قال مسؤولون قبارصة إن موسكو وجهت مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية، لأنها تعتزم إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل، في حين قال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة تعتقد أن نحو 200 من قوات مشاة البحرية الروسية الآن يتمركزون في مطار قرب مدينة اللاذقية السورية أحد معاقل الرئيس بشار الأسد، وأن موسكو ترسل نظاماً صاروخياً متقدماً مضاداً للطائرات إلى سوريا، في وقت حطت طائرتان روسيتان محملتان بالمساعدات الإنسانية في مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية، وذكرت مصادر سورية أن «طائرتين روسيتين وصلتا إلى مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية تحملان على متنهما 80 طناً من المساعدات الإنسانية مقدمة من دولة روسيا الاتحادية إلى الشعب السوري»، في وقت حذرت ألمانيا روسيا من اتخاذ مسارات أحادية الجانب في سوريا التي من شأنها إطالة أمد الحرب فيها .
وكانت تقارير صحفية بموسكو قد أشارت إلى أن روسيا أصدرت «مذكرة إلى الطيارين» موجهة لهيئة الملاحة الجوية الأمريكية حول المناورات التي ستتم بين مرفأ طرطوس (شمال شرق) وجزيرة قبرص التي تبعد مئة كيلومتر عنه.
وأكد مصدر بوزارة الدفاع القبرصية أن روسيا أصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل إطلاق صواريخ، مضيفاً أن هذه المذكرات «أمر روتيني». ولا يزال هناك احتمال بألا تقوم روسيا بالمناورات بالتواريخ المحددة بين 14 و17 سبتمبر/أيلول الحالي.
وجاء في نسخة عن المذكرة، نشرت على موقع هيئة الملاحة الجوية الأمريكية، إحداثيات المكان الذي ستتم فيه «مناورات للبحرية الروسية» من ضمنها «تجارب إطلاق صواريخ».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول أمس الجمعة، إن بلاده تجري مناورات بحرية بالبحر المتوسط، قائلاً إنه كان يُخطَطُ لها منذ فترة طويلة وتجري بما يتماشى مع القانون الدولي.
وأكد مصدر قريب من البحرية الروسية أن مجموعة من خمس سفن روسية مزودة بصواريخ موجهة أبحرت للقيام بمناورات بالمياه السورية للتدرب على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل، وهو ما يعني إطلاق نيران المدفعية وتجربة أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى «مضيفاً أنه تم الاتفاق على هذه المناورات مع حكومة دمشق».
وتأتي المناورات الروسية، وسط تقارير غربية و«إسرائيلية» عن تعزيز موسكو وجودها في سوريا وإرسال جنود وأسلحة متطورة شملت طائرات «ميغ 31» الاعتراضية و«سوخوي 30» متعددة المهام، وكذلك نظام «إس.أي.22» والمعروف في روسيا باسم «بانتسير-أس1».
وقالت مصادر غربية إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام التحكم وليس السوريون، وإن بعض مكوناته وضعت في مطار حربي قرب اللاذقية.
وأفاد مصدر روسي قريب من البحرية بأن هذه لن تكون المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو صواريخ «إس. أي.22» لسوريا. وذكر المصدر أنه تم إرسال ذلك النظام عام 2013، وأضاف «هناك خطط الآن لإرسال دفعة جديدة».
وتؤكد روسيا أن المعدات التي ترسلها لسوريا تعد جزءاً من عقود سابقة، وهي من تعزيز قدرة النظام على مجابهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الخبراء العسكريين الروس موجودون في سوريا منذ سنوات من أجل تدريب الجيش السوري.
وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا من اتخاذ مسارات أحادية الجانب في سوريا، وقال «لا أتمنى أن تعوّل روسيا على استمرار الحرب الأهلية في سوريا».
وأوضح السياسي الاشتراكي أنه «لا ينبغي نشوء وضع يجعل أي تحرك مشترك للمجتمع الدولي غير ممكن، كما أنه لا ينبغي لكل واحد أن يتحرك بطريقته الخاصة في سوريا»، مشدداً على أن التحرك المشترك وحده هو الذي يمكنه أن يحدث تحولاً في سوريا. (وكالات