الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 16 مايو 2024آخر تحديث : 08:55 صباحاً
عدن تشهد اول وفاة سببها انعدام الكهرباء .... وفاة شاب غرقا في شبوة .... رجل الكهف في سقطرى .... هذا مايقوم به الافارقة في شبوة .... الجراد يغزو اليمن قريبا .... تهديد صحفي في عدن بالتصفية اذا لم يتوقف عن الكتابة .... انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن .... مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed محلية
RSS Feed تحقيقات
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  وقود ناره القبيلة.. الثأر.. جحيم مُستعر..!!
السبت 05 إبريل-نيسان 2014 الساعة 08 صباحاً / ردفان برس
 
 
تعتبر ظاهرة الثأرات القبلية من الظواهر التي تهدّد كياه المجتمع ونسيجه واستقراره وعلى الرغم من أن جذورها التاريخية قديمة وتضرب أطنابها عميقاً في تفاصيل القبيلة والعشيرة اليمنية على وجه الخصوص. 
ومع هذا التاريخ الحافل بالمآسي إلا أنها لم تحظ بالاهتمام والرعاية المطلوبة لمعالجتها، عدا بعض الفقاعات التي تطلق بين الفينة والأخرى والتي لا تسمن ولا تغني من “قتل” وفي زوايا هذا الاستطلاع تتطلع “الجمهورية” إلى التنقيب عن الأسباب.. والعلل الرئيسية التي تحول دون كبح جماح هذه الظاهرة التي فاقت آثارها السيئة كل تصور وامتدت ألسنة نيرانها إلى المدن الرئيسية التي تحولت مع ضعف حضور القبضة الأمنية والفساد المستشري في الأجهزة القضائية إلى مسرح مفتوح للقتل والقتل الآخر في الأسواق ـ في الشوارع الرئيسية والفرعية وعلى أبواب المساجد. 
وقد ترافق مع هذه الحوادث سقوط المئات من الضحايا الأبرياء الذين صادف أثناء مرورهم أو تسوقهم فتح النار على الغرماء أو اندلاع اشتباك لإطلاق الرصاص بين طرفين متناحرين. 
قاتل زوجي يسرح ويمرح في القرية 
أم أحمد تقول: قتل عني زوجي ليلاً وهو في طريق عودته من الغربة في السعودية إلى اليمن في قضية ثأر قبلي (وزوجي مابش له دخل أبداً في القضية) ولم يكن موجوداً عند حدوث الثأر قبل 16سنة، والذي قُتل هو أحد أقربائه فتم الاستقضاء “الثأر” بزوجي المسكين ولنا 5 أولاد ولدين و3 بنات وبما أننا قد فقدنا عائلنا الوحيد اضطررت إلى الدفع بإبني للعمل كعامل يدوي خلف بنائي الأحجار حتى يوفر لنا القدر ولو الضئيل من حاجياتنا الحياتية رغم أن عمره وقتها لا يتجاوز الـ12سنة، لكن ماذا نفعل حتى الأجهزة الأمنية لم تستطع ضبط القاتل وهو الآن يسرح ويمرح في القرية دون خوف من أحد، لكن الله سبحانه وتعالى هو من سيقتص لنا عاجلاً أم آجلا،ً حسبنا الله ونعم الوكيل. 
