متذبذب في مواقفه , همه الأول مصلحته: عبدالوهاب محمود .. بين فساد مضى واستجواب قادم !
كاتب/عبدالكريم حسين
كاتب/عبدالكريم حسين
 لعل أفضل فرصة لقادة المعارضة في اليمن للظهور بشكل بارز على مسرح الحياة السياسية هي هذه الأيام مرتكنين على جملة من الملفات في البلاد والذين كان لهم دور كبير في صناعتها أصلا من قبل الوحدة اليمنية وما بعدها إلى اليوم , كالأحداث الجارية في المحافظات الجنوبية وملف صعده وملف الفساد الذي كل واحد منهم غارق فيه من أذنيه حتى أخمص قدميه واليوم ينبري كواحد من فرسان محاربته ومحاولة التبرؤ منه بل ومناداة المنظمات الدولية والدول الكبرى واعلامها بأن في اليمن فاسدين , لفتح صفحة جديدة مع نفسه لكنه ينسى أن فتح صفحة جديدة مع الشعب اليمني بحاجة إلى إقرار بالذنب والاعتراف بما جناه هذا أو ذاك بدلا من إلقاء التهم على الآخرين وإطلاق التصريحات النارية وأحيانا ذرف الدموع والتباكي يوما على الجنوب وكأنه لم يعد في البلاد من مشكلة غير مشاكل الجنوب ويوما على الحوثيين في صعدة وأياما للتهويل وتعظيم صغائر الأمور إلى حد القول بأن البلاد على حافة الهاوية.

ومن أولئك عبد الوهاب محمود رئيس المجلس الأعلى لأحزاب المشترك الذي يتزعم " حزب البعث ـ الجناح السوري " الذي كان وزيرا للكهرباء والمياه بعد الوحدة اليمنية من عام 1990 إلى عام1993م ورئيسا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للكهرباء والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي , حيث لم يجد الناس خلال توليه ذلك المنصب لا زيادة في الماء ولافي الكهرباء ولاتحسينا في خدماتهما لأن الكهرباء برمتها تحولت إلى " شركة خاصة " لعبد الوهاب محمود و" شلته " وعائداتها لصالحه ولصالح حزبه

اليوم " هذا الرجل " يبدو أنه يريد أن يلعب بذيله ويقول للناس أنه قد ترك الكهرباء نظيفا عفيفا , وأن الفاسدين في مجال " الطاقة " و" التوليد " و" التيار " هم أناس غيره أوربما كانوا جواره أو جاءوا بعده , باعتبار أن الرجل " يتزعم حزبا كل شعاراته وبياناته خلال الفترة الماضية كانت موجهة ضد " العدو الإسرائيلي " ولم يتفرغ يوما للاهتمام بالقضايا الوطنية إلا هذه الأيام بعد أن هدأت " جبهة الصمود والتصدي " لينقل كل شعاراتها إلى اليمن للعب دور الرجل القومي بعد أن سرق ونهب قومه واستغفلهم عندما كان وزيرا للكهرباء والمياه حيث حول كل ليالي صنعاء وغيرها من المدن اليمنية إلى مدن وكأنها " مدن مسيحية " تحتفل كل ليلة بأعياد الميلاد على أضواء الشموع , وتحول الماء في عهده إلى " وصفة علاجية " من النادر وجودها في كثير من المناطق لأن هذا الرجل " المناضل جدا " كان مشغولا بالقضية الفلسطينية والقضايا القومية والهم العربي !

والأمر الثاني لا أدري أي حزب يتزعم هذا الرجل وهو حزب يدين لسوريا أولا وللقيادة السورية ثانيا وكأنه في اليمن سفيرا ثانيا " لدمشق " ينطق باسمها ويدافع عن قضاياها أكثر من دفاعه عن قضايا اليمن واليمنيين , فأي حديث لهذا الرجل عن قضايا الحراك أو القضية الجنوبية أو الغربية أو الشرقية من هذه البلاد أو أية قضايا أخرى !

ثانيا وثالثا لابد أن نسأل ما الذي قدمه حزب البعث " الجناح السوري " الذي يتزعمه عبدالوهاب محمود لليمن ؟ الجواب معروف وهو لاشيء لم يقدم هذا الحزب لليمن سوى عبدالوهاب محمود بشحمه ولحمه كواحد من أكبر رموز الفساد السياسي والمالي والإداري الذي كما علمت أن ملفا جاهزا بالوثائق والأدلة الدامغة على فساده سيقدم قريبا إلى النيابة للتحقيق معه وإحالته إلى المحاكمة , فهذا الحزب الكسيح المحسوب على التعددية السياسية في اليمن لايعدو أن يكون واحدا من دكاكين بيع السجائر ولعب الأطفال , وحتى عبدالوهاب محمود نفسه ليس في المشترك مع كل حزبه " المهلهل " سوى ألعوبة في يد الإصلاح والاشتراكي كـ" صوت ناطق " ودمية تتناقلها الأيدي من مكان إلى مكان , ويبدو أن هذه اللعبة قد صورت للرجل بأنه زعيم سياسي " بارز " قادر على التأثير في مجريات الحياة السياسية وتوجيهها الوجهة التي يرى.

فـ" عبدالوهاب محمود " رجل متذبذب المواقف يجري خلف مصلحته الشخصية فعندما كان العراق عراقا أيام حزب البعث وأيام الرئيس الراحل صدام حسين والانفاق العراقي اللامحدود على البعثثين في الوطن العربي ومنهم " محمود " في اليمن " فقد كان بعثيا عراقيا من العظم إلى العظم ولما سقط " بعث العراق " بسقوط بغداد وتوقفت آلة الصرافة العراقية تحول إلى الضد وهو بعث" دمشق " ليقف مع القوي الواقف على أقدامه والقادر على الدفع , وفي الداخل فعل ما فعله مع الخارج , فلما وجد ضالته في المناصب التي تولاها ليكون واحدا من أكبر رموز الفساد وقرصانا ماهرا في النهب والسطو على المال العام فقد كان مع الحكم , ولما أزيح من تلك المناصب تحول إلى المعارضة مناصبا الحكم العداء !

 وأعتقد أن على هذا الرجل أن يصحو وسيعرف أنه كان يعيش في جو مصطنع من الأحلام والتهيؤات التي ما تلبث أن تذكره بواقع الفساد في الوزارة التي كان على رأسها ذات يوم وأن حسابه أصبح قريبا وسيعيد كل فلس وضعه في حسابه الخاص إلى اليمنيين , وأن قادة المشترك الآخرين لن يقدموا لها حصته التي يحلم بها , اذا ما حان وقت توزيع غنائم " الفساد السياسي " من وقوفهم مع " الحراك " في الجنوب ومع " الحوثيين " في الشمال والرهان على ملفات الفساد والذي قد يأتي اليوم ليشهدوا ضده ويطالبونه برد ما نهبه لأن كل واحد منهم يعلم ثروة الآخر من فساد الماضي وما يخطط له لفساد في المستقبل !  


في الجمعة 12 مارس - آذار 2010 07:35:13 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=143