صادق ناشر يكتب عن غزو المعسل والديزل لشواطئ عدن
صادق ناشر
صادق ناشر
 لا أعتقد أن سائحاً يمكنه تقبل ما يجري من عبث في شواطئ مدينة عدن خلال الأعياد وفي غيرها. فشواطئ المدينة كلها، دون استثناء، تحولت إلى مجمع لنفايات "الموالعة" بتدخين الشيشة بأنواعها. ولا يكاد يخلو مكان في شواطئ المدينة من محلات تبيع "المعسل" بروائح الفواكه المختلفة. وزبائن هذه المحلات من مختلف الأجناس والأعمار، لدرجة تشعر أنك تستنشق رائحة "المعسل" لا رائحة بحار عدن التي اعتادت عليها أنوفنا.

ولم يقتصر الأمر على تناول الشيشة، التي يتناثر محبوها ومتناولوها في كل زاوية وركن من شاطئ "جولد مور" بمدينة "التواهي" و"كورنيش قحطان الشعبي" بمنطقة "خورمكسر" و"ساحل الغدير" بمنطقة "البريقة"؛ بل تعدى الأمر إلى أصحاب الدراجات النارية، الذين يؤجرون للصبيان مقابل مبالغ مالية، فيحولون أماكن الزوار إلى أهداف لهم. ولوحظ إصابة العديد من المواطنين بسبب عدم إجادة الصغار قيادة هذه الدراجات، ناهيك عما تنفثه هذه الدراجات من دخان مادة الديزل، الذي صار يغطي معظم سواحل المدينة، ما يجعل المواطنين بحاجة إلى كمامات لحماية أنوفهم من هذه الروائح.

وفي فترة الأعياد تحضر الأحصنة وحتى الجمال إلى السواحل وتملأ الرمال بمخلفاتها، فيما يأتي العشرات من المواطنين للسباحة في صباح اليوم التالي بعد أن يكون البحر قد تلوث بشكل كامل.

الأدهى أن المسؤولين في هذه المدينة لا يحركون ساكناً. ويبدو أن الفساد يلعب دوره في هذه المدينة، حالها حال بقية المدن؛ فلم نشاهد أية رقابة على هذه المتنفسات، التي من المفترض أن تكون ساحة لتجمع كافة الناس، عوضاً عن احتلالها من قبل مدمني الشيشة، الذين يصطفون على الساحل، ما يمنع الأسر من أخذ راحتها في التنزه والبقاء في البحر؛ فـ"الموالعة " يأتون وهم على يقين من أن أصحاب المتنزهات سيوفرون لهم ما يحتاجونه من لوازم "الكيف"، مثل "المداكي" والشيشة بأنواعها الفاخرة، ويظلون على حالهم هذه إلى أن ينتصف الليل، وبعضهم حتى طلوع الفجر.

والأغرب أن كثيراً من "الموالعة" يأتون إلى السواحل ومعهم عدتهم من الشيشة وينصبونها بين الناس، الذين يأتون للاستمتاع بالبحر دون منغصات من هذا النوع؛ لكنهم للأسف، لا يلقون من يردعهم ويطلب منهم الابتعاد عن الناس وأنهم إذا ما أرادوا الكيف فيمكنهم الابتعاد عن الشواطئ والذهاب إلى أماكن مخصصة لهذا الكيف.

فهل يمكن أن نرى إجراءات جدية لحماية سواحل عدن؟ وهل للمواطن اليمني والسائح أن ينعم بتنزه خال من روائح الديزل والشيشة في سواحل عدن؟!

 
في الإثنين 28 سبتمبر-أيلول 2009 05:59:40 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=32