تفكّك أسري 
وعن هذه المشكلة الشائكة تحدث إلينا عاقل إحدى الحارات في ذمار والذي فضل عدم ذكر اسمه قائلاً: إن في حارته عائلة من أسرة قبلية معروفة، وحصل قبل انتقالهم للعيش في المدينة واستئجار منزل شعبي، أن قتل رب هذه الأسرة شخص من قريتهم أثناء هطول الأمطار على مسقى ماء وتم القبض عليه وإيداعه السجن، وبعد 5 سنوات من المرافعات والشريعة صدر حكم نهائي بات بالقصاص وتم تنفيذه قبل سنتين، والرجل لا حول ولا قوة إلا بالله في حالة غضب لم يفكر بمستقبل أولاده البالغ عددهم حوالي العشرة، والآن يعيشون على الصدقات ويخرجن البنات للتسول لتوفير لقمة العيش، إن هذه الأعمال من ظلم الإنسان فماذا كان سيحدث لو كظم غيظه ولم يقتل أخاه المسلم مهما كان المبرر لكان الأولاد يتنعمون بخير والدهم الوفير الذي يرزقه الله إياه، لذا نطالب الناس جميعاً والشباب خاصة ترك السلاح والتجول به (والبحث الدائم عن الدبور) لأن النهاية ستكون مأساوية لا محالة ولن يأتي الإنسان إلا ما كتبه الله له. 
أين الدولة؟ 
وفي هذا الصدد يعلق أمجد العواضي ـ كهربائي سيارات بالقول: الثأر القبلي سيستمر وسيزداد وخصوصاً في هذه الأيام التي أصبحنا حيارى فيها لا نعرف كوعنا من بوعنا، فلو كانت أجهزة الدولة من شرطة وجيش موجودة وقامت بدورها في ضبط المجرمين وتقديمهم للعدالة فإن ظاهرة الثأر كانت ستنتهي. 
المهم أن يطبقوا شرع الله فقط وكل شيء شايسبر، الآن تشاهد في الأسواق شباباً مقعشين يحملون السلاح ويرهبون به خلق الله وأكثرهم مطلوب أمنياً لكنهم ما زالوا طلقاء ويزدادون طغياناً.. تصدق إن بعضهم يؤمن بأن زعامته للعصابة لا تكون إلى بمدى ارتكابه الجرائم ومن بينها القتل، لذلك نجدهم يتباهون بهذه المثالب والخصال السيئة وتجد منهم من هو على وفاق مع رجالات الأمن إما لبطشه أو لأنه مرافق لشيخ نافذ وقوي وما أكثرهم هذه الأيام. 
فإذا حدث وأن قرر أحد هؤلاء البلاطجة الاعتداء عليك أو على ابنك أو أخيك أو والدك فلن تجد العدالة إلا أن تقوم أنت بانتزاع ما أخذه منك بيدك، وهذا ليس من الانصاف فنحن لسنا في غابة بل تحت كنف دولة. 
الجهل كسبب 
أما عبدالرحمن صالح البيضاني ـ أحد أبناء مديرية الملاخم بمحافظة البيضاء فيقول: لا ننكر أننا مجتمع أمي غير متعلم وفي القسم الشرقي تحديداً من اليمن نجد قبائل وعشائر يعيشون في مناطق نائية بعيدة عن سلطة الدولة ولم تحظ بالتعليم الكافي، والثأرات القبلية بينهم ليست وليدة اللحظة ولا ذنب لهذه الأجيال لتفجيرها بل توارثوها خلف عن سلف وكابراً عن كابر حتى لتظن أن الثأر جزء لا يتجزأ من حياة هذه المجتمعات، صحيح إن الثأر مشكلة تعم اليمن بشكل كامل لكن القسم الشرقي من البلاد هو الأكثر تأثراً، وللخروج من هذا النفق الذي لا يبدو أن ثمة ضوءاً قريباً يدل على نهايته، لابد من تعليم هذه المجتمعات بما فيهن النساء والفتيات لأن لهن دور بارز في النفير وتحفيز الرجال على أخذ الثأر، إضافة إلى رفد هذه المناطق بالخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل حتى يتناسى الجميع ثأرات الماضي و يبدأون صفحة جديدة نقية من شوائب الماضي. 
