الدوحة ـ "الشرق":
حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، من نشوب حرب أخرى في جنوب اليمن. وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست"، إن هناك نكتة تنتشر بين اليمنيين الجنوبيين، أنه كل أربع سنوات تبدأ حرب في جنوب البلاد ،والآن هم يستعدون لواحدة أخرى.
وأشارت صحيفة الإندبندنت، في تقرير ترجمه "الموقع بوست" اليمني إلى أن مجموعة واحدة على الأقل نجحت في الخروج من هذه الحرب وهم الانفصاليون الجنوبيون، الذين كانوا مشبعين بقوة كبيرة منذ انضمامهم إلى قوات التحالف الخليجي. وبالنسبة لهم، فإن ضرب الحوثيين هو مجرد مقدمة للقتال الحقيقي.
وقالت الصحيفة إن تحت السطح، هناك حرب أهلية خطيرة داخل الحرب الأهلية المدمرة حالياً، وجذورها أقدم من اليمن الموحد.
وقالت الإندبندنت إن حربا أهلية جديدة يتم التجهيز لها "تحت السطح"، خاصة وأنها بدأت جميع أركانها تختمر ، وستكون مدمرة للجميع، وستضرب فكرة "اليمن الموحد" إلى الأبد.
وتستدل الصحيفة بحديث الصحفي الأمريكي آدم بارون، وهو زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية :"إن من الممكن القول إن هذه التوترات، وصلت إلى أعلى مستويات التوتر، أكثر من أي وقت مضى". وأضاف، مشيرا إلى الانفصاليين المدعومين من الإمارات في جنوب اليمن، "قال لي أحدهم: "إنه احتلال من قبل الشمال لا نزال نشعر به اليوم".
وقال الصحفي الأمريكي "قد لا يبدو هذا الأمر مسألة مهمة بالنسبة للغرب، لكن من ضمن خطوط الصدع في القتال في اليمن أن التمرد في جنوب اليمن يميل إلى الازدهار". وأشار إلى أن "حربا أهلية ثانية تنبثق من حرب سابقة لن تؤدي إلا إلى زراعة المزيد من الأراضي الخصبة لعودة القاعدة في شبه الجزيرة العربية." وزاد "كما يمكنها أن تضع مركزين للطاقة في الشرق الأوسط، وهما الإمارات والسعودية ضد بعضهم بعضاً مع عواقب محتملة." وأضاف بارون "منذ إقامتي القصيرة بين القواعد الإماراتية في اليمن، كان واضحاً على عكس السعوديين، أن الإمارات قامت بنشر بنية تحتية عسكرية خطيرة في جنوب اليمن، من خلال وكلائهم الذين هم على شكل عشرات الآلاف من الجنود اليمنيين الذين تدربوا على يدها، ويسيطرون على معظم الخطوط الجوية والقواعد والموانئ البحرية على طول الساحل الجنوبي الإستراتيجي في اليمن. في الأيام الخمسة التي قضيتها لم أرَ ضابطًا سعوديًا واحدًا.
وتابع الصحفي الأمريكي آدم بارون "على الرغم من إصرارها علنا على أنها تريد اليمن الموحد، فقد اتهمت دولة الإمارات بالانحياز إلى الانفصاليين بتسليحهم وتمويلهم بسبب كراهيتهم لكل من الحوثيين والإخوان المسلمين، العدو اللدود لأبو ظبي. وأشار الصحفي الأمريكي إلى أن العلاقة السيئة بين الإمارات والرئيس هادي لم تعد سراً.
ففي يناير ، تقاتل الطرفان في عدن، عاصمة الأمر الواقع للتحالف. وبوابل من صواريخ الغراد ونيران الدبابات، اشتبكت القوات الموالية لهادي مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي وقوات الحزام الأمني الذي تم تشكيله وتمويله وتسليحه من قبل الإمارات. وقال "بدا الأمر من الخارج وكأن القوات المدعومة من السعودية كانت في حالة حرب مع القوات الإماراتية."
وختم حديثه قائلا "تمت استعادة الهدوء إلى حد كبير في عدن. هادي، الذي لم يكن قد عاد إلى عدن لأكثر من عام، عاد أخيرًا في يونيو 2018. لكن المدينة التي جرحتها الحرب ما زالت تعيش التوتر".
في مطار عدن الدولي، تعرفت على شاب يدعى خالد الخالي. كان خجولاً قليلاً أمام الكاميرا. وهو يلبس عباءة، يقول إنه يدير كتيبة، دربها الإماراتيون ، يحرسون في المطار ويتحكمون به، وهو نقطة الدخول والخروج الرئيسية في اليمن منذ أن قام التحالف الخليجي بإغلاق مطار صنعاء. لكن أمثال خالد الذين يوصفون من قبل اليمنيين كشخصيات قوية في الحركة الانفصالية، يتم تسميتهم بـ"مثيري الشغب". إن اختياره لمثل هذا المطار الرئيسي مهم للغاية. عمرو البيض، الذي يأتي من الملوك الانفصاليين حيث إن والده هو علي سالم البيض، وهو سياسي بارز ، وكان رئيس اليمن الجنوبي المنفصل في التسعينات، قال لي إن تقسيم اليمن ليس فقط أمرًا حتميًا ولكنه ضروري من أجل "استقرار المنطقة".
وقال: "بدون الاستقلال في الجنوب ستكون هناك دائما دائرة من العنف بين الجنوب والشمال". واختتم "ستتأثر الخطوط التجارية الدولية، سيتأثر القتال ضد القاعدة. لا يمكننا بناء دولة مدنية مع الشمال. إعادة الوحدة فشلت".