|
|
|
|
|
|
|
|
|
تل أبيب استخفّت بقدرة حزب الله
الأحد 11 سبتمبر-أيلول 2016 الساعة 09 صباحاً / ردفان برس/متابعات |
|
|
|
|
|
اللعنة تأتي من الشمال، هكذا يقول المثل العبريّ، ويبدو أنّ هذا المثل ينطبق على الخوف والتوجّس الإسرائيليين من حزب الله، الذي بات جيشًا بحسب كلّ المعايير، كما أكّد أحد الوزراء الإسرائيليين قبل عدّة أيّام. وفي الذكرى الـ19 لعملية أنصارية في جنوب لبنان، يتذكّر الإسرائيليون اليوم وغدًا وبعد غدٍ أنّ هذه العملية كانت من أكبر الإخفاقات التي عرفها جيش الاحتلال، وأنّ الاستخفاف بقدرة حزب الله أدّى لدفعها ثمنًا باهظًا.
في الليلة الفاصلة بين الرابع والخامس من أيلول (سبتمبر) عام 1997، قُتل 15 جنديًا إسرائيليًا، من أفراد وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيليّ “شييطت 13″، في كمين لحزب الله في بلدة أنصارية. جيش الاحتلال رأى حينها أن الكمين كان صدفةً، متجاهلاً الكثير من الوقائع التي سُلّط الضوء عليها حديثًا، تؤكّد أنّ العملية لم تكن أبدًا صدفة.
“حزب الله” حلّل صور طائرات التجسّس، والاستخبارات استخفّت بمعلومات عن شخصيات مشبوهة، هذا ما كشفه رئيس تحرير موقع (ISRAEL DEFENSE) الإسرائيليّ ومحلل الشؤون العسكرية في صحيفة “معاريف”، عمير راببورت، في تحقيق نُشر في ملحق الصحيفة ، كشف أنّ حزب الله علم مسبقًا بعملية أنصارية، وأنّ الصور ومقاطع الفيديو التي رصدتها الطائرة من دون طيّار الإسرائيليّة عن مسار وحدة الكوماندوس البحريّ الإسرائيليّ، التقطت بواسطة أجهزة تلفزيون تابعة لحزب الله.
ويكشف التحقيق أيضًا عن إخفاقات أخرى، وإخفاء معلومات ضرورية وصلت إلى قيادة سلاح البحرية الإسرائيليّ، عن وجود شخصيات مشبوهة في مسار العملية. ولفت راببورت، الذي اعتمد على مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، إلى أنّه كان بالإمكان منع موت 15 جنديًا إسرائيليًا، مضيفًا أنّهم أُرسلوا إلى موتهم، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ طائرة استخبارات إسرائيلية بدون طيّار كانت تقوم بمهمات استطلاعيّة داخل الأراضي اللبنانيّة، وقامت بتحويل المعلومات إلى القيادة بواسطة قناة اتصال غير مشفرة، الأمر الذي أدّى إلى انكشاف أمر العملية قبل تنفيذها، ولكنّ الرواية الرسميّة للجيش الإسرائيليّ أكدت على أنّ الوحدة تعرضت لكمين تلقائي نصبته المقاومة اللبنانية، والذي كان جزءً من الكمائن التي كانت تُنصب داخل العمق اللبناني.
ولكن في العام 2010 بعد مرور 13 عامًا على الحادثة، اعترف الجيش الإسرائيليّ رسميًا، بأنّ حزب الله تمكّن من فك رموز شيفرة طائرة الاستطلاع الإسرائيليّة. وزاد المحلل قائلاً إنّ النتائج التي توصلت إليها في حينه لجنة التحقيق برئاسة الجنرال المتقاعد غابي أوفير كانت غير صحيحة، لافتًا إلى أنّه بعد إدلاء نصر الله بالتصريحات أصر الجنرال أوفير على أنّ أقوال سيّد المُقاومة كاذبة، وبأنّ النتائج التي توصلّت إليها اللجنة برئاسته كانت صحيحةً، على حدّ تعبيره. وقال المحلل الشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، إنّ خبراء اختصاصيين من الجيش قاموا بفحص الأقوال التي كشف عنها الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في شهر آب (أغسطس) 2009 حول علم الحزب مسبقًا بالإنزال الإسرائيليّ، وتوصّلوا إلى نتيجة حتمية مفادها أنّ أقواله كانت صحيحةً ودقيقةً.
وتابع إنّ طاقم خبراء إسرائيليين قام بتحليل الصور التي عرضها نصر الله خلال خطابه وقام بمقارنتها مع الصور الحقيقيّة الموجودة لدى الجيش، وتوصل إلى نتيجة أنّ نصر الله كان صادقا في تصريحاته. كما يُستشف من الاعتراف الإسرائيليّ، قال فيشمان، إنّ المخابرات الإسرائيليّة لم تكن على علم بقوة حزب الله من الناحية التكنولوجيّة، مشيرًا إلى أنّ الإيرانيين زودوا الحزب بتقنياتٍ تكنولوجيّةٍ عالية المستوى، التي كانت تتمكّن من التقاط إرسال الطائرات الإسرائيليّة، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه التقنيات سمحت لعناصر حزب الله بتحليل الصور الملتقطة. وأردف أنّ هذا الاستنتاج يعني أنّ “كارثة الكوماندوس البحريّ وقعت نتيجة تسرّب معلومات عسكريّة سريّة ووصولها إلى حزب الله.
وتبينّ من التدقيق أيضًا أنّ الصور التي كانت تبثها طائرات التجسس الصغيرة بدون طيّار لم تكن مشفرة، ولذلك فإنّه بالإمكان التقدير بأنّ الصور لموقع الأنصارية لم تكن الوحيدة التي اعترضها حزب الله حول عمليات قوات الجيش الإسرائيليّ في لبنان، وجميعها سريّة، والناتجة عن إخفاق تكنولوجي ـ استخباري.
واستنتاج آخر تم التوصل إليه هو أنه لم يكن لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات بشأن القدرات التكنولوجية لحزب الله، وأنّ جهاز الأمن الإسرائيلي لم يُدرك عمق ضلوع الإيرانيين في دعم حزب الله والذي كان سريًّا في حينه.
وقالت الصحيفة إنّه يتضح الآن أنّ الوسائل التكنولوجيّة التي أحضرها الإيرانيون معهم في منتصف سنوات التسعينيات مكّنت حزب الله ليس من التقاط بث طائرات التجسس الإسرائيليّة فقط، وإنمّا مكّنت الحزب من تحليل هذا البث والحصول على صورة استخبارية فتحت الباب للحزب للاستعداد لمواجهة عملية عسكرية إسرائيليّة في الأنصارية.
وكانت إحدى لجان التحقيق الداخليّة التي شكلّها الجيش الإسرائيليّ في أعقاب عملية الأنصارية قد قدّرت في استنتاجاتها حدوث تسرب معلومات إلى حزب الله، لكنّها لم تتمكن من التأكيد على أنّ احتمال تسرب كهذا أدى إلى نصب كمين حزب الله. وقال مصدر رفيع في مكتب الناطق العسكريّ الإسرائيليّ لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إنّه في أعقاب تدقيق الخبراء الإسرائيليين والتأكّد من تسّرب معلومات لحزب الله تقرر أخيرًا تشكيل طاقم تحقيق في عملية الأنصارية.
“رأي اليوم”
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|