شوقي هائل.. رجل الدولة والمدنية
كاتب/عبدالله الدهمشي
كاتب/عبدالله الدهمشي
يتصرف الأستاذ شوقي هائل من موقعه محافظاً لتعز, كرجل دولة يقدر قراراته ومواقفه من منطلق التزامه بالمؤسسية التنظيمية لسلطة الحكم، وبالإجراءات الإدارية الناظمة لتركيبة وعمل المؤسسات والأجهزة الحكومية, وبهذا يقدم المحافظ نفسه عنواناً لمدنية الدولة، كما هي صفة للسلطة السياسية لازمة لمصدريتها وشرعيتها. 
لا يقدم المحافظ شوقي نفسه كرجل الدولة والمدنية بالمواقف التي اتخذها مؤخراً في تعامله مع تمدد أنصار الله في محافظات شمالية, وانما قبل ذلك من مواقفه التي اتخذها وسياسته التي أعلنها فور ولايته سلطة المحافظ في تعز, وهي المواقف والسياسة التي أثارت ضده عواصف الاعتراض وغضب مراكز وقوى نفوذ لم تتردد في ابتزاز بيت هائل سعيد أنعم, بأعمال العصابات الإجرامية مثل خطف منير أحمد هائل وشاحنات نقل تجارية وأعمال شغب وتخريب وحملة تشهير وتجريم إعلامية منظمة وممولة. 
ولقد قيل في شوقي ومعه البيت التجاري للمرحوم هائل سعيد ما قيل حينها من تهم سياسية، تجعله حيناً من بقايا النظام القديم وأحياناً أخرى من قوى الثورة المضادة المعادية للإصلاح والتغيير, ولم تكتف القوى التي تحركت سياسياً وشعبياً ضد شوقي بالتهم والأقاويل, بل عملت ضده بكل ما أتيح لها من قوة ظاهرة في التخريب والفوضى، وباطنة في التآمر والابتزاز, حتى استطاعت أن تدفع به إلى الاستقالة ومغادرة الوطن، بعيداً عن المكايدات والتآمر. 
اليوم تقف تلك القوى التي خدمت مراكز القوى المنهارة في العاصمة صنعاء وحولها, موقف الإشادة والتمجيد بمحافظ تعز وبسياسته الملتزمة بالشرعية المؤسسية لسلطة الحكم في مواجهة نزعة أنصار الله, لم تحسن الوفاء بمسئولياتها من خلال آلية مؤسسية تجعل من الإصلاح الشامل والتغيير الكامل نظاماً قانونياً خالصاً من الفساد في بنيته ووظائفه، دون الحاجة إلى وصاية شخصية لأعضاء من أنصار الله أو إلى إشرافهم على مؤسسات الحكم ورقابتهم على أدائها. 
هذه القوى التي تمتدح شوقي وتلك الأقلام التي تمجد موقفه تنسى أو تتناسى أنه هو نفسه المحافظ الذي أساءت إليه وعملت ضده, بل إنه تسامى عن مشاعره وضعفه الإنساني ليرتقي بمجد التعالي عن التشفي بالخصم المنهار أو الانتقام من العدو المهزوم, وقد سنحت له الفرصة لذلك بصعود جماعة أنصار الله, ربما تكون من أولى الواجبات على أنصار الله التفكير بهذا الموقف لشوقي الإنسان قبل المسئول, والاعتبار من تجربة من سبقهم إلى التآمر عليه ومحاربته وأسرته بالابتزاز وأساليب عصابات الإجرام. 

albadeel.c@gmail.com 

في الأحد 28 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:57:37 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2244