بقلم: ماري جوانيديس
تاتي الصومال في المرتبة الثالثة بعد أفغانستان والعراق حيث لديها أكثر عدد من اللاجئين في العالم. وقدم عشرات الآلاف من اللاجئين إلى اليمن عبر خليج عدن؛ مما يساعد على إضعاف هذا البلد الصغير في جنوب شبه الجزيرة العربية، وذلك على حد تعبير الناطق باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين في باريس وليام سبيندلر. ووفقا للمفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، فان الصومال يعد ضحية، منذ عشرين عاما، للعنف والصراع الجاري في البلاد. كما أن هذا البلد من القرن الإفريقي، الذي يطل على المحيط الهندي، لديه ما يقرب 1,4 مليون من المشردين داخليا والدول المجاورة، وعلى رأسها كينيا وتليها اليمن. هناك عشرات الآلاف من اللاجئين الصوماليين، خاطروا بحياتهم من خلال عبور مكان خطير وهو خليج عدن قادمين من الصومال الشمالي تجاه جنوب شبه الجزيرة العربية.وفي هذا العام، نظرا للصعوبات التي واجهتهم داخل الأراضي الصومالية، فان هؤلاء اللاجئين غالبا ما يعبرون جيبوتي، التي استفادت دائما من المصائب التي تحل على جيرانها، وخاصة إثيوبيا أو الصومال."حالة الصومال أكثر صعوبة":في عام 2009 :" فر نحو 75 ألف صومالي نحو اليمن، ومعظمهم جاء إلى هذا البلد عبر القوارب قادمين من شمال الصومال"، وذلك حسب ما أكده للموقع، عبر مكالمة تلفونية، وليام سبيندلر ، الناطق باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين في باريس. ويضيف سبيندلر :" وحتى منتصف العام 2010، لا يزال عددهم يتزايد وقد وصل إلى نحو 25 ألف شخص". وبالنسبة للاجئين الإثيوبيين والاريتريين فهم اقل من اللاجئين الصومال، وذلك لان هذه الأخيرة تشهد وضعا صعبا. ويقدم اللاجئون إلى اليمن أيضا من مقديشو، عبر الطرق المؤدية إلى الشمال، وكذلك من بونت لاند، و ميناء بوساسو.أكثر من 150 ألف لاجئي صومالي مسجل في اليمن:
من بين الطرق التي يسلكها اللاجئون الصوماليون هي جبيوتي. ومع هذا هناك لاجئون اقتصاديون وهم أولئك الذين يفرون من الصراع والعنف الحاصل في بلدهم. وبحسب ما قاله ممثل مفوضية اللاجئين، فان اللاجئون الاقتصاديون لا يريدون البقاء في اليمن ، وإنما يريدون الذهب إلى المملكة العربية السعودية أو أي دولة أخرى من دول الخليج. ومع هذا يقول وليام سبيندلر إن عدد اللاجئين الصوماليين المسجلين في اليمن وصل إلى 150 ألف لاجئ، وانه " ينصب تركيزنا على اللاجئين الفارين من الصراع". هناك الكثير من اللاجئين في اليمن، ومع هذا تمنح اليمن الصوماليين حق اللجوء تلقائيا، لكن ليس المهاجرين الغير شرعيين. كما يتم نصب مخيمات لهم ، وبالتالي لدى الصوماليين حرية الانتقال إلى المدن اليمنية، وخاصة في الأحياء الفقيرة. ويقول ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين :" إن مهمتنا أيضا هي مساعدة اللاجئين الصوماليين من خلال توفير التدريب اللازم لهم ".ويفر معظم الصوماليين، اللاجئين، إلى كينا وبلدان أخرى مجاورة،عن طريق البحر من قبل مهربي البشر، وهذه عملية صعبة جدا ، ويلقي
بهم المهربين قبالة السواحل اليمنية، وبعد ذلك يتوجب عليهم السباحة حتى الوصول إلى الشاطئ. ويتم تهريب اللاجئين عبر قوارب مفتوحة وبحمولة زائدة، ولا يسمح لهم إحضار الطعام. وفي نهاية المطاف، تكون حالتهم سيئة جدا، والبعض منهم يموت وخصوصا الأطفال."الوضع في اليمن وصل إلى نقطة حرجة":
إن التحدي الذي يواجه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الإنسانية، الدولية والمحلية، هي مساعدة من يحتاجونهم في أماكن وجودهم ، وذلك في وقت تتكاثر الدعوات للمساعدة إلى حد كبير من جميع أنحاء العالم سواء في باكستان أو هايتي. وبالنسبة لليمن، فهي أفقر دولة في العالم العربي، وتحتاج، أيضا، إلى المساعدة لانها شلت بسبب القتال الدائر في الشمال وخطر الاختناق من تدفق اللاجئين بكثرة عليها. وتتأثر اليمن من النشاط الإجرامي بين القراصنة والمهربين على عرض البحر، في المقام الأول. وصرح المفوض السامي لشؤون اللاجئين بان هناك سعي لإضافة 65 مليون دولار للاجئين الصوماليين في كينيا واليمن وبلدان أخرى في المنطقة. لكن تشعر منظمة الأمم المتحدة انه تم نسيانها من قبل المجتمع الدولي. ويضيف المفوض السامي، وليام سبيندلر، أن :"الوضع في اليمن وصل إلى نقطة حرجة للغاية، والوضع في الصومال مزعج أيضاً. ولذلك، نخشى أن ينتقل الخطر إلى بعض البلدان المجاورة وتتعرض للضغوط مثل كينيا واليمن".