الولاء الوطني حماية للذات الوطنية والهوية العربية!
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
 
واجهت النفسية العربية خلال القرن المنصرم حربا شعواء من قبل الدويلات القطرية ( بضم القاف وتسكين الطاء وكسر الراء ) سواء منها القومية أو غيرها أيا كان شعارها أو نهجها في معركة بناء الهوية القومية أو الشخصية القومية أو الجنسية الإسلامية كمحتوى للهوية الحضارية على حساب الولاء الوطني !!! وأسفرت المعركة على ما يبدو عن تشويه وضرب الروح الوطنية واهتراء وشائجها في الصميم والإضرار بقيم الولاء الوطني على حساب الاهتمام المزعوم بالدائرة الأوسع التي لم تعط حقها أيضا كما يجب سواء في النطاق القومي- أو الاسلامي الحضاري أو العقيدي كما أفترض أن تنتظم في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي في مقابل الجامعة العربية للأسف الشديد مما اثر في ضياع الكل سواء ما تبقى من قوة تماسك قوة الوحدة الوطنية بتسريب سموم الفتن الأهلية والتعصب المذهبي والطائفي بل والمناطقي والمروق بذات السهولة من نياط العروة الوثقى وحقيقة ما يفرضه الإيمان الصحيح فضلا عن ما عجزت عن القيام به الأحزاب والتنظيمات السياسية القومية الشمولية والتنظيمات السرية الساعية أيضا لمراميها التي انكشفت فيما بعد بعد طول عناء وتحمل تحت عباءة أو هيمنة الأحزاب التي كانت حاكمة وذهبت بتوجهاتها إلى النطاق الأوسع بأساليب غير مقبولة ومنها تصدير الثورات للأقطار الأخرى تحت مظلة شعارات مختلفة ومتناقضة و لم تضع أي حساب للولاء الوطني!
ذلك إذن أخطر ما أنتجته منهجية التجاوز والتعالي على مبدأ الولاء الوطني وأسوأ ما أفرزه تعامل الدويلات القطرية ذات الطموحات القومية أو الإسلامية بل والأممية مع مبدأ الولاء الوطني بل وأدى الاستهتار بذلك إلى الانزلاق في النهر المعاكس والارتهان للجيوب التي ظلت تكرس الولاءات الضيقة المذهبية والطائفية والعنصرية حتى في نطاق الجنس العربي الواحد للأسف الشديد.
وبذلك حتما تضرر مبدأ حب الوطن كعقيدة وقيمة تربوية أساسية وتشوه حب الأمة.. واهتز التعلق العملي والمبدئي بهما وبكيانهما الواحد ومتطلباته وما يفرضه من واجبات وأهمها الدعوة الصريحة والصادقة للاهتمام بدروس التربية الوطنية أولا وثانيا وثالثاًإلى ما لانهاية له !! وبحيث لا يتصادم أي انتماء أرحب وأوسع مع الانتماء للوطن وحبه والولاء له وذلك هو الانتماء والحب والولاء الذي يسوق ويدفع إلى صدق وعمق الانتماء والحب والولاء للأمة الواحدة وهذه الحقيقة هي التي تجعلنا ندرك بأن محبة الأمة لا يمكن ان تتأتي في أي حد من المستويات لدى من يفتقد حب الوطن.. وأن المجرد من ولائه الوطني لا يمكن أن يكون لديه أي ولاء قومي أو إسلامي.. عقيدي أو حضاري .. لأن كل بناء في الولاء في هذا النطاق لا يمكن أن يقوم ويترسخ بدون الأساس القائم على تنمية الروح الوطنية أولا والتصدي بمنهجية علمية وأسس تربوية صحيحة لهذا الخراب الجديد الذي صار يزرع في أقطارنا العربية بأساليب شتى وبإنضاج خمائر مصلحية قائمة في الجسد القطري من أجل تغليب الولاءات الضيقة أيا كانت ونشر أدوائها والعمل على طمس الولاء الفطري للوطن واللامبالاة تجاه كل عداء أو تهديد ضد وحدته وسيادته وأمنه واستقراره.
