المسلمون، والثورة المعرفية الأوروبية
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
 في فترة الوجود العثماني في بعض الأقاليم الرومانية أثّر المسلمون الأتراك في لغة القوم، فدخلت مفردات عربية نذكر منها مثالاً لا حصراً مفردات من مثل: حبر، كيف، دولاب، جزمة، بنطلون، كمين، إلخ تقابلها بالرومانية: habar ,chef, dulab,gisma 
 pantalon ,camin على المستوى الديني معروف أن فقه الديانة المسيحية الرومانية أصل في الأرثوذكسية الكنسية ذات الحضور الكبير في الأفق الثقافي السلافي وفي مقدمة الركب الروسية، وتفريعاً البولندية والبلغارية والصربية والعديد من مناطق ولغات شرق أوروبا. 
والمعروف تاريخياً أن المذهبين الأساسيين في الخيارات المسيحية الأوروبية هما الأرثوذكس والكاثوليك اللذان توزّعا في عموم أوروبا على أسس قومية أحياناً، وفوق قومية أحايين أخرى، فإذا كان البولنديون «السلاف» أقرب إلى الكاثوليكية الكنسية، فإن الرومان «اللاتينيين» أقرب إلى الأرثوذكسية الكنسية، مما كان له أثر مؤكد في النظرة الدينية للنص القرآني. 
 فالمعروف أن الكنيسة الأرثوذكسية أقرب إلى الكنائس الشرقية من حيث الدقّة في التعامل الظاهري مع نصوص الديانة المسيحية، والإقلال من مظاهر الزينة والبهرجة الكنسية، وعدم التوسُّل الدائم للوسطاء بين الحق والخلق، فيما الكاثوليكية أقرب إلى التنوُّع ومنح مكانة استثنائية للرهبان والقساوسة وتعددية الوصول إلى الحق استناداً إلى الأقانيم الثلاثة المعروفة في المسيحية «الله، الابن، الروح القدس». 
 ولقد كان الصراع التاريخي بين الأرثوذكس والكاثوليك موازياً لذات الصراع المرير الذي كان بين الكاثوليك والبروتستانت، ولم يكن ذلك الصراع دنيوياً فحسب؛ بل كان أيضاً لاهوتياً كنسياً يتعلّق بالمفاهيم والنظرة إلى أمور الفكر والديانات، وكان من الطبيعي ـ والأمر كذلك ـ أن ينال الإسلام اهتماماً واسعاً من تلك الفرق المسيحية سواء في قراءة تاريخه أم في ترجمة النص القرآني مما نكتشفه في شواهد الجدل العقلي والنقلي ودرجة التعامل مع آداب المسلمين الكلامية والفلسفية والعلمية، وصولاً إلى بداية البداية لثورة معرفية أوروبية نبعت من الكنيسة ثم انتشرت في الآفاق. 
Omaraziz105@gmail.com 


في السبت 12 يوليو-تموز 2014 07:41:42 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1494