أكد تشارلز فريمان، السفير الأمريكي الأسبق في الرياض أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مكَّن إسرائيل من التحالف مع عدة دول عربية؛ مشيرا إلى أن السعودية وإسرائيل تحاولان التلاعب بسياسات واشنطن فى ظل تنامي الدور الروسي في المنطقة.
وقال فريمان فى تصريحات إنه لا شك أنه يوجد الكثير من الخلط في الأوراق السياسية المطروحة في المنطقة منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، ولكن الأمر الملحوظ بالنسبة لي أن هناك تغييبا للحضور الأمريكي في بعض المعادلات الإقليمية المطروحة، فتجد أن أنقرة وطهران وجدا روابط مشتركة جديدة في ظل السعي التركي إلى تعزيز مصادر الطاقة في الوقت الذي تعاني فيه إيران من فرض عقوبات أمريكية عليها تؤثر على اقتصادها، هذا من جانب ومن جانب آخر تجد أن كلا من تركيا والسعودية قد عادا إلى الخلاف القديم والمتعلق بالرؤية تجاه الإسلام السياسي في المنطقة.
حيث تؤيد تركيا جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الذي تقف فيه السعودية على النقيض تماماً، كما أدى الخلاف القائم ما بين السعودية وقطر إلى أن يتحول إلى شرخ عميق في العلاقات الخليجية، كما تجد أيضاً أن كل هذا حدث في عهد بن سلمان والذي صعد أيضاً العداء مع إيران إلى أعلى مستويات له وبصورة لم تكن مسبوقة من قبل».
وقال فريمان «كما تجد أيضاً أنه في عهد بن سلمان قد تحولت العلاقات بصورة لافتة بين الرياض وتل أبيب لتتمكن إسرائيل من أن تتحالف مع دولة عربية محورية مثل السعودية في مشاريع وأجندات متعلقة بالسياسة الخارجية والتي منها العمل المشترك على تغيير النظام في إيران، وإذا ما نظرت إلى اللاعبين الرئيسيين في الناحية الخارجية من الصورة فستجد أن روسيا وليس الولايات المتحدة قد باتت تمتلك نفوذاً دبلوماسياً طاغياً في المنطقة، وأن الرئيس بوتين يستخدم أوراقه بجدية وحرص كبيرين في المنطقة، فتجد أن كل مظاهر التغيير التي تحدث حالياً في المنطقة لم تلمس فيها إستراتيجية أمريكية لمحاولة التداخل أو السيطرة فيها، وهذا ما يعني أن المنطقة أصبحت غير متوقعة إلى حد كبير وباتت تجتذب ضرورة حضور أمريكي أقوى وأن تجر الولايات المتحدة إلى أن تعود لتوطيد نفوذها مرة أخرى، وهو أمر من المتوقع أن يحظى بتأييد من السعوديين ولكن اللاعب الرئيسي في هذا الصدد سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقوات العسكرية الإسرائيلية خاصة في سوريا».
واختتم السفير الأمريكي الأسبق بالرياض تصريحاته قائلاً: «إن مستشارين مقربين من الرئيس ترامب تجد أنهم مقربون للغاية من إسرائيل وأكثر صدامية وعداءً تجاه إيران وهذا ما يسمح لعدد من اللاعبين الفاعلين في المنطقة سواء في السعودية أو إسرائيل في محاولاتهما للتأثير على السياسات الخارجية للولايات المتحدة، وإن مؤشرات التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً باتت غير معروفة وهناك إجابة رائعة بالعربية في هذا وهي (الله أعلم) ما الذي سيحدث في المستقبل».
الشرق القطرية