الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الإثنين 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 02:56 مساءً
وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن .... حادث مروري اليم يودي بحاة 11شخصا في المهرة .... نجاة 31راكبا من الوت بعد احتراق حافلة في ابين .... يمن موبايل تكرم عدد من كوادرها وتدشّن منصة التعليم والموقع الرسمي الجديد للشركة .... توجيهة تهمة اغراق المكلاء لقطعة موكيت .... وفاة امرأتين وطفلين.. جراء انهيار منزل في حضرموت ....
مأمون فندي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed مأمون فندي
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
بحث

  
مستقبل الاستبداد..!!
بقلم/ مأمون فندي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أيام
الأحد 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:23 م


يتحدث الكثيرون في منطقتنا وخارجها عن مستقبل الديمقراطية بعد «الربيع العربي» رغم أن المهم بالنسبة لمنطقتنا هو مستقبل الاستبداد ومصيره، لا مستقبل الديمقراطية.

الديمقراطية بالنسبة لنا ضرب من الخيال، أما الاستبداد فهو من طبائعنا، لذا يكون الحديث عن مستقبل الاستبداد أوقع، بمعنى: هل يستخلص أو ينحسر؟ وبأي شكل؟ وفي أي مجال؟..

الحديث عن مستقبل الاستبداد وعن أنواعه وتفريعاته ومدى استمراريته بأشكال مختلفة لم يبدأ بعد، فمنطقتنا لا تزال غارقة في سكرة الثورة وأحاديث «الربيع العربي» التي خلبت لب الأجنبي فتلقفها العربي وكأنها حقيقة، فما يقوله الغرب عنا هو الحقيقة، وما نفعله نحن في بلادنا هو الوهم، هكذا تعمل عقولنا، لأسباب كثيرة نعرف البعض منها والبعض الآخر لا ندركه.

أحاديث العرب هي في الغالب إما جزء من هوجة فكرية تتغير بتغير الموجه وإما موضة فكرية أيضا تستورد خطوطها من بلدان أخرى، كما كان العرب في نهاية ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته يتحدثون عن الحداثة وعن البنوية، وهي أشياء ليس لهم منها نصيب، وذلك لأن الحداثة في الثقافة هي نتاج مجتمع حديث، ولا يستقيم للعقل أن نتحدث عن الحداثة في مجتمع ما قبل حداثي. ولكن العرب مغرمون بتفخيم القول الذي لا يفهم المتحدثون به ولو حتى مرجعيات مصطلحاته.

المهم في كل هذا، ورغم حماستي للتغير في ثورة مصر ووجودي في قلبها، فإنني أطرح أمامكم مقولة مفادها أن «الربيع العربي» لن يمثل قطيعة مع الاستبداد، بل هو امتداد له بتنويعات مختلفة، فالاستبداد كما الميكروبات تحدث له عملية mutations أو تحورات لمقاومة الأمصال المضادة، فنحن أمام حالة تحولات الاستبداد، لا التحول الديمقراطي، والأسباب كثيرة.

ما هو مستقبل «الربيع العربي»؟.. سؤال يشغل الخارج. هل سيؤدي «الربيع» إلى انفتاح جديد أم إعادة إنتاج القديم؟.. هذا هو السؤال. لكي نجيب عن هذا السؤال لا بد من تفكيك المقولات الرائجة عن «الربيع». فمن المقولات الرائجة في العالم العربي والتي يتسلمها التحليل بنفس الزخم الذي ألهمت به تلك المقولات، الثورات.

وأولى هذه المقولات أو المنطلقات الفكرية والتحليلية السائدة هي فكرة تركيز السلطة في بؤرة الديكتاتور، ذلك الديكتاتور الذي بيده كل السلطات والمالك لكل شيء في الوطن والذي تتركز في يده السلطات والثروات، وهذه المقولة هي بداية سوء الفهم. فمثلا يكون اختزالا مخلا أن ندعي أن رجلا من نوعية مبارك وعائلته كان العائق الوحيد أو حتى الأول المعطل للعملية الديمقراطية في مصر.

إن الاهتمام المبالغ فيه في التحليل بالديكتاتور أو تركز السلطة الديكتاتورية في يد عائلة واحدة هو الضرر الأول الذي يعطب أي تفكير يساعدنا على فهم مستقبل «الربيع» أو مستقبل الاستبداد في منطقتنا، فالديكتاتورية في بلداننا لم تكن ديكتاتورية فرد كما يظن، أو أنها تعاني من تركيز السلطة في بؤرة الحكم، الديكتاتورية كانت ديكتاتورية موزعة، شيء أشبه بالماء الذي تتشربه الإسفنجة المتمثلة في شبكة علاقات عائلية قائمة تتحكم في رقبة المجتمع.

