يتحدث وزير خارجية إيران ويحذِّر من تدخل دول الجوار في شؤون اليمن الداخلية .. وكأنّ سيادة الدولة الإيرانية لم تفعل شيئاً في شؤون العراق ولبنان والصومال والمغرب وجزر القمر وأفغانستان وباكستان ومصر والكويت والبحرين والإمارات وقطر واليمن والمملكة العربية السعودية .. كل هذه البلدان كان لنظام ولاية الفقيه دور في زعزعة أمنها، ومحاولة خلق فتن وقلاقل، من أجل تحقيق مصالح تعليمها وهي السيطرة على الكون وتهيئته للمهدي ورفاقه. يتحدث منوشهر متقي عن تدخل في اليمن لأنه يريد أن يقول للعالم نحن نضع السِّلم والاستقرار ونتعاون مع دول الجوار لأجل الاستقرار .. إلى هذا الحد تحتقر دولة الملالي عقول وسياسات الدول وسيادتها.. أم حضرة الدولة الفتية النووية تريد توطين التشيع وتوزيع العمائم بنوعيها (البيضاء والسوداء) على دول الجوار، من خلال حفنة من المرتزقة وبعض الأقزام، حتى نصنع من صدور أبنائنا مكاناً للتطبيل ومن المشاهد والمزارات مكاناً للحج ومن السجود موضعاً للأحجار المقدسة.. إنّ العمائم الإيرانية المراد توزيعها تخفي تحت عباءتها الحقد الدفين والبدع المحدثة والضلال الذي لا ولن يعرف سبيلاً للحق والعدل، تعمل دولة فارس على تخريج همج رعاع.. مملوءة صدورهم غلاً وحقداً، ويقدح الموت والفناء من أعينهم على كل مسلم، مستعدون للتعاون مع أي جنس أو نوع من البشر من أجل الوصول للثورة وتصديرها في كل مكان .. شواهد التاريخ مملوءة وأحداث في دور الجوار ومنها السعودية كثيرة .. كل هذا وإيران تعلن على لسان وزير خارجيتها عدم التدخل في شؤون الآخرين.
ومثل هذه الاستفزازات من دولة فارس ليست بمستغربة، وخاصة مع قرب موسم الحج، فلها تاريخها الأسود الذي لا ولن ينسى في أطهر البقاع وأقدسها، والدماء الزكية شاهدة في الدنيا والآخرة على ما في صدور القوم تجاه الأمة الإسلامية، بقي أن تعلم دولة العمائم أنّ المملكة وقادتها وشعبها المخلص.. لا يفتّ عضدها مثل هذه المهاترات واللعب على حبل الطائفية ومحاولة إثارة معتنقي هذه الخزعبلات والسفسطائيات للوقوف إلى صفها. المملكة بلد مقدّس بما تحمله من شرف حراسة ورعاية الحرمين، وهي قوية بسلامة عقيدتها ونهجها، ثم بصدق نواياها في التعامل مع جميع دول وشعوب العالم. وهي قادرة على بتر كل يد تحاول المساس بذرّة من ترابها. بقي أن نسجل بكل معاني الفخر والاعتزاز تلك المواقف الشجاعة من رجال أمننا البواسل في التصدي لسفراء العمائم من المتسللين المرتزقة، ونقول لهم كلنا معكم قلباً وقالباً وألسنتنا تلهج لكم بالدعاء والنصر بإذن الله.