مفاوضات بناء فندق عدن
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
 تخوض البشرية غمار منافسة معرفية تقنية لم تعهدها من ذي قبل، والشاهد أن اقتصاد المعرفة أصبح حقيقة تؤكد مركزية الإنسان في معادلة التنمية الشاملة، كما تعيد النظر في كامل الاعتبارات التقليدية التي ارتبطت دوماً بمفهوم الريع القادم من التعدين بأنواعه، أو اقتصاديات النفط والغاز، على أهمية هذا الدخل الاستثناء وحيويته في تأمين منصة انطلاق مؤكدة لتنمية ناجحة. 
وبهذه المناسبة ما زلت أتذكر مفاوضات بناء «فندق عدن» ذي الخمسة نجوم، من قبل شركة فرنسية في عام 1979م وكيف أننا كمفاوضين يمنيين مع الجانب الفرنسي لم نصدق أن الفرنسيين سينجزون العمل خلال سنتين، ويشمل الإنجاز.. الفندق كاملاً مع التشطيب والتجهيز، بالإضافة إلى عمارتين سكنيتين في جزيرة العمال، خُصصتا لعمال الفندق. يومها سمعت شخصياً وآخرون عما يسمى بطرق التنفيذ الجديدة، لكننا جميعاً لم نتخيَّل أن هذا الأمر يعني ببساطة تحويل موقع العمل إلى مصنع صغير ينتج الخرسانات والقوالب الجاهزة، وينجز 240 عموداً خرسانياً يغوصون في أعماق الطين البحري المالح، وصولاً إلى آخر منطقة صخرية متينة مهما كان عمقها. 
ذلك المصنع الصغير الذي أُقيم خصيصاً لغرض بناء الفندق كان استثماراً بحد ذاته، وكان له أن يخدم مشاريع البناء الجديدة واحدة تلو الأُخرى. 
أتذكر اليوم ما كان عليه الحال في ذلك الزمن من تسعينيات القرن العشرين المنصرم، وبعد أن تطورت طرق التنفيذ للمشاريع لتصل إلى مستويات دونها ما أراه ماثلاً أمامي في مدن الإمارات العربية المتحدة التي تتناسل فيها الأبراج بين عشية وضحاها، لتثبت لنا أن العالم وصل إلى مستويات غير مسبوقة في تنفيذه المشاريع الإنشائية بأنواعها، وأن مجرد توفر البيئة الآمنة والنظام والقانون كفيل بتغيير وجه الحياة وتأمين مئات المليارات التي ستتدفق علينا من كل حدب وصوب. 
أتساءل اليوم بحرقة ممزوجة بالمرارة: هل يعقل أن طرق تنفيذ المشاريع المتطورة وقفت عند تخوم ثمانينيات القرن الماضي في عاصمتي الشطرين السابقين لليمن.. عدن وصنعاء؟.. وأذكر بالمناسبة فندقي شيراتون وسبأ في صنعاء ، مقابل فندقي عدن وجولدمور في عدن، كشواهد قائمة. 
Omaraziz105@gmail.com 


في الجمعة 13 يونيو-حزيران 2014 08:00:08 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1367