من سخرية الأقدار أن يجعل صادق عبدالله الأحمر نفسه نداً للشعب اليمني بأكمله عندما تحدث مع قناة فرنسا (24) بأنه مستعد أن يخرج هو وإخوته من اليمن مقابل خروج الرئيس علي عبدالله صالح وأبنائه.. متناسياً ان الشعب اليمني هو الذي انتخب الرئيس علي عبدالله صالح وهذا يعني أن صادق الأحمر يريد من الشعب اليمني أن يرحل أو أن يخرج من اليمن، فهل بعد هذا الجنون جنون.
فمحاولة هذا المعتوه أن يجعل نفسه في كفة والشعب الذي انتخب رئيسه في كفة , يؤكد مدى ما وصلت إليه بعض قيادات المعارضة من بله سياسي مضحك وتكشف السطحية التي يتعامل بها هذا ومن على شاكلته مع تطورات الأزمة السياسية في اليمن والتي تقوم على تنظيرات جوفاء لا يوجد لها مكان في أبجديات المنطق السياسي , وإذا أردنا الإنصاف لصادق الأحمر والوطن فالمكان الوحيد الذي يجب إن يرحل إليه هو وأخوته هو السجن من اجل أن نضع أول أسس ولبنات الدولة المدنية في اليمن , جراء ما يقترفونه بشكل يومي من أعمال إجرامية مع أفراد عصاباتهم المسلحة من اعتداءات على المنشآت الحكومية والخاصة وعلى المواطنين و المارة في حي الحصبة .
وإذا كان لابد من وضع صادق الأحمر وإخوانه في معادلة فيجب ان تكون مع القتلة وقطاع الطرق ورؤساء العصابات الإجرامية ,وليس مع شعب أبي حر ومع رئيس دولة يستند في سلطاته إلى مؤسسات دستورية , والى ارادة الناخبين من أبناء الشعب اليمني , واما مسألة انتقال السلطة منه فتحددها إجراءات دستورية متعارف عليها وليست مقايضة وفق هذا المنطق الساذج , في حين لا احد يدري بأي صفة يقدم نفسه " صادق" - الذي لا يمتلك أي صفة من اسمه - على الساحة السياسية في اليمن غير سجله وسجل إخوانه المثخن بجرائم الحرب والانتهاكات ضد المواطنين العزل ونشر المسلحين في شوارع الحصبة لابتزاز المواطنين ونهبهم واختطافهم وتعذيبهم في سجون خاصة , فضلا عن عقلية " الفيد " التي مارسوها بأبشع صورها ضد المؤسسات الحكومية ومنازل ومتاجر المواطنين في الحصبة , وإذا كان يعتقد هذا السياسي واحد فلتات زمانه الذي أصبح احد حجج المعارضة في اليمن واخوانه الحافلة سجلاتهم باقبح الممارسات المتغطرسة منذ نعومة أظافرهم حيث كانوا ولازالوا يعتبرون انفسهم فوق الدولة وفوق القانون , اذا كانوا يعتقدون ان المنشآت الحكومية في الحصبة هي أموال وعقارات خاصة بعلي عبدالله صالح فهو دليل هذا الغباء الشديد , ولكن ما ذنب المواطنين الذين نهبت مساكنهم واملاكهم ومتاجرهم ؟, وهو سؤال بسيط لكل من يؤمل على هؤلاء المجرمين في تحقيق التغيير..
إن تصرفات عيال الأحمر الخارجة عن النظام والقانون تؤكد بكل وضوح وجلاء بأن هؤلاء العيال لم يكتفوا أنهم احتلوا جزءاً من العاصمة صنعاء بواسطة عناصرهم المدججة بمختلف أنواع الأسلحة ومليشيات حركة الإخوان المسلمين والمنشق علي محسن الأحمر وأنهم بغطرستهم وتعاليهم وتجبرهم على الشعب قد فضحوا أنفسهم وأكدوا زيف ادعاءاتهم ومطالبتهم بالدولة المدنية الحديثة، وهو ما يفرض على دول الغرب بدوائرها الرسمية ومنظمات المجتمع المدني التي تنادي بحماية المتظاهرين والمعتصمين ان تدرك ان المعتصمين والمتظاهرين ضحية لهؤلاء المتمردين الذين بأفعالهم وتصريحاتهم اعترفوا بأنهم في مواجهة الدولة والنظام وأنهم وراء حادث تفجير جامع دار الرئاسة الذي استهدف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قادة الدولة والحكومة وقد جاء الاعتراف من قبل مدير مكتب صادق الأحمر عبدالقوي القيسي بعد الحادث مباشرة، ثم من حميد الأحمر.. واخيراً اعتراف صادق الأحمر بنفسه.