دعوها.. بهذه الكلمة الصغيرة توجه الاتحاد القطري لكرة القدم لمواجهة (الرافضين) أو (المتشككين) في قدرة الجمهورية اليمنية على استضافة كأس الخليج العشرين في عدن والذي سينطلق في الثاني والعشرين من الشهر الجاري وسط تأكيدات يمنية عالية المستوى بأن عدن آمنة وما يحدث هو تهويل إعلامي وتهويش لا يمكن أن يؤثر على العزيمة اليمنية في ممارسة حقها الشرعي باستضافة الأشقاء في بطولة هي في نظري أهم من كأس العالم..
دعوها تعيش التجربة كما عاشتها جميع دول الخليج فلماذا ينكر البعض ما أقروه على أنفسهم ولماذا يسلبوا منها الحق الذي أعطوه لاتحادتهم في استضافة تسعة عشرة بطولة خليجية مضت؟!! من حق اليمن أن يخطو العتبة الأولى في تنظيم بطولة يلتف عليها أبناء الخليج كالعصبة الواحدة وتفرقهم العصبية فيها للأسف!!
من حق هذا البلد أن يرى من يشاركهم الأرض والمصير ضيوفاً كراماً على أرضه ولذا كان للاتحاد القطري لكرة القدم كلمته في هذا الشأن وأمام المحاولات التي تحاول وإلى الآن وقد قارب حفل الافتتاح إطلاق ألعابه النارية أن تقلل من فرصة عدن في الاستضافة تحت دعاوى الفتنة وقلقلة الأمن ومحاولات الانفصاليين الهشة في النيل من وحدة واستقرار هذا البلد الجميل الذي يتمتع بطبيعة خلابة ولولا العيون المتربصة بالظلام لكان مستقبل هذا البلد حاضراً يعيشه الآن!
فمن المؤسف إننا حتى الآن نرى في بعض الأقلام الصحفية تشككاً صريحاً في إن اليمن سيكون على قدر المسئولية في تحمل أعباء هذه البطولة وسيوفر الأمن والأمان لضيوفه بينما اليمنيون يصرون حتى هذه اللحظة بأن عدن آمنة وإن عنصر الأمان فيها تزداد وتيرته وهذا ما يمكن أن يعيشه الضيوف مع أول خطوة يخطونها في شوارع العاصمة التجارية والمصيبة الكبرى إن البعض لايزال يسأل الآن هل بالفعل ستقام بطولة كأس الخليج في اليمن أم إنها ستنتقل إلى أي دولة خليجية تملك تجهيزات تجعل من البطولة قائمة لا محاله وليست ملغية كما يريد للبعض أن يروج له!
ولذا أذكر من خانته الذاكرة بأن بعض دول الخليج كانت في يوم من الأيام في الموقف الصعب الذي تعيشه اليمن الآن وإنها كانت وسط محيط من التشككات ليس في قدرتها على التنظيم ولكن في مستوى التنظيم وهذا ما شهدنا حتى فترة قريبة ولا سيما بطولة الخليج السادسة عشرة في الكويت لاقت من الانتقادات ما يفوق تحمل هذه السطور فكيف باليمن وهي حديثة العهد بالمشاركة والتنظيم؟!
ثم إن ما يحدث من (قلة) واسمحوا لي أن أشدد على هذه الكلمة من (تخويف) وتهديد لأمن البطولة وأحقية عدن باستضافتها من خلال ما يقومون به من تخريب للملاعب أو التشويه الذي سيلحقونه بالبطولة لا يمكن أن ينتهي إلا بالتفاف جميع دول الخليج حول اليمن وزيادة تأكيدهم بأنهم مع اليمن قلباً وقالباً وإن ما يجري لليمن يمكن أن يجري لأي دولة خليجية.. ولذا فالدعم مطلوب للاتحاد اليمني لكرة القدم في المضي قدماً لإرساء قواعد خليجي (20) على أرض عدن وأبين.
أما ما يجري حتى هذه اللحظة من بعض الدول المحيطة وتقويض جهود اليمن في إنجاح البطولة فهذا لا يمكن أن يصدر من جهات تضمر خيراً لهذا البلد الشقيق وعليه فمن واجب اليمن حكومة وشعباً أن تحفظ لقطر موقفها وجهودها الحثيثة لإعلان الأولى بصمتها الواضحة في تنظيم بطولة كأس خليجي (20)، ومن حق قطر أن تفتخر بمواقفها الأخوية وأياديها البيضاء التي لا تمدها في الظلام خفية كما يفعل البعض وتسل ما يخشاه الجميع ولكنها باقات ورد عطرة مرفقة بكلمات أخوية صادقة تقول:
عزيزتنا اليمن.. أمنياتنا الصادقة بنجاح بطولة خليجي (20) على أرض عدن، وكل التوفيق لمنتخبكم الشاب المجتهد في الوصول إلى كل ما يتمناه، وهذا هو حقه الشرعي الذي لا ننكره عليه!
فاصلـــة أخـــــيرة:
معك أيها اليمن السعيد.. حتى النهاية السعيدة بإذن الله!