بلعت السعودية مما يمكنها مضغه في اليمن واطلقت في 26 مارس 2015، العملية «عاصفة الحزم» وهي مبادرة واسعة تهدف ظاهريا إلى إعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي كان المتمردون قد أجبروه على الخروج من العاصمة صنعاء.
وبعد مرور أكثر من عامين ونصف العام، لا تبدو السعودية أقرب إلى هدفها، وهي متورطة في حرب لا يمكنها الفوز بها فكيف ارتكبت السعودية مثل هذا الخطأ الاستراتيجي؟.جاء ذلك بموقع "ستراتفور" وبحسب ترجمة لـ" الخليج الجديد".
قبل الدخول في الصراع، كان قادة السعودية يدركون جيدا الصعاب الشديدة التي تعترض نجاح العملية، وهي التضاريس التي لا يمكن مواجهتها والمكائد القبلية المستعصية، يميل السعوديون إلى المراوغة في شرحهم لما دفعهم للتدخل في البلد الذي مزقته الحرب في المقام الأول.
ولكن نظرة على تاريخ المملكة الحافل بسفك الدماء وأيديولوجية تأسيسها تقدم نظرة ثاقبة على معضلة الرياض في اليمن. غزا السعوديون الكويت في عام 1793 و حاصروا رأس الخيمة في عام 1799، ودخلوا البحرين في عام 1801، وهاجموا كربلاء في 1802، وسيطروا على البصرة وجدة في العام التالي. وأجهز السعوديون على مملكة الحجاز الهاشمية في العشرينات ، وفي العقد التالي قاموا بنقل حروبهم إلى اليمن. خلال حرب 1934، استولت السعودية على عسير وجيزان ونجران من جارتها الجنوبية الغربية، مما أدى إلى توتر دائم بين البلدين.
وورد أن عبد العزيز بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، أخبر أبناءه قبل وفاته أنه من أجل الحفاظ على قوة بلادهم، يجب أن يبقي اليمن ضعيفا. وعندما قامت مجموعة من الثوار بالإطاحة بالعاهل اليمني عام 1962 اندلعت حرب أهلية بين الملكيين اليمنيين والدعاة للنظام الجمهوري للحكم. وكان القادة السعوديون قلقين من أن تنتقل الاضطرابات إلى أراضيهم، لذا فإنهم دعموا الملكيين في النزاع الذي دام ثمان سنوات.
وبعد أن توصل الجانبان إلى حل وسط لإنهاء الحرب، أتاحت المشاركة العسكرية للرياض في اليمن تدخلات مقلقة حيث عملت السعودية على شراء النفوذ مع القبائل المختلفة في البلاد، وفي التسعينيات، ألقت بثقلها خلف حزب الإصلاح، ، لمواجهة حزب المؤتمر الشعبي بقيادة «علي عبد الله صالح».
وفرت ثورة اليمن عام 2011 الأساس للصراع المقبل وأنعشت الانتفاضة التي أطاحت بـ«علي صالح» من السلطة آمال اليمنيين في نظام سياسي حديث ومستقل لبلادهم. لكن خطة الانتقال لم تلب هذه الطموحات بأي شكل، حيث واجه الرئيس الجديد، «هادي»، تحديات عديدة لحكمه، وسرعان ما انحدر اليمن إلى حالة من الفوضى.
وبسبب تباين مصالحها في اليمن، فإن السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهما مستويات مختلفة من الالتزام بالنزاع أيضا. أعلن ولي عهد أبوظبي على تويتر في يونيو 2016 أن بلاده ستنهي مشاركتها العسكرية في اليمن، على الرغم من أنها ستواصل مراقبة الترتيبات السياسية وتمكين اليمنيين في المناطق المحرر. وفي الوقت نفسه، واصلت القوات السعودية كفاحها سعيا وراء أهداف تبدو أكثر بعدا.
الشرق القطرية