الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
إستاذ/عبده بورجي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed إستاذ/عبده بورجي
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
إستاذ/عبده بورجي
البحث عن هوية !!

بحث

  
جلد الذات!
بقلم/ إستاذ/عبده بورجي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و يومين
السبت 20 مارس - آذار 2010 05:02 م


 انتابت صديقي مشاعر من الغضب المكتوم والحسرة وهو يستمع وهو على كرسي الحلاقة في إحدى الصالونات بالعاصمة صنعاء إلى أحاديث بعض الشباب الذين تواجدوا حينها في ذلك الصالون وكانوا يتابعون بحماس مباراة في كرة القدم كان ينقلها التلفاز بين منتخبنا الوطني للشباب ومنتخب دولة شقيقة وكانوا يطلقون تعليقاتهم الساخرة على منتخب بلادهم مع كل هدف كان يحرزه في مرمى المنتخب الضيف .. في الهدف الأول الذي أحزره المنتخب اليمني قالوا حظ .. وحين كرر منتخبنا في شباك مرمى الضيف هدفه الثاني صاح احدهم غاضباً اللعب للمنتخب الشقيق والأهداف لنا.

وعندما سدد المنتخب اليمني هدفه الثالث صاحوا جميعاً وبصوت واحد "مبيوعة والحكم منحاز" وبدوا ساخطين وغير مرتاحين أو مقتنعين بالنتيجة التي أحرزها منتخب بلدهم وكأنهم قد استكثروا أن يفوز رغم ما قدمه لاعبوه من أداء جيد ومهارات وقدرة هجومية في الملعب فاقت منافسهم ومكنتهم من إحراز فوز مستحق لهم.

بل أنهم علقوا حتى على وجود الجمهور اليمني الكبير من المشجعين في الملعب والذين جاءوا لتشجيع منتخبهم الوطني قائلين بأن هؤلاء لم يأتوا للتشجيع ولكنهم جاءوا مكرهين لانطفاء الكهرباء في منازلهم!

والتأمل في هذه الواقعة وغيرها من الأحداث والمواقف المشابهة التي يكون فيها بعض اليمنيين للأسف طرفاً في نقاش أو حديث يتناول أي شيء له صلة باليمن سواء في ما بين بعضهم البعض أو مع الآخرين فإنه سرعان ما تكتشف بأن هؤلاء اليمنيين يمارسون في حق أنفسهم ووطنهم ما يمكن اعتباره "جلداً للذات" بل تقزيماً لها وحطاً من شأنها وهو ما ينبغي الوقوف أمامه بتمعن وعمق ودراسة لمعرفة أسبابه ودوافعه. ولماذا يمارس ذلك البعض مثل هذا الجلد القاسي للذات؟ ولماذا يغيب الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء لليمن والولاء له والإعلاء من شأنه في مثل هذه النفوس التي ظل يستوطنها شعور متأصل "بالدونية" وعدم رؤية أي شيء إيجابي أو جميل في وطنهم يستحق الحديث عنه أو الثناء عليه أو التباهي به أو إظهاره للآخرين بصورة زاهية أو غير متحاملة وفي إطار التعريف بهويتهم اليمنية أو الاستدلال عليها .. وهل السبب وراء ذلك يعود إلى نقص معرفي أو جهل باليمن وتاريخه ومكانته وحضارته ودور أبنائه، في مختلف العصور قديمها وحديثها أم هو غياب للشعور بالانتماء والولاء للوطن أرضا وإنساناً وتاريخاً ووجوداً .. أم أنه تعبير عن خلل ما في مناهج التعليم وأساليب التربية والتوعية والتثقيف والإعلام والإرشاد والتوجيه .. أم هو نتيجة لشعور متعاظم بالإحباط واليأس تمكن من النفوس المتصحرة فلم تكترث للتعبير عن أي معنى جميل تبرزه عن وطنها أو تقديم أي صورة إيجابية أو مشرقة له عند الآخرين أو التخاطب من خلالها مع عقولهم ووجدانهم للتأثير فيهم لجعل اليمن وأبنائه في المكانة اللائقة بهم كما تفعل سائر الشعوب عند حديثها عن أوطانها ودفاعها عنها ومصالحها والإعلاء من شأنها، باعتبار أن حب الأوطان من الإيمان وتجسيداً لما قاله ذلك الشاعر الذي انشد عن وطنه معتزاً ومفاخراً ومتفانياً في سبيله:

"وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي" فهل نحن فعلاً بحاجة إلى جرعة وطنية لنحب وطننا أو نخلص له ونظهره في أعيننا وأعين الآخرين في أبهى صورة وأعظم مقام؟ وكيف نفعل ذلك؟ ومتى؟! .. ومتى سنكف عن "جلد الذات" والتحقير من شأن أنفسنا وكل ما له صلة بوطننا وواقعنا؟! ومتى سنتعلم من أولئك الذين أحبوا أوطانهم وعشقوها وتفاخروا بها ووضعوها في حدقات أعينهم ومهجهم وتفاخروا بالانتماء إليها وزينوها في عيون وعقول وقلوب كل من صادفهم من غير أبناء وطنهم وجعلوا منها مرادفاً للعظمة والجمال والمجد والزهو والفخر والشموخ، حيث استقر الوطن في وجدانهم حقيقة أزلية راسخة لا يمكن التفريط فيها أو التنازل عنها تحت أي ضغوط أو ظروف أو تباين في وجهات النظر فكان الوطن لهؤلاء الماضي والحاضر والمستقبل والكينونة والوجود والهوية والعنوان .. انصهرت فيه أرواحهم وأمانيهم وهمومهم وآراؤهم وعطاؤهم وتمازجت في ظلاله تطلعاتهم وأحلام أجيالهم المقبلة.

وما أحوجنا نحن اليمانيين من أقصى الوطن إلى أقصاه بمختلف فئاتنا وأعمارنا وتوجهاتنا ومواقعنا في المجتمع أن نتقي الله في وطننا ونشاطر "الفضول" نداءه وصرخته ونصيحته وهو يردد بعذوبة وصدق شاعر:

املأوا الدنيا ابتساما وارفعوا في الشمس هاما

واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاماً

واحفظوا للعز فيكم ضوءه

واجعلوا وحدتكم عرشاً له

واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساماً

وأرفعوا أنفسكم فوق الضحى أبداً عن كل سوء تتسامى

أيها الخيرُ الوفيرُ .. أرضنا واحة خير .. كل خير من على أجنابها قد أمرعا

أيها المجدُ الكبيرُ .. أرضنا ساحة مجد .. كل مجد قد دنا تحت سماها اجتمعا

أيها الشر المغيرُ أرضنا أرض تحدٍ .. كل شر قد تحدى الخير فيه انصرعا

يا بسالات الفداء .. إننا شعب فداء .. أحلامناً نبتت فوق قبور الشهداء

يا خلالات العطاء .. إننا شعب ندى .. أيامنا لم تلد غير نفوس الكرماء

يا رسالات السماء إننا شعب هدى .. إسلامنا أزهرت فيه أماني الأنبياء

وأخيراً التأمل في ما قاله شاعرنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح عن اليمن:

"في لساني يمن ..

في ضميري يمن..

تحت جلدي تعيش وتحيا اليمن ..

خلف جفني تنام وتصحو اليمن ..

صرت لا أعرف الفرق ما بيننا ..

أيُّنا يا بلادي يكون اليمن"

 
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحافي/عادل عثمان
كذبة إبريل الجديدة!!
صحافي/عادل عثمان
صادق ناشر
وصفة سحرية لمشاكل اليمن..!!
صادق ناشر
كاتب/خالد عبدالرحمن
إلى (الظفيري) في قطر
كاتب/خالد عبدالرحمن
إستاذ/عبدالجبار سعد
من سعد الى الظفيري..!
إستاذ/عبدالجبار سعد
كاتب/عماد محمد خالد
علي سالم البيض..المناضل بغيره والمتاجر بدماء الأخرين..
كاتب/عماد محمد خالد
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
لماذا لا تعتصمون ضد«طفي لصي»؟!
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.053 ثانية