لقد فجعت أنا والكثير من اليمنيين بموقفك في التبرؤ من أبيك لأننا كآباء وأمهات رأينا أن هذا الموقف غريب عن إيماننا وعن ثقافتنا وعن التزكية التي فطرنا الله عليها كيمانيين .
أيها العاق
سيدنا إبراهيم عليه السلام ظل يعظ أباه ويستغفر له حتى جاءه الوحي القاطع من الله عزوجل يبين له انه عدو لله فتبرأ منه فأي وحي حاءك أنت وما مصدره؟وأين مواعظك واستغفارك الذي سبقت تبرؤك ؟ .
ثم أن( آزر ) والد إبراهيم كان يصنع الأوثان في بيته ويبيعها للناس و رضي بان يقذف ابنه في النار وهو الوجيه في قومه فلم يدافع عنه ويلتمس له العذر فيمافعل أما ابوك أيها العاق فهو مؤمن بالله وبشريعة الله المنزلة على خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام وموقفه في طاعة الله هو الذي دفع بك وبشيوخك الخارجين عنها إلى الخروج عليه والتبرؤمنه .
أيها العاق .
لقد سمعنا الكثير من العصاة يعقون آباءهم ومنهم مرجعياتك العظام مثل الأمير الذي قاد انقلابا ضد ابيه وحل محله ونفاه الى خارج وطنه ومثل شيخك الذي خالف أباه حيا وميتا في نصرته الرئيس صالح ووقف في الصف المضاد له منذ انتخابات 2006م وحتى الساعة وكثيرون غيرهم ولكن لم يتجرأ أحد قبلك من المسلمين على التبرؤ من أبيه لأن ذلك يعتبر تبرئا من نسبه أولا وتبرئا من ربه و دينه ثانيا .. يقول ولي الله الشهير الشيخ أحمد بن علوان اليفرسي ..
فجاحده كجاحد والديه ** وملحق نفسه ببني الزناة
****
لم نسمع في المشركين من فعل فعلتك .. فابن نوح عليه السلام قال لأبيه حين خالفه وعصاه بكل أدب " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " وعبد الرحمن ابن أبي بكر لا قى أباه وهو مشرك فقال له بعد إسلامه "لقد رايتك فكنت أتجنبك مخافة أن أصيبك" فأي خلق بالله عليك تخلقت به أيها العاق ولماذا لم يسبقك إلى هذا الفعل أحد حتى من الخوارج مثلك وما أكثرهم .
أيها العاق
سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو من علماء الصحابة خرج مع أبيه يقاتل سيدنا الإمام علي بن ابي طالب مكرها حين قال له الم يقل لك رسول الله "أطع أباك ".
ومع ان المناسبة التي قال له فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بعيدة كل البعد عن أمر الخروج ومع أنه يعلم أن اباه ومعاوية لم يكونا على الحق في خروجهما ضد سيدنا الإمام علي ولكنه خرج في قتال علي ممتثلا لأمر الطاعة لرسول الله في قوله له " أطع أباك " فأين بالله هذا الموقف من موقفك وأنت تعلم أن أباك يقف مع حاكم مسلم اختاره الناس بالحق وفقا لشريعة الله وللدستور التي توافق عليه الناس وأنك ومن معك خارحون عليه بغيا و متواطئون على الباطل مع أعداء الله .
أيها العاق
هل تعلم أن أباك وأسرتك قد استهدفوا بمحاولة الابادة أربع مرات وكان آخرها أكثرها إضرارا بحراسه فلماذا ياترى يستهدف أبوك ولم يستهدف غيره ولماذا شجعوك على التبرؤ منه ولم يشجعوا غيرك .؟
انظر ايها العاق ..
وليد الرميشي من إب
موسى المعافا من تهامة
عبده الجندي من تعز
بهاء شحاتة من الأردن
هؤلاء ابرز من استهدفوا بسبب ما عبروا عنه من مواقف تدين الفتنة وتفضح الكذب والدجل والتزوير للحقائق ولم يستخدموا غير اللسان والحقيقة فلماذا استهدفوا من قادتك ولم يستهدف غيرهم وما أكثرهم ؟
لو أجبت على هذا السؤال ستكون قد بدأت تفهم مايقوله الناس ومنهم الأستاذ عبده الجندي حول ضرورة المساواة في المواطنة بين أبناء اليمن .
أخيرا يذكرني اسم أبي ذر بهذه القصة .
دخل الأستاذ النعمان على الإمام أحمدبن يحيى حميدالدين مع بعض أهله وحين غادره قام أحدهم وطلب من الإمام أن يدعو الله له بدعوة خاصة فضحك الامام وقال من هذا يا أستاذ؟ قال له هذا (...)مشيرا إلى قرابته له .
وبعد ايام كان الإمام مع الأستاذ النعمان وسأله عن رجل من أسرة النعمان يشكوبه الناس بأنه يؤذيهم من هو فضحك الأستاذ وقال له ..
لعله ابوذر يا سيدي !!