هذه السطور القادمة دعوة لنبش القبور - إن وجب السبب - دعوة لأن نستشهد ونستخبر العظام وهي رميم، وأن نخلع السياسة على الدين والإنسانية، وأن يعود الحق إلى نصابه وتعود المياه إلى مجاريها، والدم إلى فصيلته الشرعية.
هذه السطور القادمة ليست خطبة للارهابيين، ولا لتحريك مياه هي أصلا متحركة.. وبلا وجع قلب وتعكير صفو ضمير.. نتوقع ما سيذيعه ويكتبه أصحاب عمى الألوان من المتعصبين الجهال.. وما سيصفنا به أعداء التنوير ومشوهوا الأفكار وقاطعوا الأرحام.. ممن سيسيئون فهم مقالنا ورميا بمياه النار عليها حتى لا تجد صداها لدى من يهمهم الأمر.
ذات يوم قبل حوالي ست سنوات أعلن في المملكة العربية السعودية نبأ وفاة زعيم الطائفة الإسماعيلية بمنطقة نجران في ظل ظروف وملابسات غامضة أثارت صدمة وتساؤلات أبنا الطائفة حسب روايات ذوي الزعيم الديني الراحل الشيخ حسين بن إسماعيل المكرمي، حيث يتحدث مقربون من هذا الرجل الغائب والمثير للجدل عن عملية اختطاف تعرض لها زعيمهم الطاعن في السن دون أن يترك لهم فرصة الوقوف على حقيقة اختفائه أو وفاته أو حتى وصية أوصاها ليسد فراغ طائفته من بعده ناهيك عن الحقوق والاستحقاقات الأخرى.
وبين رحمة الموت وقوسة الغياب لدى أبناء الطائفة الإسماعيلية جاء تنصيب الشيخ عبدالله العديني ذو الأصول اليمنية في سدة زعامة الطائفة ليزيد من حدة الشكوك في ملابسات وفاة زعيمهم المكرمي ويرفع أصوات المطالبة بالكشف عن مصير الشيخ المكرمي ناهيك عن الموقف المتصلب حيال تنصيب الشيخ العيدني على رأس زعامة الطائفة الإسماعيلية بنجران.
وكل من يتصفح مواقع منتديات الإسماعيلية في المملكة الشقيقة مثل منتدى أساتذة نجران ومثقفوها ومنتدى الاخدود وذات البروج وأخبار هذه الحركة الدينية المتنامية في المناطق المحاذية لمحافظات التواجد الحوثي الشط في اليمن يتذكر كيف تبدأ الأحداث الخيطرة على الأمن والسلم الاجتماعي كما حدث للأسف في محافظة صعدة ومديرية عمران اليمنية، وهو تقارب يثير التأمل ويستدعي القلق وإبداء النصيحة والاعتبار.
هذا الحراك الديني الطائفي يجب أن لا يُغيب عن عقل الحكمة والمنطق لدى الاشقاء.. إذ أن للزعامة الدينية "مغناطيسية" خارقة عند الطوائف والاقليات خاصة وأن مرور ست سنوات على إعلان وفاة الداعية الإسماعيلي في نجران حسين بن إسماعيل المكرمي وتنصيب بديلا عنه لم يحسم قناعة أتباعه بحقيقة مصير رحيله الغامض حسب ما يعتقده اتابع ومقربون من الزعيم الاسماعيلي المفقدود والذي يطالبون بالإفراج عنه.
الأخطر ما في هذه القضية تضارب المعلومات حول مصير شيخ مسن وتشييع جنازة وهمية بين جمع غفير من اتباعه واحاديث تتناقل عن تسريبات من قبل مصادر وجهات مسئولة تفيد بأن الشيخ الراحل ما زال حيا يرزق، وهي معلومات تعززها موجة الخلالفات والتباينات الجارية وسط الطائفة والتي أخذت طباعا سياسيا على زعامة الطائفة ومواردها من جهة واحتدام الجدل الفكري بين الاسماعيليين والوهابيين من جهة أخرى.
يزداد الوضع غموضا في منطقة نجران مع تعدد خيوط القضية واتساع رقعة الاتهامات المتبادلة إلى خارج الجزيرة العربية الأمر الذي يرفع من وتيرة البلبلة من جديد بين المذاهب الدينية المتقاطعة والمتشابكة مع التحديات السيايسة في المنطقة العربية.. فيما السلطات الرسمية بالمملكة لا تعير تفاعلات الاسماعيليين في نجران أي اهتمام ولعل اهمها نفي أو تأكيد وفاة الشيخ حسين بن إسماعيل المكرمي، هذا الرجل رددت منطقة نجران اسمه كل يوم ألف مرة منذ إعلان نبأ وفاته المثير الجدل قبل حوالي ست سنوات.
ولكنه مرشح لأن تردد المملكة العربية السعودية الشقيقة اسمه مليون مرة خلال الأيام والشهور المقبلة إنه الشيخ حسين بن إسماعيل المكرمي زعيم الطائفة الإسماعيلية بمنطقة نجران شمال محافظتي الجوف وصعدة اليمنيتين.
هذا الزعيم الديني بين أوساط طائفته الإسماعيلية في المملكة العربية السعودية وعديد من الدول والمجتمعات يثير الجدل في حضوره وغيابه معا.. فهل يا ترى انتقل إلى جوار ربه فعلا.. أم أنه غاب أو غيب عن ساحته وطائفته بفعل فاعل من البشر لأسباب دينية وطائفية.. هل يعقل دفن شخص دون معرفة ذويه خاصة وأن يكون ذلك الشخص زعيم طائفة دينية واجتماعية وليس شخصا مجهول الهوية أو أنه مجرد شخص مقيم بكفالة استصعب على من دفنه استخراج شهادة وفاة؟!!
هذه زاوية من حياته كمحاولة مختلفة نطرحها بحثا عن الحقيقة بغض النظر عن تفاصيل وصول خليفة الزعامة الإسماعيلية على اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابهأ.