منطق الثأر وعقلية الشماتة
كاتب/عبدالله الدهمشي
كاتب/عبدالله الدهمشي
تذهب التقديرات الخاطئة للأزمة الراهنة بأصحابها بعيداً عن العقل والحكمة حيث يذهب بهم منطق الثأر وعقلية الشماتة إلى جحيم التخلي عن المسئولية الوطنية والسياسية في وقت يفرض على الجميع تدارك الوضع المنهار بحكمة وسرعة واقتدار. 
ومن غرائب المفارقة في وضع الفراغ السائد في اليمن بعد استقالة رئيس الجمهورية وحكومة بحاح, أن يجمع منطق الثأر من الرئيس هادي خصوماً فرقهم الأمس القريب ولم تجمعهم عقلية الشماتة بهادي في الحاضر أو المستقبل, فالذين يثأرون من الرئيس هادي لأنه تواطأ مع الحوثيين ضد حلفائهم يتوحدون مع الذين يثأرون منه لأنه تخلى عن حزبه, لكنهم لا يتفقون على بديل. 
ومع منطق الثأر من هادي والشماتة به, يظن هؤلاء أن الأوضاع تتحرك لصالحهم بما تفرزه من وقائع يتزايد بها السخط الشعبي على أنصار الله, خصوصاً وهم يدركون أن ذهاب الحوثيين بالقوة إلى المدى الذي انهارت فيه الشرعية والسلطة, يضع اليمن على مشارف الفوضى والتشظي, وهو ما يتحمل مسئوليته أنصار الله الذين قادوا البلاد إلى كوارث الفشل والانهيار, لكنهم لا يدركون أن هذا المآل لا يترك لهم فرصة في المستقبل لمحاسبة أنصار الله والحكم عليهم بما يستحقون. 
تجنبت القوى السياسية التي تعلن رفضها لما تصفه الانقلاب الحوثي على الشرعية والعملية السياسية إعلان تمسكها بهذه الشرعية ممثلة برمزها السيادي الرئيس عبدربه منصور هادي, كأنها توافقت ضمنياً مع أنصار الله على نزع الشرعية الشعبية والسياسية عن الرئيس المستقيل, لكنها بقيت في مأزق المخاوف التي تثير الاحتمالات المتعددة لمرحلة ما بعد هادي بل والصراعات التي قد تثيرها مغادرة هادي المشهد بغير إجماع سياسي على البديل. 
لا يفكر أنصار الله بالواقع الذي صنعوه من خلال الوصول باستخدام القوة إلى المدى الذي يأتي بعده الفراغ ولا تجد فيه القوة ما تخضعه لسلطتها في الواقع أو الاحتمال, وحين يجدون أنفسهم في مواجهة واقع التراجع من فرض الشروط إلى تقديم التنازلات لا يفكرون بالمبادرة إلى مثل هذا التراجع الذي قد يتيح لهم فرصة الاحتفاظ بقدر من القوة الأخلاقية معززة بقوة مادية على الأرض, ومع ذلك يستدرجهم الخصم إلى فراغ قاتل بالحيرة والاضطراب كأن الجميع أزاح نفسه من الموقع والدور في حاضر مأزوم ومستقبل مجهول, وتداعيات تتحرك في فراغ سياسي رهيب ومخيف. 
albadeel.c@gmail.com 

في الأحد 22 فبراير-شباط 2015 06:31:55 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2470