وهو ما نراه أمام أعيننا كل يوم في عدد من الأقطار العربية وصار يستشري كسرطان وبيل لتمزيقها في كيانات صغيرة مشوهة على أساس مذهبي أو طائفي أو مناطقي وهلم جرا.
وكل يوم تزداد هوة الزمن اتساعا بين ولائنا الوطني وهويتنا القومية وانتمائنا العربي والإسلامي و بيننا وبين ماضينا المجيد ذلك الذي يختصره تمثيلا مشهد الحياة المشرقة والعادلة في المدينة المنورة تحت مظلة الإنصاف والعدالة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار !!
ومازالت الهوة سحيقة أيضاًمن جهة الحاضر بيننا وبين حركة الزمن الجديد وتحدياته الداهمة ومستوى التقدم الحضاري الذي بلغته الأمم الأخرى المتقدمة.
ولسنا نعيش مرحلة شبيهة بما تحكيه قصة أهل الكهف المحصنين بالإيمان حيث لا معنى للإيمان في سلوكنا وتعاملاتنا في حياتناالعربية والإسلامية اليوم ولا أمان في بلداننا التي يلاك اسمها كل حين مع أخبار القتل والتدمير !! ومفقودة كرامة العيش في الكثير من أرجائها فمشهد الدماء التي تستنزف والأرواح التي تزهق والإمكانيات التي تهدر على الأرض العربية والبلدان الاسلامية كلها تشير بأننا في حالة فوضوية ماجنة أو صرعة جهنمية غادرة ومدمرة بين الاحتضار والحياة أو بين الاستيقاظ أو الانقراض للأسف الشديد!.
وتبقى أسئلة الكتابة المرة حول كيفية العودة لأصل الانتماء وتغليب الولاء الوطني على كل صور الولاء المذمومة والمدمرة في كل الأقطار العربية ؟ واحتمالات عودة المياه إلى طبيعتها في كل ربوعها انطلاقا من كل قطر عربي يكون فيه الشعب واحد الولاء متحد المصير بأمته الواحدة؟؟؟..
وبداية من التربية على ذلك أولا في الخلية الأساسية الأولى في بنية المجتمع (( الأسرة )) وبناء شخصية الإنسان منذ طفولته على حب الوطن والولاء له ورفض كل النعرات المفرقة واعتبار ذلك معيار الشخصية السوية ومن فرائض الإيمان الصحيح والوطنية الحقة !!.
واثقين ثقة كاملة بأن التربية الصحيحة هي التي توصل إلى بناء الشخصية السوية.. القادرة على تحقيق النفع للذات وللمجتمع على حد سواء والمسلحة بحب الوطن والولاء له وصدق الانتماء لكيان الأمة الواحدة وتكون في كل ذلك مثالاً في ترجمة القيم والمبادئ السامية وتتجلى في أقوالها وأمالها ومواقفها وسلوكها كل صفات الإنسان الذي يستهدي بنور الحق الساطع وينتصر له ويتفانى في عمل الصالحات والخير.. ويصمد في مواضع الجلد العظيم.. والصبر النافع.
من نص بعنوان لم لا نكبر مثل الآخرين؟؟
"""""""""""""""""""""""""""""""
كل يوم تكبر الآلام في الجرح المكين
واستباحات الوجود اليعربي
سادرٌ في كل بيت عربي
لوحةُ الأمجاد تشكو لطخات السبي في عصر الأمم!!
قدرٌ صعبٌ وميراثٌ مسمم
يأكل الأخضر واليابس.. يزري بالقمم
ينزوي في الجب ميراث المبادئ والقيم؟؟
***
لم لا نكبرُ مثل الآخرين؟!
ولنا ذات العقول
ولنا الفكر الذي شع بمشكاة اليقين
صار للناس منارة
في انتصار الحق والعدل وتشييد الحضارة.


   
في الجمعة 11 إبريل-نيسان 2014 09:08:00 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1127