شن البروفيسور والخبير الاقتصادي الدكتور سيف العسلي هجوماً على الإخوان المسلمين "التجمع اليمني للإصلاح" وقال بأنهم لا زالوا يعملون في الظلام ويمارسون الخداع والتضليل والكذب.. مؤكدا بأن ما يحدث الآن فيما يسمى بـ"ثورة التغيير" انقلاب من نوع جديد للاستيلاء على السلطة.. واصفاً حكومة الوفاق الوطني بأنها "جاهلة" وبرنامجها جمع كل "المتناقضات".

وقال الدكتور سيف العسلي- وهو أحد القيادات الإخوانية سابقاً: "إن جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام لا يزالون يعملون في الظلام ثم يخرجون إلى النور فلا يرون، لأن أعينهم لم تتعود على النور بعد".. مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين في اليمن أعلنوا عام 1990م بأنهم حزب سياسي تمثل في التجمع اليمني للإصلاح، وإلى أن هذا الحزب لا تزال تديره إلى حد الآن "الجماعة".. مؤكداً أن من المفارقة أن يكون هذا الحزب جماعة وحزباً في نفس الوقت.

وأوضح العسلي بأن الإصلاح لو كان- كما يدعي- حزباً سياسياً له مؤسساته التنظيمية وأطره وهياكله لما ظل محمد اليدومي وياسين عبدالعزيز مسيطرين عليه إلى اليوم.. قائلاً: "أتحدى الإخوان في اليمن أن يتخلصوا من ياسين أو اليدومي أو الآنسي إذا كانوا صادقين بأنهم قد بنوا حزباً سياسياً، إنهم يخدعون أنفسهم ويخدعون الآخرين.. إنهم يتدخلون في كل عملية انتخابية من خلال إصدار قوائم جاهزة من اختيارهم هم.. 60% مما يتم في انتخاباتهم شيء مفبرك في الظلام ويريدون إخراجه إلى النور".

وأكد الخبير الاقتصادي العسلي بأن المجلس الوطني لما يسمى بـ"الثورة السلمية" حمل هذه البصمة وكذلك حكومة الوفاق الوطني.. مضيفاً بالقول: "هم يدعون أن فلاناً مستقل وآخر غير منظم معهم.. والحقيقة العكس".

وأوضح القيادي الإخواني "سابقاً" سيف العسلي بأن حزب الإصلاح يضلل قواعده بادعائه أنه لم يخطئ في شيء، ويجب عليه أن يكاشف الناس ويظهر الحقيقة.. متطرقاً إلى بعض من ذلك التضليل الذي يمارسه "الإصلاح" ومنه ما يحدث اليوم في المشهد السياسي اليمني، حيث قال: "تحالفوا مع الرئيس ثم انقضوا عليه.. في البداية كانوا من أشد حلفائه وفجأة تحولوا إلى أشد خصومة".

وأكد سيف العسلي بأن الإخوان المسلمين في اليمن (كانوا بالأمس مع رئيس الجمهورية من أجل أن يتخذوه سلماً للوصول إلى السلطة).

مضيفاً بالقول: "دخلوا معه بغير وضوح، بنوع من الخداع والتضليل والكذب، وعندما شعروا أنه لن يوصلهم إلى السلطة انقلبوا عليه.. ولم يكن الوطن حاضراً في تفكيرهم إنما السلطة، ويجب أن يعترفوا بذلك، لأن علي عبدالله صالح هو هو لم يتغير، هو نفسه الذي كان في الثمانينات وهو نفسه الذي هو قائم اليوم.. ما الذي جعله إماماً وخليفة وصاحب شرعية بالأمس واليوم ليس له أية شرعية؟!!.. لماذا يقدسونه بالأمس وقالوا علي عبدالله صالح مرشحنا واليوم خصمنا؟!".

مؤكداً بأن مشروع التوريث الذي روج له الإخوان كثيراً ليس صحيحا أن هذا الكلام اخترع اختراعاً لغرض ما في نفس هؤلاء.

وأشار العسلي في حوار صحفي إلى أن من حق الإخوان أن يحكموا.

قائلاً: "يحكمون بوضوح وبشفافية وبصراحة.. يقولون نحن نسعى إلى الحكم من أجل أن نعمل كذا وكذا.. والشعب هو الذي يختارهم، لا يأتوا إلى السلطة عن طريق التآمر".. مضيفاً: "حتى اليوم الإخوان لم يقولوا في أدبياتهم أن الانقلاب ممنوع وأن استخدام العنف ممنوع، هناك ازدواجية في مواقفهم".

وأكد البروفيسور أن ما يحدث اليوم في الساحات والميادين هو انقلاب باطن وليس مكشوفاً من أجل الاستيلاء على السلطة.. موضحاً بأن القفز وراء الشباب وادعاء الحداثة والديمقراطية وهم وتوهيم لأنه يصدر عنهم النقيض من ذلك.

مضيفاً: "هذا انقلاب من نوع جديد.. من طراز جديد.. يقوم على أساس تبني مطالب الشعب والشباب ثم الانقضاض عليه".

وقال العسلي: "الشباب أعلنوها ثورة والإخوان تزعموها وركبوا موجتها ويريدون العودة إلى الديكتاتورية من جديد وبالتالي لن ينجحوا".

وأكد العسلي أن الإخوان المسلمين أقصوا القوى الأخرى.. قائلاً: "أقصوا الأحرار والمستقلين.. أقصوا من ينظرون إلى الإسلام نظرة جديدة تتواءم مع العصر، وبالتالي فكل من يخالفهم هو عميل ويشتغل في الاستخبارات.. لا يقبلون بأي رأي مخالف".. مشيراً إلى أن هناك أخطاء جسيمة تحدث في ساحات الاعتصام، وإلى أن جماعة الإخوان لا تزال تحكم مساحة صغيرة وتبني سجوناً خاصة وتمنع الناس من أن يتبادلوا المنشورات والصحف والأخبار كما يريدون.

وتعليقاً على من يقول إن اللجان التنظيمية في الساحات تتكون من كل الأحزاب السياسية وليست حكرا على الإصلاح، قال العسلي: "بدعة الإخوان أن عملوا 60% منهم و40% من الآخرين، وهكذا في كل شأنهم والقرار في نهاية الأمر هو في أيديهم لأنهم يملكون المال والقوة".

مشيراً إلى أن الأحزاب الأخرى، الاشتراكي والناصري والحق والقوى الشعبية انخدعوا وسوف يندمون على ذلك.. مؤكدا بأن الإخوان المسلمين استخدموا الثلاثي المدمر "الدين والمال والتضليل".

وحول توقعاته للمشهد القادم في اليمن قال العسلي: "لسوء الحظ ربما أننا نمشي في حقول الألغام ونوهم أنفسنا بأن هذه الألغام لن تنفجر ولكنها ستنفجر".. موضحاً بأن برنامج حكومة الوفاق الوطني ليس فيه أدنى بصيص أمل للنجاح، لأنه جمع كل المتناقضات ووجوده وعدمه سواء.. واصفاً الحكومة بأنها (جاهلة لا تدري بوضعها).. متسائلاً: "أين برنامج هؤلاء الذين كانوا يريدون الوصول إلى السلطة؟!!.. كيف يأخذون برنامج الحكومة السابقة؟!!.. أليس هذا دليل على إفلاسهم؟!!".