ما الذي يحدث يا أمَّ الخير والنبل والحكمة؟ ما الذي يحدث للإيمان اليماني والحكمة اليمانية؟ من هم هؤلاء الذين يطلقون عليك وعلينا الرصاص؟ ما انطلقت رصاصة عليك إلا وأصابت قلبي ، ما هدموا منزلاً إلا وجردوني من ملابسي الأولى.
صعدة. صعدة. صعدة.
كنتِ أوّل الأسماء وأبهاها. أوّل الأسفار وأغناها. أوّل الأصدقاء وأكرمهم .
كنتِ يا سيِّدة المدائن الوُجهة الأولى لأبي ورفاقه من القرية. وكان سادتك وأهلك وخيرك أقرب إلينا من حبل الوريد .
كانوا يعودون منك بأجمل الأقمشة وألذّ القهوة والزبيب.
صعدة. صعدة. صعدة.
كنتِ قهوتنا ولباسنا وكُحلَنا وحِنّاءنا وأفراحنا. ما تجمّل النساء في القرية إلا بأقمشتك وعطورك. وما شدّ الرجال رحالهم إلإ إليك بعد الأماكن المقدسة
لم تكوني يمنيةّ ولم نكن يمنيين ، كنّا أهلا فقط. كانت بيوتنا مفتوحة لأهلك ، وكنّا نتبادل المفاتيح والوفاء.
ما زلتُّ أتدثر بك، ما زلتِ دفئي وأحلام طفولتي، ما زالت قهوتك في فمي، وما زال أصدقاء أبي وأهل قريتي أصدقائي.
صعدة . صعدة . صعدة.
هاهم يتكالبون فعلا عليك ، على جوعك ، على تاريخك النبيل.
عرفناك صعدة الخير ، صعدة العسل والبن والرقص والغناء والجمال
عرفناك مدرسة للكرم والحكمة والإيمان
عرفناك أوّل سطر من سطور الجزيرة العربية. وستظلّين هكذا رغم أنوفهم جميعا من أبرهة إلى آخر الطامعين.
*نقلا عن جريدة الرياض: