الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : السبت 18 مايو 2024آخر تحديث : 09:50 صباحاً
انفجار عنيف هز عدن قبل قليل .... بيان هام من وزارة الاتصالات .... عدن تشهد اول وفاة سببها انعدام الكهرباء .... وفاة شاب غرقا في شبوة .... رجل الكهف في سقطرى .... هذا مايقوم به الافارقة في شبوة .... الجراد يغزو اليمن قريبا .... تهديد صحفي في عدن بالتصفية اذا لم يتوقف عن الكتابة .... انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن .... مقتل مواطن في ابين ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed محلية
RSS Feed تقارير
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  ردفان برس ينقب في آثارها
صبر ... بلاد البونت الشهيرة

الثلاثاء 28 يوليو-تموز 2009 الساعة 06 مساءً / تقرير/ منصور صالح
 
   إلى أغوار سحيقة في أعماق التاريخ يدلف بنا نهج الباحثين لمعرفة تاريخ حضارة الآباء والأجداد في محافظة لحج وخاصة في مدينة صبر، وإلى زمن يعود إلى ملايين السنين هي عمر الحضارات التي سادت على تراب هذه المحافظة المترامية الأطراف قبل ان تندثر فلم تترك سوى تماثيل صغيرة في صبر تتوزع على قطع هندسية ومنحوتات وتماثيل حيوانية وبشرية لنساء في وضع الجلوس وأوان وجرار ونقوش بالخط المسند في المسيمير وأدوات تشذيب الأحجار في المضاربة ودلائل تشير إلى أن خور العميرة كانت ميناءً هاماً في عهدها وبالرجوع إلى بعض الدراسات والأبحاث والتنقيبات فإننا نجدها تشير إلى أن لحج كانت تحوي مدناً كان لها شأن ومجد وحضارة لعل أهمها تلك الحضارة التي قامت على أرض صبر. 

صبر بلاد البونت الشهيرة

صبر اليوم بكل يقين ليست هي صبر الأمس تلك المدينة المقفرة الخالية من كل مظاهر الحياة حيث غدت اليوم مدينة آهلة بالسكان بل إنها أضحت اليوم مطمعاً للتجار والمستثمرين وسماسرة الأراضي وبواسطة الزحف الأسمنتي الرهيب أرتبطت صبر بمدينة دار سعد بمحافظة عدن وإذا كان هذا النهوض يمثل حالة صحية تشير إلى حالة النهوض والتطور التي تشهدها هذه المدينة, فإن لهذا التطور والتوسع أثره السلبي على أعمال المسح والتنقيب في هذه المنطقة وتحت القلاع الحجرية والأسمنتية سيدفع تاريخ مدينة كانت لها ذات يوم شأن عظيم.

والأسم القديم لصبر وبحسب عالم الآثار الألماني بوركها ردفوكت مازال مجهولاً وقد استدل سطحياً على هذا الموقع الأثري المعروف منذ عام 1932م من خلال طبقة من كسر الفخار.. وقد مكن للاستقصاءات أن تحدد المواقع على مساحة طولها 2كم وعرضها 0.7كم ومنذ أن هُجرت انطمرت تحت ترسبات متأخرة وتحت الرمال وتصنف هويتها الأثرية الحالية بإثنتي عشرة هضبة واضحة تماماً تم استقصاء عدد منها أو تنقيب بعضها بصورة واسعة ويتساءل فوكت: كيف كفت هذه المدينة عن الوجود ؟ فيجيب على نفسه من المحتمل أن نهايتها كانت عنيفة فالسكان غادروا مدينتهم بسرعة دون أن يعملوا على انقاذ ممتلكاتهم فمستوى السكن الأعلى قدم العديد من العلاقات على خشب محروق وطبقات من الرماد والطوب الخام المحروق في مكانه ويبدو أن أوسع مباني الموقع 5c قد تعرض لحريق هائل أهو حاوث عادي أم نتيجة حرب ومن هنا أتى "المبنى المحروق" ولن نفاجئ أن يكون هذا الحدث مرتبطاً بظهور (المغارات) أما محيط الموقع فكانت تحتله كما يبدو مجموعة من الأكواخ الدائرية أو البيضوية في حين كانت العمارة الأكثر دواماً مبنية حصراً من الطوب الخام ويتفق الباحث الأثاري الكسندر سيروف مع الالماني فوكت في أن صبر تعد أوضع المدن الواقعة على الشاطئ اليمني من حيث مواقعها الأثرية وهي بالتالي أكثرها عرضة للتنقيب ويرى العالمان أنه ونظراً للافتقار إلى نصوص تحدد مصدرها فربما كان سكانها الذين امتلكوا وسائل عيش متنوعة يتكلمون اللغة الكوشيتية كما كان هذا المجتمع الزراعي الذي يمارس تربية الماشية والسقاية يشغل أيضاً ثروات البحر ومصادر التجارة البعيدة كما يشهد على ذلك وجود بضائع ومواد مستوردة.

