طالبت المحققة الأممية أغنيس كالامار واشنطن بضرورة محاسبة بن سلمان على جريمة اغتتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في شهر اكتوبر الماضي. وشددت كالامار على ضرورة تفعيل آليات فرض العقوبات ضد المسؤولين السعوديين المتورطين في مقتل خاشقجي، وتقديم الولايات المتحدة مساعداتها من خلال أجهزتها الأمنية لفتح تحقيق دولي لملاحقة المتورطين في هذه الجريمة البشعة، جاء ذلك خلال كلمتها أمام مؤتمر دولي عقد في منظمة العفو الدولية في العاصمة البريطانية لندن تحت عنوان "اغتيال خاشقجي - السر المفضوح"، بمشاركة أكثر من 200 من الإعلاميين والحقوقيين والأكاديميين البريطانيين، ومن بين المتحدثين في المؤتمر كل من خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز والصحفية الأمريكية كارين عطية ومدير مؤسسة "القسط لحقوق الإنسان" 

وأشارت كالامار إلى أن العقوبات الشخصية التي اتخذت ضد عدد من الشخصيات المتورطة في مقتل " خاشقجي" ليست كافية إلا إذا شملت شخصيات عليا مثل ولي العهد السعودي " محمد بن سلمان"، ودعت " كالامار" إلى ملاحقة دولية تسمح بملاحقة المتورطين في هذه الجريمة وجميع الجرائم غير الإنسانية التي تقع في السعودية وغيرها من الدول، وأكدت " كالامار" على أن محاكمة 11 شخصا في السعودية من فريق الاغتيال المكون من 15 شخصا ليست كافية، فالمسؤولية يجب أن تشمل من اتخذ القرار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر،فالمسؤولية في الجرائم التي تقوم بها الدول لا تقتصر على المنفذين فقط،

ودانت " كالامار" حالات الإعدام التعسفي التي تنفذ خارج إطار القانون في السعودية و مصر وغيرها من الدول، ووصفت جريمة " مقتل خاشقجي" بأنها جريمة قتل على مستوى الدولة.

وفي كلمتها أكدت " كالامار" على أن إغتيال " خاشقجي" ليس عملا فرديا بل هو عملية نظمتها السلطات السعودية، وجميع الأدلة المتوفرة تدل على أنها عملية منظمة من قبل الدولة السعودية، وليست بدوافع شخصية أو فردية، كما أوضحت أن جريمة " خاشقجي" مركبة فهي ضده شخصيا عبر سلب حياته بالقتل، وايضا جريمة اخفاء قسري حيث لم يتم العثور على جثته حتى الآن، بجانب أن الجريمة قد وقعت على الأراضي التركية فهذا يجعلها جريمة دولية بل ان فشل السلطات السعودية في التحقيق في جريمة الإغتيال يعد خرقا للقانون، وأوضحت أن العدالة تعني العدالة لجميع من يعاني من الانتهاكات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد حقوق الإنسان في الداخل والخارج، ودعت إلى الكشف عن حملات تبييض صورة النظام السعودي في الغرب، وأعربت " كالامار" عن أسفها للسماح بحضور ولي العهد السعودي " بن سلمان" المتهم في هذه الجريمة بالمشاركة في قمة العشرين في اليابان.

وتحدثت " كالامار" عن الإنتهاكات التي وقعت بحق الرئيس المصري المعزول " محمد مرسي" والتي أدت إلى وفاته، حيث طالبت بإجراء تحقيق في أسباب وفاته، وضرورة الحصول على كافة المعلومات حول هذه الوفاة، وذكرت أنها بعثت برسالة إلى الحكومة المصرية توضح فيها قلقلها من أن وفاة " مرسي" كانت نتيجة سوء المعاملة التي كان يلاقيها خلال سجنه الانفرادي طوال 6 سنوات.

لا توجد ضمانات

وخلال مشاركتها في المؤتمر ذكرت " خديجة جنكيز" خطيبة " خاشقجي" أن هناك انتهاكات كثيرة سوف تقع ما لم يتم معاقبة المتورطين في هذه الجريمة، فلا يوجد أية ضمانات كي لا تتكرر مثل هذه الانتهاكات البشعة وجرائم الاغتيال التي تقوم بها السلطات السعودية في أي دولة بما فيها في المملكة المتحدة نفسها، وأشارت إلى أنه يجب اتخاذ قرارات ضد المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة بحق " خاشقجي"، وذلك وفق التقرير الذي أصدرته " كالامار" قبل شهر حول هذه الجريمة، مؤكدة على ضرورة محاسبة المتورطين فيها ن ودعت المسؤولين الأوروبيين بالتعاطي مع هذا التقرير بشكل جدي لتحقيق العدالة، وأضافت أنها تلقت رسائل كراهية من أشخاص سعوديين.

انتهاكات سعودية فادحة

وفي كلمتها ذكرت كارين عطية الصحفية الأمريكية والتي عملت مع " خاشقجي" في صحيفة "الواشنطن بوست" أنه كان هناك العديد من الانتهاكات التي قامت بها السلطات السعودية قبل إغتيال " خاشقجي" منها حصار قطر وقطع العلاقات مع كندا واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني " سعد الحريري"، وطالبت بضرورة مراجعة طبيعة العلاقات مع السلطات السعودية، واستخدام النفوذ الأمريكي للضغط على السعودية لوقف هذه الإنتهاكات غير الإنسانية التي تمارسها السعودية، ودعت " كارين " في كلمتها إلى ضرورة عدم الإنتظار كي تقع جرائم بشعة مثل ذلك، حيث هناك قلق متزايد على المعارضين السعوديين في الخارج والداخل، وطالبت بضرورة الإنصات إلى شعوب المنطقة الواقعين تحت نظم دكتاتورية، كما دعت المؤسسات الأمريكية الداعمة للحريات بضرورة التوقف عن دعم " بن سلمان" إذا كانت صادقة في عملها في دعم الحريات، وقالت " كارين" أنه من المحزن أن الحكومة الأمريكية التي تجلس في واشنطن تدعم الحكومة المسؤولة عن اغتيال " خاشقجي" الذي كان صوتا إعلاميا يعمل في صحيفة " واشنطن بوست.