وأضاف البيضاني: وعندما تدخل أغلبية هذه النواحي تشعر بالقشعريرة والرهبة، فالرجل لا يكاد يفارق بندقيته وعند النوم تكون الحضن الدافئ له، إنها شبه صعبة جداً فهو يخاف من أن يؤخذ على حين غرة بعد أن تقيدت بندقيته، إنها حياة صعبة ولا تشجّع على الإقامة الدائمة هناك. 
من واقع تجربة 
ومن واقع التجربة المريرة التي عاشها وقبيلته يقول الأخ جرادي عبدالخالق الجرادي، وهو مدير إدارة في مكتب تربية محافظة ذمار: نحن من ضمن الأسر المعروفة التي تعرضت لوباء الثأر القبلي وذهب ضحيته من أبناء عمومتي 4أشخاص دفعة واحدة ومن خلال تجربتي الشخصية أؤكد أن ضعف أجهزة الدولة وانتشار رقعة ظاهرة الثأر بسبب هذا الضعف وغياب الدور الفاعل لها حيث ترفع يدها عن هذه المواضيع الخطرة وتجعلها عن عمد. 
وأضاف: إننا نريد دولة تطبق تشريع الله ولو وجد ذلك لأصبح الثأر صفحة سوداء طويت ولم تعد تقرأ عنها إلى في كتب التاريخ وسيختفي تلقائياً المشاهدة المزعجة للمسلحين. 
ولا شك أن سر استمرار الثأر أن الشخص ونتيجة لنظرات الناس التي لا ترحم يضطر للاقتصاص من قاتل فريقه بنفسه لأنه إن لم يفعل ذلك فسيظل واقعاص في الخزي والعار فكيف بالله عليكم يمكن معالجة الثأر ونحن على هذا الحال المايل؟.. صعب مستحيل. 
تنفيذ أحكام الإعدام بصورة سريعة 
الشيخ عبدالغني عزيز لا يختلف كثيراً في طرحه عمن سبقه حيث يقول: معالجة قضايا الثأر ترتبط بحضور الدولة القوي وتنفيذ أحكام القصاص بأسرع وقت ممكن لأن المماطلة والتأخير والرشوة والشريعة الطويلة، تدفع بأولياء الدم إلى الاقتصاص بأيديهم، والمشكلة أن بعض أولياء الدم لا يستهدفون ذات القاتل بل يغسلون عارهم بقتل أحد أقربائه أو بشخص كل ذنبه أنه ينتمي إلى القرية نفسها إذا كان الثأر بين قرية وأخرى. 
ويضيف الشيخ عزيز: لقد تدخلنا في قضايا كثيرة لحل قضايا ثأرية حلاً قبلياً وبعض هذه القضايا يكون مصيرها الفشل لدخول الوشاة والمال والمكايدات وقد تدفع مبالغ مالية لأولياء الدم كي لا يعفون عن غريمهم. 
كما أن من أسباب اندلاع الثأرات بين القبائل هو تأخر الجهات الأمنية في الوصول إلى منطقة النزاع وقد لا تصل إلا بعد يومين أو ثلاثة من حدوث عملية القتل وبدلاً من أن تأتي في مهمة ضبط قاتل واحد نجد أن المستجدات والاقتتال قد أسقطت المزيد من القتلى وأضافت عدداً آخر من القتلة، لأن الأقارب من الطرفين أصلاً قد دخلوا في احتراب قبلي وهذا ما يزيد من تعقيدات حل الثأر، وبالرغم من أني شيخ إلا أني أؤمن بأن يكون القضاء موجوداً شريطة الإسراع في إجراءات المحاكمة وتنفيذ القصاص بأسرع وقت يعني خلال شهر أو شهرين على الأكثر لأن القتيل معروف والقاتل معروف فلا داعي للتطويل. 
وهناك قتل غير عمدي وبسبب نفوذ بعض المشائخ والشخصيات الاجتماعية والمسئولين يدخل الجاني السجن من سنة و6 سنوات يخرج بعدها هذا المظلوم ناقماً على المجتمع ليتحول إلى قاتل وقاطع طريق لإحساس داخلي بأنه ظُلم وقضي على مستقبله هناك في السجن، فأكثرهم يتم سجنه نكاية به بالرشاوى والنقود. 