ويرى العالمان كذلك أن بدايات ثقافة صبر غامضة لكنها يمكن أن تؤرخ بالألف الثاني أو نهاية الألف الثالث لقد أمكن لها أن تولد من خلال تطور هذه الاستمرارية الثقافية ، وتبقى بحاجة للاثبات وبالمقابل فإن الأطوار المتأخرة بعد القرن الثالث عشر قبل الميلاد مدروسة على قدر كافٍ وتؤرخ نهاية هذه الثقافة الدالة على عصر البرونز بنهاية النصف الأول من القرن التاسع قبل الميلاد.. ويضيف "فوكت وسيدوف" وتبدو ثقافة صبر ضمن الوضع الحالي لمعارفنا محدودة بمنطقة الساحل إذ لم يستدل بوضوح على أي أثر لها يرتبط باطوارها التاريخية في المواقع المعاصرة لها على المرتفعات اليمنية أو على حدود الصحراء أو في شرقي اليمن ذلك إن ثقافة صبر كانت متجهة نحو الشاطئ الآخر من البحر الأحمر أكثر من اتجاهها نحو المناطق الداخلية من اليمن وهو ما ينتج آفاقاً لم تكن موضع ظن خلال وقت طويل فالاتصالات الثقافية التي تترجمها التماثيل الأسلوبية والنمطية والتقنية في صناعة الخزف والتماثيل الصغيرة من الطين المحروق تردنا إلى مناطق بعيدة بعد النوبة والسودان الشرقي بل وأكثر منهما أيضاً أي الحبشة والشاطئ الأرتيري أما الأمر الأخر الذي تمت ملاحظته فهو تبادل المواد الأولية والبضائع كالسبح والعاج وربما بعض النباتات والحيوانات.

ويشير الباحثان إلى أنهما لا يعرفان إلا القليل من المواقع التي تم دراسة تاريخها بحقبة ما قبل أكسوم, سواء في الحبشة أو في أرتيريا لكنه يسعنا أن نفترض أنه خلال النصف الثاني من الألف الثاني سادت ثقافات مترابطة على نحو وثيق في طرفي البحر الأحمر الشمالي إذ لم نتمكن على وجه الدقة من تحديد موقع بلاد الصبر واللبان (بلاد البونت الشهيرة) التي كثيراً ما ذكرت في النصوص والنقوش المصرية ، وهذه النباتات تثمر بصورة طبيعية على شاطئ باب المندب كما أن استخدام مادة اللبان ثابت في ثقافة صبر وفي سيهي وبين آثار الشاطئ المقابل في أفريقيا يمكن أن يكون دليلاً إضافياً أي أساس مشترك إثني وربما لغوي "اللغة الكوتيشية.

يورد الباحثان نمطين من الحجج حول ما ورد سابقاً وذلك بالاستناد إلى ما تم اكتشافه مؤخراً الأولى أن العلاقات الثقافية والتجارية بين جنوب جزيرة العرب وأفريقيا كانت قائمة على أساس وطيد قبل ظهور السبئيين في الحبشة بخمسمائة عام على الأقل باعتبار أن هذا الظهور سابق على القرن الخامس قبل الميلاد ،والثانية أن جنوب غربي الجزيرة العربية لم يكن بأي حال من الأحوال صحراء ثقافية قبل وصول المهاجرين الذين يتكلمون لغة سامية بل كان على الأقل في عدة مواقع منطقة ثقافية متطورة جداً من هنا ولما لم تكن الأبحاث والتنقيبات قد أنتهت في هذه المنطقة وهي بذات الوقت تشير إلى امكانية الوصول إلى نتائج مهمة فإن التوسع العمراني المنظم وغير المنظم الذي تشهده صبر وغيرها من المناطق الأثرية يشكل عامل إعاقة أمام الوصول إلى مثل هذه النتائج وما ينبغي معرفته والالتزام به هو أن العرف لايجيز إقامة المباني أو المصانع في المواقع الأثرية كما أن العادة قد جرت على أن تتم أعمال التنقيب قبل البناء وإذا لم يكن هناك مناص من البناء فليكن ذلك وفقاً لمواصفات وشروط خاصة يجب الالتزام بها.


 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة محلية
انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن
مواضيع مرتبطة
منشآت اقتصادية عشوائية وناجحة:
صالات الأعراس.... استغلال الأفراح لتحقيق الأرباح
ممثل المجتمع المدني بمجلس الشفافية يحمل شركات نفطية مسئولية فشل المجلس وخروج اليمن من المبادرة العالمية
سياح ايطاليون يبدون اعجابهم بحضارة اليمن ويستغربون التهويلات الإعلامية عن اوضاع البلاد
تنصيب طفل شيخا لـ62 قرية بذمار
حزب الله وإيران ينقلان المعركة من جنوب لبنان إلى شمال اليمن
تشريعات اقتصادية بالجملة.. تطبيقات بالقطارة !!
احمد فضل القمندان .. الشاعر والمؤرخ
القاعدة في اليمن... عام من الاحباط ... مزيد من الفشل

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.022 ثانية