اتهمت اليمن السعودية رسميا بلعب دور رئيسي بتصفية الرئيس ابراهيم الحمدي في العام 1977.
ونشرت دائرة التوجيه المعنوي تقرير يعد الاول من نوعه منذ عملية الانقلاب على الحمدي والتي ظلت تفاصيلها غامضة لعقود.
ويكشف التقرير تورط الديوان الملكي السعودي والامراء، فهد بن عبدالعزيز وشقيقه سلطان الذي كان على اتصال مباشر بالملحق العسكري في سفارة بلاده بصنعاء إلى جانب الاستخبارات السعودية التي ارسلت 3 من عناصر الاستخبارات قبل ساعات على ارتكاب الجريمة.
وتشير الوثائق التي عثرت صنعاء عليها إلى أن مسئولين كبار في الديوان الملكي السعودي اشرفوا على العملية بينهم علي بن مسلم مسئول الملف اليمني في الديوان الملكي بدرجة مستشار والمرتبط بالأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى جانب الملحق العسكري في السفارة السعودية بصنعاء صالح الهديان.
و كان مسلم ينقل التعليمات للهديان والذي يقوم بدوره ببعث المقترحات لإقرارها والمصادقة عليها.
وتؤكد الوثائق بان 4 مسئولين سعوديين حضروا مراسيم تصفية الحمدي، 3 من الاستخبارات السعودية وصلوا قبيل ساعات على ارتكاب الجريمة وغادروا بعدها بساعات.
ولم يقتصر الدور السعودي على المشاركة بالقتل بل امتد إلى توزيع اموال وشراء ذمم القادة والمسؤولين للتحكم بالقرار واخفاء تفاصيل الجريمة ومحاولة تشويه الرئيس الحمدي وإنجازاته.
التقرير الذي وبناء على وثائق ومعلومات وتوثيق شهادات عن الجريمة أكد ان الضالعون بالجريمة هم من تولواالسلطة في صنعاء طوال العقود الماضية
وكشف التقريرالكثير من الغموض حول المؤامرات السعودية حول الرئيس الحمدي. ومن ضمن تلك المؤامرات محاولات اسقاط حكمه المتكررة والتي فشلت ودفعتها للتخلص منه بتصفيته. وفيما يلي ما اورده التقرير:
حاول النظام السعودي التخلص من الحمدي من خلال محاولة تجنيد أحد القتلة من جنسية فلسطينية عن طريق وزير الخارجية وقتها الموالي للسعودية عبدالله الأصنج بحسب ما تذكره واحده من الوثائق التي تتضمن تفاصيل لقاء مسؤول فلسطيني كبير مع ولي العهد السعودي آنذاك فهد بن عبدالعزيز.
كذلك من ضمن محاولات إسقاط الرئيس الحمدي تحريض القبائل ودفعها لإقتحام صنعاء بقوة السلاح وإشعال حرب أهلية بين اليمنيين.
أيضاً من ضمن تلك المحاولات تجنيد قناصة محترفين لقتل الحمدي.
قضت الأوامر السعودية بإغتيال الحمدي والتخلص منه قبل زيارتة الى عدن ولهذا وضع القتلة عدة سيناريوهات لتنفيذ المهمة منها مآدبة الغداء وكذلك قصف منزل الحمدي أو إسقاط الطائرة أثناء إقلاعها أو أثناء تحليقها او أثناء هبوطها في مطار عدن.
الدور الذي لعبه الملحق العسكري السعودي بصنعاء صالح الهديان يؤكد ضلوع السعودية بما لا يدع مجالاً للشك في عملية إغتيال الرئيس الحمدي.
تولى الهديان الإشراف الكامل والفعلي على الإنقلاب الدموي وشارك بنفسه في عملية الإغتيال من خلال الحضور الفعلي في مسرح الجريمة
محاولة التهكم على الرئيس الحمدي بتوجيه كلمات نابية وكذلك الإعتداء عليه صفعاً بالوجه وذلك بمساعدة القتلة.
إصدار الأمر للقتلة بتنفيذ الجريمة.
ثلاثة من عناصر الإستخبارات السعودية شهدوا عملية الإغتيال بحضورهم الفعلي وقت تنفيذها وبعد البحث عن تفاصيل عنهم وجدنا أنهم وصلوا الى مطار صنعاء ليلة إرتكاب الجريمة وتولت سيارة تابعة لأحد القتلة نقلهم الى داخل صنعاء وبعد إرتكاب الجريمة غادروا مطار صنعاء عائدين الى السعودية.