توقيت «القاعدة» المشبوه
صحيفة/الجزيرة السعودية
صحيفة/الجزيرة السعودية

يثير توقيت إذاعة رسالة نائب رئيس تنظيم القاعدة في اليمن كثيرًا من الأسئلة، وبالذات عن مغزى توقيت إذاعة هذه الرسالة التي تتضمن توجيه تهديدات إلى كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية ما لم يتم إطلاق سراح المدعوة هيلة القصير إحدى الإرهابيات التي تموّل تنظيم القاعدة بالمال وتشرف على إيواء الإرهابيين ونقل رسائلهم، إضافة إلى دورها في تجنيد الإرهابيين المنظمين لهذا التنظيم.هيلة القصير قبضت عليها الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين من شرورها ونفاذها في عقول الشابات السعوديات، وللحد من أعمالها الإجرامية المتمثلة في نقل الرسائل وجمع الأموال لتمويل الأعمال الإرهابية، وتم القبض عليها في الشهر الثاني من هذه السنة، أي قبل أربعة أشهر من إعلان ذلك في رسالة نائب رئيس التنظيم، إذن لماذا تم الكشف وإعلان ذلك من قِبل تنظيم القاعدة في هذا الوقت بالتزامن مع الجريمة الإسرائيلية التي تمثلت في قتل تسعة عشر إنسانًا والاستيلاء على سفن الحرية لإجهاض محاولة فك الحصار عن أهل غزة؟
طبعاً تهديدات القاعدة والحديث عن هيلة القصير حجبا الكثير من الاهتمام بقضية قتلى سفن الحرية وخففا الضغط الإعلامي على الكيان الإسرائيلي وساسته الذين أعطوا الأوامر لقتل المتعاطفين مع إسرائيل، فهل كان إطلاق تهديدات القاعدة والمطالبة بالإفراج عن هيلة القصير بعد ارتكاب إسرائيل لجريمة القرصنة توقيتا متفقا عليه لتخفيف العبء عن إسرائيل...؟!! وهو سؤال يعزز الافتراضات التي تتحدث عن تعاون خفي بين الموساد والقاعدة.. أم أن الذين يديرون تنظيم القاعدة ليس لديهم إحساس بآلام الأمة وأنهم لم يقرؤوا الحالة السياسية والإعلامية التي تعيشها الأمة الإسلامية من جراء الجريمة الإسرائيلية، وهم في هذه الحالة يكشفون عن تخبط سياسي وغباء في اتخاذ القرارات، وهذا ما يؤكد ضلال أعمالهم وأنهم غير جديرين بالثقة وبالسير خلفهم لتدمير بلادهم وقتل رجالها وشبابها.


في الأحد 06 يونيو-حزيران 2010 07:13:18 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=208