الأشكال متعددة والجوهر واحد
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
هل تمثَّلت الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه المسافة الإجرائية بين الواقعي والتجريدي، عطفاً على منتجها الفني الذي نراه ماثلاً في تضاعيف المدارس الفنية المختلفة..؟!. 
أزعم أنها فعلت ذلك، وبقدر كبير من الحرص على جمالية الشكل الفنّي، والبهاء اللوني، والانزياحات المتماوجة من أُسلوب إلى آخر، مع قدر من التلقائية التعبيرية الممزوجة بضياء الألوان وتداعياتها اللا متناهية، مما يمكّن رصده في جُل أعمالها التي تميل إلى فلسفة الفراغ المتناغمة مع سديم، سرعان ما يستحيل إلى مهرجان للألوان. 
 وإذا انتقلنا بهذا المفهوم إلى أعمال الفنانة، المعروضة في شهر رمضان في «اكسبو الشارقة» وندوة الثقافة والعلوم في دبي، سنرى أن هذه الغنائية البصرية الموشّاة بتمازج العناصر تتمرأى ضمناً وأساساً في ثنائية الواقعي والتجريدي التي توازي ثنائية التشبيه والتنزيه الكلاميين، بوصفها أصلاً لجوهر واحد. 
وهنا لا بأس من إيضاح أن الواقعية الفنية هي المقابل الضمني للتشبيه أو التجسيم، كما أن التجريد هو المقابل الضمني للتنزيه. 
استعرت مقولتيْ التشبيه والتنزيه من جدل الكلام التاريخي العربي الإسلامي؛ ذلك الجدل الذي كان ومازال يمثّل حالة من السفسطائية الكلامية البيزنطية، فبقدر أهمية هذا الجدل باعتباره مقروناً بثنائيات المرئي واللا مرئي، الحاضر والغائب، الظاهر والمستتر، إلا أنه اتخذ طابعاً سجاليّاً كفاحياً على مدى تاريخ التدوين المعروف لدينا، مما يقتضي إعادة قراءة واستقراء لمثل هذا الموروث الغني، وبروحية تترجم المغزى الجوهري لواحدية الظواهر وإن تعدّدت أو تباينت. 
وفي تقديري إن فن التشكيل بوسعه فعل الكثير في هذا الجانب، باعتبار أن هذه الحقائق تتجلَّى في جوانيات الأنا الإنسانية المتوَجْدنة بالحقيقة الأزلية والمتواجدة في الفن. 
Omaraziz105@gmail.com 


في السبت 23 أغسطس-آب 2014 10:21:43 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1698