الصدمة في وجهها الإيجابي..!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
صحيح أن هناك قطاعاً كبيراً من النخب والعامة على حد سواء، كان – ولا يزال – يستشعر الصدمة جراء وقع المتغير الأخير في مسار تطورات ما بعد ثورة 21 سبتمبر.. وصحيح أيضاً أن ثمة من تنحصر رؤيته في الجانب المظلم لتطورات هذا المشهد باعتبار أنها ستقود إلى متاهات لا تحمد عقباها. 
وإذا كانت كل تلك التوقعات تذهب في اتجاه هذه المسارات التشاؤمية إلاًّ أن ثمة معطيات إيجابية –في تقديري الشخصي – قد أسهمت بهذا القدر أو ذاك على فتح ثغرة في جدار التردد والانكسار الذي طبع المشهد اليمني خلال العقود المنصرمة. 
وأزيدكم إضافة إلى ذلك بأن هذا المنحى الإيجابي يمكن تلخيصه بأن تلك المتغيرات التي طرأت على المشهد الراهن قد هدت حائط المبكى الذي كانت تتحطم أمامه كل طموحات اليمنيين في العبور إلى المستقبل الذي يضمن لهم العيش في كرامة وحرية واستقلالية ورخاء، خاصة وأن مؤشرات تلك الحقبة قد ساد فيها طغيان صور الاستحواذ على إمكانات ومقدرات اليمن وخصوصاً تحت ظروف وملابسات الفساد والمحسوبية التي ضربت أطنابها في كل اتجاه. 
لقد استطاعت الديناميكية الجديدة التي عبر عنها هذا المتغير إحداث صدمة بمعناها الإيجابي.. وبالتالي فإن هذه المؤشرات تومئ بأن ثمة توجهاً صادقاً لتجاوز تلك الحقبة بكل سلبياتها ومراراتها والتي تؤكد إمكانية فرز وعزل مظاهر ورموز حالات الفساد تلك عن مقدرات وإمكانات البلد. 
والخلاصة فإن الأمل سيبقى حاضراً و متواتراً في وجدان الناس الذين يعلقون على هذه المرحلة أحلامهم في تحقيق وترجمة تلك التطلعات المشروعة في صياغة المستقبل على قاعدة الشراكة المجتمعية وبصورة تؤكد ضرورة استمرارية هذا النهج، سواء في إطار وضع الآليات الكفيلة لتحقيق هذه الشراكة أو في ترسيخ وحدة الاصطفاف لمجابهة التحديات الراهنة أياً كانت ومهما كانت تعقيداتها وبخاصة تلك التي تحاول بعض القوى المتضررة وضعها أمام عجلة التغيير، لذلك تبدو الحاجة ضرورية أحياناً للتذكير بأن هذه الصدمة لا تقتصر على جوانبها السلبية وإنما ينظر إليها باعتبارها فعلاً إيجابياً في سياقات الراهن من التطورات على الساحة الوطنية. 


في الأربعاء 11 فبراير-شباط 2015 09:04:48 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2434