إذا لم تستح فقل ماتشاء، هذا هو لسان حال رئيس الاستخبارات السعودية السابق «تركي الفيصل»، وهو يبرر تدخل بلاده في اليمن بـ«الالتزام الاخلاقي»، ويتجاهل «أسوأ كارثة انسانية» في العالم حيث تورطت بلاده في جرائم حرب وثقتها منظمات حقوقية، والامم المتحدة، وبات تحالف السعودية والإمارات محاصر بضغوط لوقف الحرب في اليمن ، والحقيقة أن تدخل السعودية لم يكن لتوفير الغذاء والدواء لاطفال اليمن الذين فتكت بهم الامراض وسوء التغذية، او حفظ وحدة اليمن شعبا وترابا، وانما شن تحالف السعودية حربا لتحقيق مآرب اخرى، واستهداف ثروات اليمن ، والسيطرة على الموانئ وفصل الجنوب بدعم التيار الانفصالي ، وما تقوم به المليشيات المدعومة من أبوظبي في السجون السرية في عدن يندى له الجبين، حيث ترتكب ابشع الانتهاكات.
تركي الفيصل لا يخجل، ويتجاهل متعمدا الارقام فالحرب التي تشنها السعودية خلفت منذ 26 مارس 2015 أكثرمن 16 الف قتيل و 9683 جريحا، بينما أشارت احدث التقارير، إلى أن سوء التغذية باليمن تسبب في وفاة 85 ألف طفل بحسب منظمة «أنقذوا الأطفال»، بينما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إن حرب اليمن حرمت 8.6 مليون طفل من الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة وشددت المنظمة على ضرورة حصول كل طفل على المياه النظيفة، وأن يكون محميًا من الأمراض المنقولة بواسطة المياه، كالكوليرا.
يبدو ان رجل المخابرات السابق، فقد قدراته في القراءة الصحيحة لفظائع الحرب، فواقع الحال يقول« من لم يمت بغارات السعودية، وآخرها مجزرة صعدة التى راح ضحيتها عشرات الاطفال الأبرياء، مات بالجوع» وفي هذا الصدد حذر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، من أن نصف سكان اليمن ،حوالي 14 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة الذي أصبح وشيكا جدا.
وقال لوكوك في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في أكتوبر الماضي : «إن المهمة الملقاة على عاتق وكالات المعونة ضخمة وأكبر من أي شيء آخر واجهوه من قبل.» واتهم المسؤول الأممي أطراف الصراع في اليمن بـ«مواصلة خرق القانون الدولي»، مؤكدا على أن الرقم الحقيقي لمن يواجهون خطر المجاعة 14 مليون شخص وليس 11 مليونا بحسب التقديرات السابقة.وجاء ذلك خلال جلسة إحاطة لمجلس الامن بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، لمراجعة الوضع الإنساني المتردي وبحث الصلة بين الحرب وانعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة.
تحدث الفيصل برومانسية خلال مؤتمر صحفي عقده في قمة معهد بيروت في أبوظبي حينما قال«لسوء الحظ، عندما نشرنا أخبارا سارة عن السعودية، لم يتم ذكرها في الأخبار لأنها ليست مثيرة بما فيه الكفاية أمام هيئات تحرير المنافذ الإخبارية الرئيسية، لأنهم اختاروا تصوير الجوانب السلبية لحرب اليمن»،..ألم يسمع الفيصل عن مرضى الفشل الكلوي ، الذين افقرتهم الحرب وانهكهم المرض، ويشكون من معاناة شديدة، أودت بحياة عدد منهم؛ بسبب نقص الأدوية والعناية.
تسببت السعودية وحلفاؤها في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولذا ارتفعت الاصوات الحرة تطالب بوقف الحرب وملاحقة الجناة، وان توقف الولايات المتحدة دعمها العسكري للسعودية والإمارات وإلا فإنها تتحمل المسئولية في هذه الكارثة الانسانية، وفي هذا الصدد، طالبت «مجموعة الأزمات الدولية»، بضرورة وقف الحرب في محافظة «الحديدة»، غربي اليمن .
وفي السياق حذرت 5 من أكبر منظمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن من استمرار الدعم الأمريكي لتحالف السعودية وذلك بحسب بيان مشترك من قبل منظمات أوكسفام، كير، لجنة الإنقاذ الدولية، منظمة أنقذوا الأطفال، ومجلس اللاجئين النرويجي. وجاء في البيان أن الدعم العسكري الأمريكي يطيل الحرب في اليمن «من خلال توفير هذا الدعم العسكري والدبلوماسي المكثف لواحد من أطراف النزاع، فإن الولايات المتحدة تعمق وتطيل أزمة لها عواقب فورية وشديدة على اليمن، والمدنيون يدفعون الثمن».
وفي لندن صعدت منظمات حقوقية بريطانية حملتها الاحتجاجية ضد السعودية ، ونظمت وقفة بالشموع أمام مقر وزارة التجارة الدولية ، احتجاجا على انتهاكات الرياض غير الإنسانية بحق المدنيين في اليمن ، والتي تستخدم فيها السلاح البريطاني ، وطالبت منظمة " مكافحة تجارة السلاح " CAAT" البريطانية بوقف بيع السلاح البريطاني إلى السعودية ، والضغط على السعودية لمنع هذه الانتهاكات ، وذكرت المتحدثة باسم المنظمة أن الدنمارك وألمانيا وفنلندا علقت جميع صفقات السلاح إلى النظام السعودي ، وجاء الوقت لتنضم بريطانيا إليهم ووقف صفقات السلاح إلى الرياض ، حيث أن 4.6 مليار جنيه استرليني قيمة صفقة سلاح مع السعودية تجعل التواطؤ في الأزمة الإنسانية في اليمن مؤكدا.
ورفع النشطاء لافتات تندد بالسعودية ، وتطالب بوقف تسليح الرياض فورا ، كما رفع النشطاء صور جميع انواع السلاح البريطاني الذي تستخدمه القوات السعودية في حربها في اليمن ، ووضع الناشطون صندوق للموتى أبيض اللون أمام البوابة الرئيسية للوزارة البريطانية وحمل كل ناشط شمعة تضامنا مع ضحايا الانتهاكات السعودية في اليمن بحق الأطفال والنساء والشيوخ .
كما جمعوا أسماء الضحايا من الأطفال الذين قتلوا في قصف حافلة المدرسة في اليمن مؤخرا. ايضا دخل الكونغرس على خط الضغط على تحالف السعودية لوقف حرب اليمن، وقال السيناتور «بيرني ساندرز»، ولاية فيرمونت، إنه واثق من أن مجلس الشيوخ سوف يتخذ قرارا يقضي بسحب أي نوع من الدعم للسعودية فى حرب اليمن. وبعد كل ذلك يتحدث الفيصل عن الالتزام الاخلاقي، وهو فاقده بتجاهله ان الضحايا هم مدنيون.
الشرق القطرية