رؤيته لسعودية جديدة لم تتضمن خُططاً لإعادة بنىً تحتية متهالكة في أجزاء واسعة من بلاده ولتطوير مرافق تعليمية وصحية وخدماتية بل إعلاناً فضفاضاً لرؤية سعودية 2030، وبدأ بن سلمان مشواره في ولاية العهد بإنفاق قرابة نصف مليار دولار ثمناً للوحة لا يوجد لها "لوفر" سعودي لعرضها.
لوحة سلفاتور مندي" أو "مخلّص العالم" للفنان العالمي ليوناردو دافينشي إشتراها محمد بن سلمان بمبلغ فلكي 450.3 مليون دولار بعد أن عُرضت في دار "كريستيز" بنيويورك ضمن مزاد علني في منتصف نوفمبر / تشرين الثاني 2017، ولم تتجاوز توقعات مُنظمي المعرض تجاوز ثمنها مبلغ 100 مليون دولار حينها.
مُزورة!
اللوحة التي بذل مُحمد بن سلمان لأجل حفظ سلامتها بأحد البنوك في سويسرا مبالغ أخرى طائلة أوردت صحيفة "تلغراف" تقريراً بأن ثمنها الحقيقي لا يتجاوز 1.5 مليون دولار..
وجاء الإنخفاض الحاد في قيمة اللوحة مع زيادة الشكوك التي تدور حولها، خاصةص بعد ان تصدى نسخة متحف "اللوفر" في أبوظبي لعرضها، فيما ذكر خبراء أنه من المستبعد أن تعرض لوحة "مخلص العالم" لفنان عصر النهضة الشهير ليوناردو دافينشي (1452-1519) في متحف اللوفر الفرنسي، لسبب واضح وهو أن غالبية الخبراء شاكون في أصليتها، وأن اللوحة يمكن أن تعرض في "اللوفر" الحقيقي إذا ثبت أنها بريشة ليوناردو دافينشي.
وقال مُؤرخ الفن الفرنسي بن لويس، أن متحف اللوفر قدم بالفعل طلباً لفرعه في أبوظبي بأن يُؤجر اللوحة له كي تطرح في معرض ليوناردو دا فينشي الذي سيفتتح يوم 24 أكتوبر المُقبل في باريس. إلا أن أكثرية الخبراء شككوا في أنها هي رائعة "مخلص العالم" وأكدوا أنها لم تُرسم بريشة ليوناردو دافنشي، وأنهم يعتزمون إعادة التأكد من صحتها، ما سيؤدي إلى خفض ثمنها، حسب بن لويس، إلى حدود 1.5 مليون دولار.
خط سير اللوحة
وذكرت الصحيفة البريطانية أن هناك سيناريو قوي بدأ يرشح في الآونة الأخيرة حول لوحة "مخلص العالم" المنسوبة لـ ليوناردو دافينشي، وهي أنها لوحة مُقلدة بعناية بيعت عام 2005 مقابل عشرة آلاف دولار فقط، ثم خضعت للترميم في متحف الفنون الجميلة في جامعة نيويورك.
وأن سمساراً سويسرياً باعها عام 2013 للملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، مقابل 127.5 مليون دولار الذي باعها بدوره أواخر عام 2017 عبر مزاد "كريستي" في نيويورك مقابل نحو 450 مليون دولار للأمير السعودي بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود موفداً عن ولي العهد محمد بن سلمان، فيما أعلنت إدارة المزاد لاحقاً أن اللوحة بيعت لإدارة الثقافة والسياحة في أبو ظبي.
الشرق القطرية