تشكل السياحة الداخلية إحدى الروافد الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في تنشيط الحركة السياحية وتوفير فرص عمل من خلال حركة التجارة المتمثلة بالمطاعم والفنادق والشاليهات والحدائق ..
صحيح ان السياحة الداخلية لاتدر على البلد عملة صعبة مثل السياحة الوافدة والاجنبية والعربية ولكنها تساعد في حركة ودوران الاقتصاد من خلال سحب المدّخرات من المواطنين بدلاً من تحويلها الى عملة صعبة التي نحن في امس الحاجة اليها للحفاظ على خيرات المدفوعات والاحتياطي النقدي للدولة المتمثل في توفير العملة الصعبة .. فالسياحة الداخلية وان لم تكن احدى روافد العملة الصعبة فإنها تشكل نوعاً من الحراك الاقتصادي داخل البلدين والذي يساعد في توفير فرص العمل فاليمن تتوفر فيها كل مقومات السياحة الداخلية سواءً البحرية او الصحراء او الآثار ، فملاً يوجد في حضرموت اول ناطحات سحاب في العالم كما تشكل حضرموت مخزوناً كبيراً لمعالم إسلامية تاريخية رائعة وخاصة مدينة تريم التي تعيش عام 0102م وهي عاصمة للثقافة الاسلامية كما يوجد في عدن الشواطئ الجميلة والتي تتداخل في البحار والجبال في اجمل صورة صنعها الخالق لمدينة عدن وإب هذه المدينة الجميلة والتي تكسوها الخضرة طوال العالم تقريباً واجمل من ذلك جزيرة سقطرى هذه الجزيرة التي سحرت كثيراً من السياح الاجانب الذين زاروها فلماذا لا تهتم وزارة السياحة بالسياحة الداخلية؟! ولماذا لا تقوم المكاتب السياحية في بلادنا بتنظيم زيارات سياحة داخلية نهاية كل اسبوع او ايام الاجازات والعطل؟!
إن بلادنا غنية بمآثرها السياحية والتاريخية وتنوع الطقس فيها وتتحول في معظم اجزائها الى واحات خضراء وجميلة خاصة في موسم هطول الامطار والخضرة تكسبها رونقاً وجمالاً بديعاً زراعياً ومن ثم سياحياً .. لذا تظل مسألة الاهتمام بالسياحة الداخلية حاجة اجتماعية لتعزيز وتقوية روابط النسيج الاجتماعي الواحد وحاجة ثقافية لتأصيل المفاهيم الصحيحة بمآثراها التاريخية التي صنعها الاجداد وحاجة اقتصادية ايضاً لما لها من مردودات مالية .. وينبغي أن ينعكس ذلك الاهتمام بصورته الفعالة والخلاقة عبر انشاء المنشآت السياحية المتعددة الاوجه كالمنتزهات والحدائق والفنادق الراقية وملاهي الالعاب الترفيهية وتفعيل السياحة الشاطئية وتشجيع الرحلات السياحية الداخلية حتى وإن تطلب الامر تخفيف أسعار التذاكر السياحية..
إننا لا نقول بأنه لا توجد منشآت سياحية في البلد لا تفي بالغرض المطلوب ولكن يجب التوسع في هذه المنشآت بما يخدم تطوير وتشجيع السياحة الداخلية فهذا النمط السياحي قائم في كثير من بلدان العالم بما فيها الدول التي تصنف عالمياً بالنامية ونحن جزء من هذه الدول والالتفات الى السياحة الداخلية سيمثل ميزة متقدمة توازي حجم الاهتمام بالمناحي الحياتية الاخرى.