دفاعات جوية يمنية مقتدرة على إسقاط طائرات التحالف السعودي..
كاتب/طالب الحسني
كاتب/طالب الحسني

taleb husani.jpg55
 
بعد إسبوع واحد من تصريحات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصارالله في اليمن بشأن تطوير منظومة الدفاعات الجوية اليمنية أسقطت هذه الدفاعات طائرة أمريكية دون طيار نوع “ام كيو” يستخدمها التحالف في الرصد والاستطلاع وضرب بعض الأهداف  وهي ضمن منظومة الدرونز التي استخدمتها وتستخدمها واشنطن لشن غارات على القاعدة في اليمن ، مشهد الإسقاط وزع على نطاق كبير وتعمد الإعلام الحربي أن يوثق عملية الإسقاط ليؤكد أن الدفاعات الجوية اليمنية بدأت بالتعافي ، وهذا يعني أنه جرى خلال الفترات الماضية العمل على إعادة تأهيلها .
سلاح الجو الذي يملكه التحالف ، يؤدي دورا كبيرا في العمليات العسكرية ” لعاصفة الحزم” والحد منه بإدخال منظومة دفاعات جوية قادرة على إسقاط طائرات التحالف سيكون له تأثيرا كبيرا على العمليات العسكرية وسط إخفاق كبير في تحقيق أي اختراق ميداني منذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015
مقال الكاتب السعودي المقرب من محمد بن سلمان عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط وأشارت إليه هذه الصحيفة رأي اليوم ولوح إلى إنكفاء العمليات العسكرية وتوجيهها نحو محافظة صعدة شمال اليمن في ظل وصول التحالف بقيادة السعودية إلى أفق مسدود بالنسبة للحسم العسكري ، يحمل إشارات واضحة على التفكير الجدي بالإنسحاب من هذه الحرب التي بات يشكل عامل الوقت والتكلفة المالية الباهظة وتصاعد العمليات العسكرية في الحد الجنوبي السعودي وتزايدت في الآوانة الاخيرة أعداد قتلى الجيش السعودي إثر قيامه بحملة عسكرية هدفت إلى استعادت منطقة ” الحثيرة” في جيزان ، عاملا مقلقا وضاغطا على الجانب السعودي والإماراتي
غاب بشكل شبه كامل الحديث عن استعادة صنعاء ودخولها عسكريا وتدور المواجهات في مناطق محدودة شرق المحافظة وبالتحديد في منطقة نهم ، وهو المحور الرئيس الذي راهن التحالف أن يحقق تقدما عسكريا ميدانيا منه وأن تقترب المواجهات من العاصمة صنعاء وبالتالي تشكل دفعة معنوية للقوات التي تقاتل مع التحالف ، هذا الغياب يتزامن مع تراجع عسكري للتحالف في محاور اخرى من بينها العمليات القتالية في الساحل الغربي اليمني ، في هذه التفاصيل يتوضح للسعودية أن الجهد العسكرية الذي يكلف خزينتها مليارات الدولارات لا يحقق نتائج مثمرة ، ومن هنا يفهم أيضا اهتمام الراشد بنقل المعارك صوب محافظة صعدة ، في هذه الجزئية لا يزال الكثير يعتقد خطأ أنها معقل حركة أنصار الله الحوثيين الوحيدة فهذا التوصيف ينطبق فقط على ماقبل 2011 ، إذ أن الحركة توسعت ولها أنصار وحلفاء في أغلب محافظات الشمال والوسط وحتى المحافظات الغربية والجنوبية ، عدا عن قيامها بتحالفات استراتيجية كبيرة مع أحزاب سياسية أبرزهم حزب الرئيس السابق وزعيم المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبد الله صالح
التعاطي مع حركة أنصار الله الحوثيين بإعتبار وجودها قويا مقتصرا على محافظة صعدة يفقتد إلى الكثير من الصوابية ، وهذا التقييم الخطأ هو ما جعل السعودية والتحالف الذي تقوده وحتى حلفاؤها في الداخل اليمني يدخلون هذه الحرب بثقة كبيرة وأعلنوا انتصارهم مبكرا ، قبل أن يتفاجئوا أنها أي الحركة أقوى مما اعتقدوا وتمكنت من بناء تحالفات عسكرية مع الجزء الأكبر من الجيش اليمني فضلا عن استمالة القبائل اليمنية إلى صفها وبات الغالبية منهم جزء منها حاليا ، وعلى الراشد أن يدرك هذه الحقيقة التي غابت عنه كما غابت عن تقييم السعودية قبله
الجنوب يعيش حالة إحتقان تصل لحد المواجهات المسلحة بين أنصار الحراك الجنوبي الذي يدعو ويعمل لإنفصال الجنوب عن الشمال والعودة إلى ما قبل الوحدة الإندماجية التي تحققت عام 1990 وأنصار هادي وحكومته وتحالفهم الذي يشكل الإخوان المسلمين الجزء الاكبر منه ، هذا الإحتقان سيستمر وهو أحد أسباب عدم الإستقرار في هذه المحافظات ، وتوقف الحرب إما تدريجيا أو بحل سياسي ، لا يعني أيضا استقرار هذه المحافظات أو توقفها عن المطالبة بفك الإرتباط والإستقلال ، رغم أن المجتمع الدولي يؤكد الحفاظ على يمن موحدا .
ما يصعد من حركة الإنفصال في هذه المحافظات والطوح إلى الإستقلال في الآوانة الأخيرة هي الحالة الكردية واستفتاء كردستان العراق وأي نتائج سوف تتثبت في هذه الحالة ، أي كردستان ستترك تداعيات على مستقبل وحدة اليمن .
كاتب صحفي يمني


في الأربعاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2017 09:26:17 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2813