أظهر تحقيق لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، الثلاثاء، استخدام التحالف السعودي الإماراتي لأسلحة وتكنولوجيا ألمانية الصنع في قتل المدنيين في اليمن، كما كشف التحقيق عن قيام القوات الإماراتية بتعذيب اليمنيين في السجون .
وأشار تحقيق الإذاعة إلى وصف الأمم المتحدة للحرب في اليمن بأنها أسوأ نزاع إنساني في عصرنا الحالي، حيث تم دفع ملايين البشر إلى حافة المجاعة، كما قُتل الآلاف.
وذكر التحقيق أن الحكومة الألمانية تنكر مراراً أي معرفة بالأسلحة والتكنولوجيا الألمانية المستخدمة في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكن التحقيق الذي قامت به الإذاعة الألمانية بالاشتراك مع إذاعة "بايريشر روندفونك" الألمانية ومجلة "شتيرن" و"مكتب التحقيقات الاستقصائية" الهولندي وشبكة "بيلينغكات" للتحقيقات الاستقصائية، أظهر مشاركة أسلحة ومعدات وتكنولوجيا ألمانية استخدمها التحالف السعودي الإماراتي في الحرب باليمن .
ووفقاً للتحقيق فإن الأسلحة الألمانية المستخدمة هي منصات "ديناميت نوبل" ومدافع "هاوتزر" بهياكل ومحركات ألمانية الصنع وذلك على الرغم من المبادئ التوجيهية للأسلحة الألمانية التي تحظر صراحةً تصديرها إلى الدول المشاركة في نزاعات مسلحة، إلا إذا كانت في حالة دفاع عن النفس.
وتساءل التحقيق : لماذا إذن تجاهلت الحكومة الألمانية على ما يبدو مبادئها التوجيهية، حتى في الوقت الذي قُتل فيه آلاف المدنيين في اليمن؟
وإثر مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، علقت الحكومة الألمانية كافة الصادرات العسكرية إلى الرياض.
وأشار التحقيق إلى أنه في حين ركزت العديد من تقارير وسائل الإعلام على المملكة العربية السعودية، فقد أُولي اهتمام أقل للإمارات التي تقود الهجوم البري وتشارك أيضاً في الحرب عبر البحر.
وأوضح التحقيق أن الإماراتيين أيضاً يستخدمون دبابات ليكليرك في هجومهم البري المتواصل، والذي يعتمد على عدد لا يحصى من الميليشيات المحلية والمرتزقة.
التعذيب الإماراتي
وتحدثت " دويتشه فيله" إلى رجل قال إنه اعتقل في عدن عام 2016 لرفضه اغتيال شخصية سياسية محلية واُحتجز في أماكن مختلفة، وكلها بإدارة الإماراتيين، والذي قال: "الشخص الذي يقوم بالتعذيب مواطن إماراتي. الشخص الذي يقوم بالاستجواب مواطن إماراتي. السجان مواطن إماراتي".
وأضاف الرجل اليمني أنه اُحتجز لمدة سنة وثمانية أشهر وأنه "تعرض لأقسى أنواع التعذيب، كالصعق بالكهرباء والتعليق لساعات".
وأشارت "دويتشه فيله" إلى أن هذه الحالة لم تكن هذه سوى واحدة من المآسي العديدة التي تشكل المعالم الحقيقية الصراع في اليمن.
وقال كينيث روث المدير التنفيذي لـ "هيومن رايتس ووتش" للفريق البحثي إنه "بإمداد شركاء التحالف بالأسلحة، فإن الحكومات الغربية - بما فيها ألمانيا- متواطئة بشكل مباشر في جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية".
كما أدى الحصار الذي ضربته قوات التحالف على مدينة الحديدة، وهي نقطة الدخول الرئيسية للغذاء والأدوية في البلاد، إلى التجويع الجماعي وانتشار المجاعة، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية. وأصبحت لقطات الأطفال الهزل الذين يعانون من الجوع هي الصور المتوفرة بكثرة والمعتاد استخدامها في التقارير الإخبارية عن الحرب في اليمن.