ثمة تصاعد في الغضب الدولي من تداعيات الحرب العبثية المدمرة، التي تشن على اليمن وعلى وجه الخصوص دور الرياض التي تقود التحالف في تلك الحرب المجنونة والتي خلفت سلسلة مآسي إنسانية يندى لها جبين المجتمع الدولي، ويأتي ذلك الغضب الدولي ليؤكد سلامة وحكمة الموقف القطري الذي طالما دعا الى وقف تلك الحرب وإعطاء فرصة للحل السياسي في اليمن بدلا من تدميره ونشر الموت والفوضى في ربوعه، خاصة مع تفشي وباء الكوليرا وانتشار المجاعات في بعض المدن اليمنية، فضلا عن استهداف الأبرياء من المدنيين وأحدثها وأشدها ترويعا تلك الضربة الصاروخية التي ارتكبها التحالف الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات من تلاميذ المدارس.
وفي هذا السياق جاء أمس الهجوم اللاذع الذي شنته صحيفة "الواشنطن بوست" على الإدارة الأمريكية، على خلفية دعمها للسعودية والإمارات في حربهما باليمن.
وقالت الصحيفة ساخرة في افتتاحيتها بعنوان (أمريكا تُكرم أصدقاءها السعوديين بينما يموت أطفال اليمن)، إنه في يوم الأحد الماضي، شنت القوات المدعومة من الإمارات والسعودية هجوماً عنيفاً جديداً على ميناء الحديدة اليمني، الذي يتدفق من خلاله 70% من إمدادات الغذاء والمساعدات والتي تصل إلى قرابة 8 ملايين شخص يواجهون خطر الموت جوعاً. وأشارت الى زعم التحالف السعودي - الإماراتي، يوم الأربعاء الماضي حظر طريقين رئيسيين للإمداد إلى المدينة، الواقعة في قبضة قوات الحوثي.
أكثر من ثلاث سنوات مرت على شن الحرب على اليمن ولم يحقق التحالف شيئا على الأرض من الاهداف التي أعلنها وقتها في بداية حملة عاصفة الحزم، بل زادت الأمور مأساوية وتعقيدا وتحول اليمن الى مستنقع كبير للتحالف وقيادته، جرت عليه انتقادات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، وعليه نحسب ان المسؤولية والواجب الاخلاقيين يحتمان على التحالف وقيادته ممثلة في السعودية ان تبادر بوقف تلك الحرب. ويكفي المنطقة ما تشهده من صراعات دامية. إنها ساعة المواجهة الحاسمة مع النفس بضمير انساني نبيل، بعيدا عن اغراءات الاطماع الاقليمية الضيقة التي ثبت انها لا تخلف سوى الموت والخراب وتشيع البغضاء والاحقاد بين الشعوب الشقيقة. فهل يستوعب التحالف دروس وتداعيات فشله المتراكم في اليمن؟.
الشرق القطرية