تفسير السلطة أو القوة بالشبكة الموزعة في المجتمع هو بداية الفهم، والدعوى بتركز السلطة في يد واحدة هي بداية الضلال والتضليل.

الديكتاتورية في مصر كانت نظاما كاملا له دعائمه، الأب في البيت إلى عمدة القرية إلى رئيس الحي إلى المحافظ، إلى رأس الدولة. كان المجتمع متشربا للديكتاتورية، وكانت التيارات برمتها متورطة فيها حتى الرقاب، الإسلامي والاشتراكي سيان في هذا. مرشد الجماعة ومبارك ورئيس الحزب الشيوعي كلهم من ذات القماشة. إذن لكي نتحول إلى الديمقراطية مطلوب ناس جديدة، «ومنين أجيب ناس»؟!

بداية، لا «الربيع العربي» بدأ بالأمس ولا الاستبداد العربي طارئ على تاريخنا.

فالعرب وحتى بعد مجيء الإسلام هم ليسوا أهل آيديولوجية ومشاركة لرؤية فكرية حول أنفسنا والعالم، نحن أهل علاقات دم ووشائج قرابة، أو «شلل» كما نسميها في مصر، وعلاقتنا بالأفكار كعلاقة فضائياتنا بعلوم الفضاء.

رغم أن الإسلام كان الثورة الفكرية الكبرى في تاريخنا فإننا كعرب نجحنا في تطويع الإسلام لخدمة القبيلة والأهل والعشيرة. بدأ التاريخ الإسلامي كثورة فكرية، كتاريخ لأفكار ودول، ولكنه، وبعد الخلافة الراشدة، في أولها، تحول إلى دولة القبيلة أو فخذ فيها من دولة الإسلام إلى دولة الأمويين ثم بعدها إلى دولة بني العباس ثم الفاطميين ثم كذا وكذا، أي إنه تاريخ قبائل لا تاريخ أفكار.

فهل هذا التاريخ القبلي وهل هذه الولاءات القبلية والعائلية وأولوية علاقات الدم على العلاقات الفكرية ذهبت إلى غير رجعة بعد «الربيع العربي»؟ بالطبع لم تذهب ولكن ارتدت العائلات والقبائل عباءة الثورة في اليمن وفي ليبيا، وفي مصر المعارضات قبائل لا أفكار.

بالطبع هناك بعد الثورة أحاديث الآيديولوجيات مثل الحديث عن «الإخوان» وعن السلفيين والجماعات الإسلامية، وكلها أحاديث تتناول العلامة الدالة على الشيء وليس أصله، فـ«الإخوان» والجماعات إذا فككت مشروعهم إلى عظامه العارية فأنت أمام قبائل وعائلات بعينها ضد قبائل أخرى وعائلات أخرى تتخذ من الإسلام غطاء، وليس لها من الإسلام سوى قشرة تغطي الوجه القبيح لمصالح قبلية لا تقل قبحا.

ليس معنى هذا أن الاستبداد هو مصيرنا، ولكن المبالغة في الاحتفالية بـ«الربيع»، هي أمر يحتاج إلى تفكير وتفكيك، فما خرج من الجامع سيعود إلى الجامع، وما خرج من القبيلة قطعا سيذهب إلى القبيلة، ومصر في هذا ليست استثناء.

"الشرق الأوسط"

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
ردفان برس
جمال بن عمر .. من المعتقل إلى وسيط لحل النزاعات الدولية
ردفان برس
صحافي/عبدالباري عطوان
أنها الحرب زاحفة وبسرعة
صحافي/عبدالباري عطوان
كاتب/علي حسن الخولاني
شهوانيو السلطة
كاتب/علي حسن الخولاني
كاتبة/عبير ناصر
على محسن الأحمر .. الأحمق الذي ليس له دواء
كاتبة/عبير ناصر
نجلاء البعداني
التتار في تعز
نجلاء البعداني
كاتب صحفي/فيصل  يحيى الشبيبي
ديمقراطيةُ الأهواءِ والمصالح...
كاتب صحفي/فيصل يحيى الشبيبي
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.065 ثانية