العراقيل السعودية تمنع الايرانيين من اداء مناسك الحج لهذا العام.. أكد ذلك وزيرُ الثقافةِ والارشادِ الاسلامي الايراني علي جنتي، مشيرا الى التعامل غير اللائق للمسؤولين السعوديين خلال جلساتِ تسويةِ قضيةِ الحج.
وقال جنتي أن الرياض رفضت مقترحات ايرانية بشأنِ توفيرِ أمنِ الحجاج، والتأشيرةِ والنقلِ الجوي.
من جهته قال رئيس مؤسسة الحج والزيارة الايرانية سعيد اوحدي ان الحجاج الايرانيين يريدون التأكد من توفر الاجراءات الامنية قبل التوجه الى السعودية، مشيرا الى استشهاد اكثر من سبعة الاف من حجاج مختلف البلدان بينهم اربعمئة واربعة وستون حاجا ايرانيا خلال موسم حج العام الماضي.
ولفت اوحدي الى ان الرياض تعاملت باستعلاء مع المقترحات الايرانية بينها بند يتعلق بضمان أمن الحجاج.
يشار الى ان سوء ادارة السلطات السعودية لمناسك الحج في العام الماضي ادى الى وقوع كارثة منى التي تعد الأكثر دموية من بين حوادث الحج خلال خمسة وعشرين عاما.
وبمعزل عن الاسباب، فان الرياض لم تتعامل بمسؤولية ايضا بعد الكارثة، فلم تقدم مبررات كافية لاحدى وثلاثين دولة سقط من حجاجها ضحايا في منى، وقامت باخفاء الاعداد الحقيقية للضحايا، ما ادى الى الهوة الكبيرة بين الارقام المعلنة من قبل الرياض وهي بضع مئات وبين الاف احصتها وكالات انباء عالمية بعد ايام من الكارثة وفقا لما اعلنته تلك الدول.   
وعلى صعيد التحقيق في اسباب الكارثة رفضت السعودية اي مبادرة لاشراك الدول التي قدمت الضحايا او لجنة منبثقة من منظمة التعاون الاسلامي، كما رفضت تسليم نسخ من الأفلام والصور التي القتطتها الكاميرات الموزعة في مسارات منى باتجاه الجمرات.
واكملت السلطات السعودية هذا الاهمال وحالة الاستعلاء، باتخاذ الشعيرة أداة للابتزاز السياسي رغم تاكيداتها المتواصلة بعدم تسييسها لموسم الحج.
فمع ايران جاءت العراقيل السعودية بعد قطع العلاقات معها وتحشيد الرياض لجهودها السياسية والدبلوماسية حول تدخل ايراني مزعوم في شؤون المنطقة.
الا ان الراي العام لا يمكنه الانخداع بهذه المزاعم والذرائع وذاكرته تسعفه جيدا مع سجل طويل للرياض في وضع عراقيل واختلاق مشاكل اجرائية وما شابه امام حجاج عدد من البلدان كما حدث مع الحجاج السوريين بعد نشوب الصراعات التي دعمتها السعودية في هذا البلد، ومع الحجاج اليمنيين بعد شن العدوان على اليمن، او حتى عرقلة الحجاج الفلسطينيين من قطاع غزة حين سيطرت حماس عليه.