اصبح مطار الغيضة بمحافظة المهرة قاعدة عسكرية مغلقة لصالح قوات المحتل السعودي التي تشرف على إدارته بكافة مرافقه، ومقرا عاما لها تدير منه مختلف أنشطتها وأجندتها في المحافظة، والأدهى من ذلك تحويله لقاعدة استجواب استخباراتية، وسجن كبير لمن تعتبرهم القوات السعودية خصوما ومعارضين لها.
يقول تحقيق سابق إن القوات السعودية أنشأت داخل المطار عدة سجون، خصص واحد منها في مقر الشرطة الجوية اليمنية كسجن للجنود الذين يستحقون عقوبة الحجز، وهو أسلوب متعارف عليه داخل المؤسسة العسكرية.
وأضاف: وهناك سجن آخر تم تخصيصه للأفراد العابرين بجوار المطار عند الاشتباه بهم، ويتم سجنهم من يوم إلى يومين، ثم يتم الإفراج عنهم بعد التحقيق معهم، وثبوت عدم تورطهم بأي أنشطة تستهدف المطار والقوات المتواجدة فيه، واستقبل هذا السجن عدة حالات، منها شخص حاول تصوير سور المطار من الشارع، وجرى القبض عليه، والتحقيق معه، ثم أفرج عنه لاحقا.
وتابع التحقيق ... أما السجن الذي جرى استحداثه من قبل تلك القوات، فهو ذلك المخصص لسجن المناوئين لهم من أبناء المهرة، والأشخاص الذين تستهدفهم تلك القوات، ويتم إيداعهم في ذلك السجن، ثم نقلهم عبر الطيران العسكري إلى الرياض، وهو ما كشف عنه تقرير مكتب حقوق الإنسان في المحافظة العام الماضي.
وفي شهر نوفمبر الماضي كشف الصحفي اليمني "يحيى السواري" الذي فر من أحد السجون السرية التي أقامتها السعودية بأنه تعرض لشتى أصناف التعذيب، مؤكدا أنه تذكر خلال فترة حبسه مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي وكيف تم تقطيع أوصاله بمنشار.
وكان الصحفي يحيى السواري (27 عاما) الذي قضى 56 يوما في السجن قبل تمكنه من الفرار، يحقق منذ شهور بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية في المهرة قبل اختطافه في 3 يوليو/تموز الماضي ونقله بين سجون سعودية داخل المحافظة.
وروى السواري تفاصيل التعذيب الذي تعرض له بسجون المهرة، منها سجن سري يعتقد أنه موجود داخل مطار الغيضة. ويقول إنه خاطب في إحدى المرات أحد المحققين معه -عرف لاحقا أنه اللواء هزاع المطيري، العميد في أركان البحرية وقائد القوات السعودية في المهرة- قائلا "هل سأكون جمال خاشقجي المقبل؟".
وأفاد أنه بسبب ما تعرض له من تعذيب داخل محبسه حاول أن ينتحر، دون أن يستطع ذلك، فتمكن بعد شهور من حفر منفذ صغير إلى خارج زنزانته، حيث فر ثم مشى بعدها لعشرات الكيلومترات.