حملت التصريحات الأممية الصادرة مساء أمس إشارات إيجابية في اتجاهين: الأول تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، والثاني بدء مفاوضات حول المسألة الاقتصادية. وإذا كان الاتفاق حول الحديدة لا يزال مُعلقاً، فإن أجواء التفاؤل التي شاعت أمس قد تنسحب عليه في الساعات المقبلة
يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، محاولاته إنقاذ اتفاقات السويد، في ظلّ ما بدا أنه تحول في الموقف الأميركي، يمكن أن ينعكس إيجاباً على مسار جهود السلام. وبدأ غريفيث، خلال الساعات الماضية، لقاءات متجددة في صنعاء، انصبّت على المسائل المتصلة باتفاق الحديدة، في وقت كان نائبه معين شريم يعمل على خطّ آخر متصل بالملف الاقتصادي.
واستقبل رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، أمس، المبعوث الأممي والوفد المرافق له. وجدد المشاط، خلال اللقاء، التمسك بـ«مخرجات اتفاق السويد وخيار السلام» وفقاً لما نقلت عنه وكالة «سبأ» الرسمية التابعة لحكومة الإنقاذ، متهماً «الطرف الآخر بالتنصّل من الالتزامات»، لافتاً إلى أنه «كان من المفترض أن تكون مهمة لجنة مراقبة وقف إطلاق النار برئاسة (الجنرال) باتريك كاميرت، العمل على تنفيذ اتفاق السويد وفق خطة زمنية محددة»، لكن كاميرت «انحرف» عن ذلك المسار، بحسب ما تتهمه به «أنصار الله».
وترافق انطلاق لقاءات غريفيث، الذي يتوقع أن يلتقي زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، مع سلسلة اجتماعات عقدها نائب المبعوث الأممي، المكلّف بالملف الاقتصادي والإنساني، برفقة عدد من المستشارين. وفي هذا الإطار، التقى شريم الأمين العام للمكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، فضل أبو طالب، وممثلين آخرين عن الحركة. وخلال اللقاء، أشار أبو طالب إلى أن «من بين التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق الحديدة انحياز رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار باتريك كاميرت، بشكل أثّر سلباً على تنفيذ الاتفاق، عبر محاولته تحريف الاتفاق، وجرّه إلى سياقات خارج ما تمّ التفاهم عليه في مشاورات السويد». كما تطرّق أبو طالب إلى ملف الأسرى، لافتاً إلى أن «عدم تجاوب دول العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات، مع الاتفاقية، وعدم كشفها عن مصير الأسرى المحتجزين لديهم، تسبّب في عرقلة الاتفاق وعدم إنجاز مراحله». من جانبه، قال رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى»، عبد القادر المرتضى، «إننا قمنا اليوم بتقديم ملاحظاتنا على كشوفات الأسرى بحسب الاتفاق»، موضحاً «(أننا) قدمنا في الملاحظات كل المعلومات التي لدينا عن آلاف الأسرى لدى جميع الأطراف اليمنية والأجنبية وسلمناها للأمم المتحدة»، مطالباً «طرف العدوان بأن يكون جادّاً في تنفيذ الاتفاق».
الاخباراللبنانية