في رحلة إلى موطن البن اليمني حراز ورغم الظروف الصعبة وانعدام البترول الذي شل جزءا كبيرا من حركة المواصلات، إلا أن أهمية الموضوع كتاريخ يحمل اسم اليمن وكنبتة نافست أغلى السلع وكتوجه للدولة لاستعادة أمجاد السعيدة اليمن موطن الـ " موكا " استطاعت 26سبتمبرنت الوصول إلى وادي السيل في لكمة السعيدة "السودا" في منطقة شرقي حراز التي خلعت واقتلعت من أرضها شجرة القات واستبدلته بما هو خير وأنفع وكانت شجرة البن هي الأجدر للرعاية وللبقاء.
رحلة شيقة في جبال شاهقة تزينها قصور ودور وحصون منيعة حتى وصلنا إلى مشاتل ومدرجات البن التي يجري من بينها وبقربها ماء عذب يرويها ويتجه إلى سد متوسط يقابله حصن الزياح التاريخي.
الكنز المنسي
كانت البداية مع المزارع والمنتج والمصدر الشيخ غالب الهماسي الذي قال " إن هذه الأرض التي نحن فيها وبالذات منطقة شرقي حراز بوادي السيل أكمة السعيدة كانت مزروعة بأشجار القات تلك الشجرة التي قمنا باقتلاعها واستبدالها بشجرة البن التي لليمن تاريخ معها وخاصة منذ القرن الـ17 حيث كانت تعرف اليمن ببلاد" الموكا" نسبةً لشجرة البن حيث كانت اليمن تصدر مايزيد عن 200 ألف طن.
وأكد الهماسي أن اليمن سيستعيد مجده في زراعة البن خاصة بعد اقتلاع شجرة القات واستبدالها بشجرة البن في المناطق المشار إليها والتي تعتبر ثاني منتج عالمي بعد النفط وهو كنز منسي بالنسبة لليمنيين.
فزنا بالمرتبة الأولى عالمياً
وعن المبرر لاقتلاع شجرة القات، أجاب الهماسي بأن الخطوة كانت طواعية خاصة بعد أن وجد المزارعون عائدات مادية من شجرة البن التي زرعوها، وقال انه يتم تصدير البن إلى مختلف دول العالم وقد فزنا في اليابان بالمرتبة الأولى عالمياً بالبن اليمني، ويتم حالياً تصدير كمتوسط 50 ألف طن سنوياً ونركز على البن ذي الجودة العالية.
اقتلاع أكثر من 700 ألف شجرة قات
وأشار الهماسي إلى اقتلاع مايقارب 700 ألف شجرة قات من عزلتين في شرقي حراز هما عزلة اليعابر وعزلة بني مقاتل والعمل جار في استصلاح الأراضي وزراعتها بأشجار البن، داعياً المزارعين أن يفكروا جيدا أين كنا من قبل وأين أصبحنا الآن بفضل زراعة البن، لافتاً إلى أنه زار منطقة الحيمة بمحافظة صنعاء ووجد استجابة كبيرة من المزارعين لاقتلاع شجرة القات وغرس أشجار البن.
منع تهريب البن الخارجي
وطالب غالب الهماسي الدولة بضبط ومنع تهريب البن الخارجي إلى اليمن لأنه كارثة، كما طالب الدولة بزيادة الاهتمام بمزارعي البن ودعمهم وتقديم المزيد من التسهيلات.
تلبية نداء داعي سلطان البهرة
المزارع على محسن الهماسي من أبناء اكمة المعقاب شرقي حراز قال " كنا نزرع القات من قبل فقمنا بتلبية نداء داعي سلطان البهرة باقتلاع شجرة القات وغرس أشجار البن وحولنا ودياننا ومزارعنا إلى مزارع لزراعة شجرة البن الطيبة نمواً واقتصاداً، لأن عائد أشجار البن يعود للمزارع والمنطقة والدولة.
أجود أنواع البن عالمياً
المزارع عبد الخالق احمد يحيى العبرات كشف في حديثه عن أن منطقة وادي السيل في أكمة السعيدة يشتهر بزراعة أجود أنواع البن عالمياً مثل البن الجعدي والدوائري والتفاحي، وتمر شجرة البن بعدة مراحل فحاليا هو موسم التزهير وتكوين البذرة وبعد فترة من ثلاثة إلى أربعة أشهر يحل موسم جني ثمار البن.
وأشاد العبرات بالدولة التي شجعت المزارعين على زراعة أشجار البن حيث شهدت منطقة شرقي حراز زيارة لكبار رجال الدولة من أعضاء المجلس السياسي والوزراء، وأصبح المزارعون في هذه المنطقة يصدرون البن اليمني إلى مختلف دول العالم.
شجرة البن كريمة وسريعة الإنتاج
التاجر والمزارع أمين يحيى الهماسي قال إن الدافع لاقتلاع شجرة القات هو لأنها شجرة ضارة من ناحية استهلاك الماء ومن ناحية ضررها على الإنسان صحياً واقتصاديا، وغرسنا شجرة البن الكريمة لأنها سريعة الإنتاج حيث تحتاج فقط من عامين إلى ثلاثة أعوام بحسب الأرض وعناية المزارع لها, مشيراً إلى أنه بعد جني ثمار البن يتم نقلها من المزارع إلى مشاتل خاصة في المنطقة لتجفيفها وفق طرق علمية حديثة وتجهيزها للتصدير، مقدماً شكره للدولة التي تعمل للحفاظ على سمعة ومكانة البن اليمني عن طريق تشجيع المزارعين ومنع تهريب البن الخارجي إلى اليمن، داعياً المزارعين إلى اقتلاع شجرة القات وغرس شجرة البن لأن لها مردود اقتصادي كبير خاصة بعد أن زادت قيمته العالمية.
26سبتمبرنت