قتل سبعة أشخاص على الاقل، بينهم خمسة مهاجمين، أمس في هجمات اثارت الفوضى في جاكرتا. وأعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) تبنيه لهذه الهجمات على الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من المسلمين في العالم.
صرح الناطق باسم الشرطة الوطنية انطون شارليان: "هناك شكوك قوية في أنها مجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية في اندونيسيا... بحسب ما شهدناه اليوم، تتبع هذه المجموعات نموذج اعتداءات باريس".
وفجر انتحاريان حزاميهما الناسفين في حي بوسط العاصمة يضم مكاتب لوكالات تابعة للامم المتحدة وسفارات.
واستهدف المهاجمون خصوصاً مقهى تابعاً لسلسلة "ستارباكس" الاميركية، الا ان الرئيس جوكو ويدودو قال إن الهجمات "اعمال ارهابية". واستغرقت قوات الأمن نحو ثلاث ساعات لانهائها.
وكانت السلطات أعلنت قبل بضعة أسابيع إحباط هجوم انتحاري خطط له اشخاص يشتبه في انهم متطرفون وبعضهم مرتبط بـ"داعش".
وتحدّث وزير الامن الاندونيسي لوهوت بانجايتان بعيد الظهر عن "مقتل خمسة ارهابيين"، الى مدنيين هما هولندي واندونيسي.
وندد وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز "بشدة" بالاعتداءات.
وبعدما حذرت الشرطة طوال ساعات من خطر وجود مهاجمين مختبئين، أفادت بعد الظهر أنهم باتوا غير قادرين على التحرك. وصرح الناطق باسم شرطة العاصمة محمد اقبال بان "الوضع بات تحت السيطرة". واشار الى ان خمسة شرطيين وخمسة مدنيين بينهم أجنبي اصيبوا بجروح في الاعتداءات. ولا يزال تسلسل الاحداث غير واضح.
وروى الكثير من الشهود ان الانفجارات الاولى دوت بعيد الساعة 10:30 (03:30 بتوقيت غرينيتش). وأشار بعضهم الى سماع ستة انفجارات على الاقل بالقرب من مركز "سارينا" التجاري.
وقال رولي كوتستامان (32 سنة) انه كان في اجتماع عندما سمع "انفجاراً عنيفاً وكأنه زلزال... ونزلنا جميعنا الى الاسفل". واضاف: "رأينا ان مقهى +ستارباكس+ المجاور قد تضرّر".
وأصدرت السلسلة الاميركية بياناً من مقرها في سياتل في الولايات المتحدة ضمنته قرارها اقفال كل مقاهيها في جاكرتا "حتى إشعار آخر" إجراء احتياطياً.
وقال شاهد آخر: "اقترب الجميع، وعندها وصل ارهابي وبدأ باطلاق النار علينا وعلى المقهى"، كما أطلق النار على صحافي.
وتظهر صور التقطت للمكان جثتين مضرجتين بالدماء لمدنيين على الارجح في شارع قريب من مركز مراقبة للشرطة دمر تماماً.
وأوردت الشرطة في رواية أولى ان عبوات ناسفة انفجرت في المركز.
وأبلغ شارليان شبكة "مترو تي في" للتلفزيون ان مركز الشرطة لم يستهدف "بهجوم انتحاري بل القيت، بحسب شهود، عبوة أو قنبلة يدوية عليه".
وكانت الشرطة الاندونيسية في حال تاهب قصوى خلال فترة اعياد نهاية السنة بعدما احبطت هجوماً انتحارياً في جاكرتا في مناسبة رأس السنة خطط له متطرفون بعضهم مرتبط بـ"داعش".
وجاء في بيان أصدره "داعش": "قامت مفرزة من جنود الخلافة في إندونيسيا باستهداف تجمع لرعايا التحالف الصليبي في مدينة جاكرتا وذلك بزرع عدد من العبوات الموقوتة التي تزامن انفجارها مع هجوم لأربعة من جنود الخلافة - تقبلهم الله - بالأسلحة الخفيفة والأحزمة الناسفة". وقال إن 15 شخصاً قتلوا.
وكانت وكالة للأنباء موالية للتنظيم قد أعلنت في وقت سابق مسؤولية "الدولة الإسلامية" عن الهجوم.
وفي كانون الاول، أوقفت الشرطة خمسة أشخاص يشتبه في انتمائهم الى شبكة قريبة من التنظيم الجهادي وأربعة آخرين على اتصال بـ"الجماعة الاسلامية" المسؤولة عن تنفيذ هجمات على نطاق واسع في اندونيسيا. كما ضبطت الشرطة مواد يمكن استخدامها لتصنيع متفجرات.
وقالت السفارة الأميركية في جاكرتا إنها ستظل مقفلة اليوم كاجراء احترازي. ورأت في بيان ان "وقوع حوادث أخرى أمر محتمل، لأن الوضع الأمني لا يزال مائعاً. يُنصح المواطنون الأميركيون بتفادي فندقي ساري بان باسيفيك وساريناه بلازا في جالان ثامريان وتفادي كل التنقلات غير الضرورية في المدينة".
ومعلوم ان أندونيسيا شهدت اعتداءات في منتجع بالي عام 2002 أوقعت 202 مئتين وقتيلين. وفي تموز 2009 قتل تسعة اشخاص في هجمات على فنادق فاخرة في العاصمة.
وقال المحلل لدى معهد "س. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة كومار راماكريشنا: "نعلم ان الدولة الاسلامية تريد اعلان ولاية تابعة لها في المنطقة".