من المتوقع أن تعلن الجمعة الاول من شهر شباط (فبراير) ولادة الحكومة اللبنانية المنتظرة، وتزايدت المؤشرات على اتفاق القوى السياسية على حل العقدة الأخيرة في طريق التشكيل المتعلقة بتمثيل وزير عن اللقاء التشاوري، وهو تجمع نواب من السنة خارج فضاء تيار المستقبل وحليف لحزب الله.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، قد بشر اللبنانيين بقرب إنجاز التشكيل المعطل منذ ثمانية شهور، واكد أن “الأسبوع الجاري، سيكون حاسماً في جهود تشكيل حكومة جديدة”، مضيفاً أنه “يشعر بتفاؤل حذر”.

وأكد الحريري، في دردشة مع الصحافيين بعد الاجتماع الأسبوعي الذي عقده في بيت الوسط، مع كتلة “المستقبل” النيابية التي يرأسها أن “الأمور إيجابية إن شاء الله، وستتضح خلال يومين”

النائب عن اللقاء التشاوري عبد الرحيم مراد صادق على هذا التفاؤل في حديث تلفزيوني، والمح كذلك إلى اقتراب إعلان تشكيل الحكومة.

مبعث التفاؤل و الحديث عن جدية إعلان التشكيل حسب أوساط سياسية لبنانية هو موافقة رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل، على إعطاء مقعد من الحصة الوزارية المشتركة للتيار ورئاسة الجمهورية للوزير الذى سيمثل كتلة اللقاء التشاوري، لكن تبقى التفاصيل في هذا المجال مثار بحث، أن كان الوزير عن التشاوري سيصوت لصالح كتلة الرئيس في الحكومة أم سيكون ممثلا لقرار التشاوري، ولا تبدو هذه التفاصيل عائقا طالما امكن التفاهم حولها بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر، وفي هذا الوقت انجز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري خلال جولة على القوى السياسية توزيع الحقائب.

وحول اسم الوزير الذي سوف يمثل تكتل اللقاء التشاوري، فإن وسائل إعلام لبنانية تداولت اسمين الأول حسن مراد نجل الوزير عبد الرحيم مراد والثاني عثمان مجذوب المقرب من الوزير السابق فيصل كرامي، ويبدو أن مهمة اختيار احد الأسماء ستقع على عاتق رئيس الجمهورية ميشل عون، وتعكس أوساط التيار الوطني الحر، ارتياحا في قصر بعبدا جراء الحركة السياسية الجادة والاجتماعات المكوكية، التي أجرها الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني جبران باسيل، خلال اليومين الماضيين، كذلك كان للقاء الحاسم الذي جمع حزب الله مع نواب اللقاء التشاوري، أثرا في الجهود لأنضاج طبخة الحكومة.

وينتظر الشارع اللبناني بفارغ الصبر ترجمة جرعات التفاؤل الأخيرة، بإعلان حكومة تتصدى للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في البلاد، وإذا صدقت التوقعات وكان الجمعة يوما لولادة الحكومة المنتظرة فإن هذا سوف ينعكس على الشارع المتذمر من الطبقة السياسية في البلاد، أما إذا لم يحصل هذا لسبب ما قد يطرأ خلال الساعات المقبلة، فإن الامور سوف تأخذ منحى مختلف، ليس أقله اعتذار الرئيس المكلف عن التأليف، كما هدد هو بنفسه سابقا.

ويتفاوض الفرقاء اللبنانيون على تشكيل حكومة منذ الانتخابات التي أجريت في أيار/مايو، ما عطل ملفات كثيرة لبنان بحاجة إلى حسمها خاصة على الصعيد الاقتصادي والخدمات العامة.