تقاليد قبلية لانتزاع العفو 
ويستطرد الشيخ عبدالغني عزيز: لدينا بعض التقاليد القبلية، منها إرسال ما يسمى (نزيله) لأهل الدم، وهي عبارة عن طفلة وأمها التي تقوم بقص جزء من شعر رأسها طلباً للعفو منهم، وبعدها المهجم الذي يسمى (عقير) وهو عبارة عن مجموعة من رؤوس الماشية (الأثوار) وقد يستمر المهجم مع القبائل الوسيطة في قرية أولياء الدم أو على بابه لمدة قد تصل إلى عشرة أيام حتى يشرفوا المهجم ويقبلوا بالحكم. 
همٌّ يؤرق الوضع التنموي للبلاد 
وعن هذه الظاهرة وأبعادها على السكينة العامة التقينا المهندس جمال جباري، وكيل محافظة ذمار للشئون الفنية الذي أوضح قائلاً. 
تعتبر ظاهرة الثأر القبلي همّ يؤرق الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لأن استمرار الثأرات دون رادع يهدد النسيج الاجتماعي والأسرة اليمنية وتماسكها، ومعالجتها مسئولية جماعية لا تقتصر على الدولة وأجهزتها المختلفة وإن كانت هي المعنية، لكن لابد من تكاتف الجهود من كافة فئات المجتمع وشرائحه المختلفة لمحاربة هذه الظاهرة بالتوازي طبعاً مع فرض هيبة الدولة وتطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع صغيراً كان أو كبيراً، حاكماً أو محكوماً، فالناس سواسية كأسنان المشط. 
عندئذٍ فقط سيقتنع الناس، لأن الثأرات تحدث توغل الفساد الذي ينخر في الأجهزة التنفيذية والقضائية وعدم ثقة المواطن بهذه الجهات يساهم في إطالة أمد فتنة الثأر ويدفع بأولياء الدم في كثير من الحالات للاقتصاص لأنفسهم بأيديهم وهذا لا يخدم أحداً بل يجعلنا أشبه ما نكون بمجتمع متناحر يعيش حياة بدائية. 
لذلك لابد من دراسة الظاهرة دراسة متأنية من قبل الدولة وفرض القوانين والشرائع الإلهية في هذا الجانب دون الاستسلام للأعراف والتقاليد التي لا تزيد مشاكلنا إلا شيوعاً وتوسّعاً.
الجمهورية نت


 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة محلية
وفاة شخص في عدن تعرف على السبب
مواضيع مرتبطة
حقيقة صادمة حول مصير الطائرة الماليزية يكشفها تقرير سرير للغاية ودور مخابرات عالمية في اخفائها ؟
«قطاع الاتصالات ..العضو 160 في منظمة التجارة العالمية بين التفاؤل والتشاؤم..!!
الدكتور نجيب غلاب :لا مستقبل لليمن إلا بدولة قوية ومجتمع منفتح على العالم
حسن زيد :لا خيار أمامنا إلا الالتزام بمخرجات الحوار وإنجاحها
وكيل المغتربين لقطاع الجاليات والرعاية:الأمور استقرت نوعاً ما في المنافذ
العنف الأسري.. مشكلة عالمية حقائق مؤسفة
أكاديميون وعلماء :الإرهاب طفيل يمكن علاجه واستئصاله
المدير القُطري للبنك الدولي :سنساعد اليمن بكل قدراتنا وهدفنا إنجاح تنفيذ مخرجات الحوار
الجامعات الأهلية.. دكاكين تصدّر الفشل ولا تنتج معرفة..!!
الأغذية الفاسدة مصدر تهديد خطير لحياة الإنسان

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.053 ثانية