشائر إلى جانبها في محاربة تنظيم داعش.
ولفت الدليمي إلى أنّ «عدم القدرة على السيطرة على سلوك الحشد الشعبي وباعتراف قياداتها الميدانية والمشرفة يجعلنا أمام تدارس خيارات عدم إشراك مقاتلي الحشد الشعبي في عمليات تحرير مدن الأنبار، والاكتفاء بالقوات العسكرية والأمنية ومقاتلي ومتطوعي العشائر بغية حقن الدماء وتوحيد الجهود ووأد محاولات زرع الفرقة».
وقال إن «ما حصل في تكريت أثر سلبا على معنويات مقاتلي العشائر الذين تطوعوا وتحمسوا لتحرير محافظتهم من سيطرة تنظيم داعش».
واعتبر أن «جميع المقاتلين يطالبون اليوم بعدم إشراك الحشد الشعبي في معارك تحرير الأنبار حتى لا تكون هناك صدامات بينهم وبين الحشد الشعبي». وتحدثت تقارير إعلامية عراقية وغربية عن أعمال نهب وإحراق واسعة النطاق في مدينة تكريت منذ أن طردت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تنظيم داعش من المدينة الثلاثاء الماضي.