خلال الحرب السوفيتية الأفغانية في السنوات الماضية برز إلى الساحة أسلوب إعلامي محترف في تقديم الأحداث في أفغانستان على محورين.
المحور الأول:
إبراز المآسي والعاهات والآلام والأحداث الدامية الدموية لكسب التأييد والتعاطف الشعبي سواء لجمع تبرعات أو للحصول على دعم مادي ومعنوي.
المحور الثاني:
كان يستهدف الشباب بتعظيم القيادات وتقديسها وتصويرها كأنها فتحت الأندلس وبلاد ما وراء النهر خاصة لتشبعنا بتراثنا وتاريخنا الإسلامي للفتوحات في تلك المناطق، فيصور المشهد للجمهور في الوقت الحالي كأننا في عصر الخلافة الإسلامية أو بداياتها أو علاماتها،ويتخلل هذه الأحداث واللقاءات الحديث عن الكرامات وما يحدث للأفراد منها وصبرهم وجلدهم في محاربة العدو لأن السلعة كانت الجنة والمطلب هو الشهادة في سبيل الله.
تعاطفنا وبكينا وأيدنا ونصرنا إخواننا في أفغانستان والشيشان على مستوى العالم الإسلامي قيادات وشعوب، وبعد تحرير أفغانستان بدأت حملة من الحرب الشعواء بين قيادات الإخوان والتنظيمات في صفوف المقاتلين في أفغانستان ثم الإجهاز على الدعوة السلفية بالتواطؤ مع بقية الأحزاب الشيعية وغيرها في أفغانستان في إقليم كنر.
وفي يمنستان ونحن في عام 2011م 1432هـ :
عندما تتصفح مواقع الإخوان المفلسين أو مشاهدة قنواتهم الفضائية توحي للمشاهد بصورة مصغرة لذلك السيناريو القديم الجديد وهو المتاجرة بالمآسي وآلام الضحايا، إنها المرحلة الأولى للخطة الإعلامية المفضوحة لدعم التوجه السياسي لحزب المفلسين، فهؤلاء يتاجرون بالمآسي بشكل بشع لغرس الكراهية للخصم ( وما مقطع الطفلة وهي تقول ارحل قتلت ابي إلا حجة عليهم ) ثم تنسل من أفواههم فتاوى تبيح القتل و سفك الدماء فهم لا يتورعون في ذلك، ونسوا تماماً أنهم في اليمن وليسوا في أفغانستان، فلا يوجد احتلال أمريكي أو روسي أو حتى إيطالي أو فرنسي، يتوجهون بإعلامهم نحو تحويل الصراع السياسي الفكري إلى صراع ميداني دموي، وما توجيهاتهم الأخيرة باحتلال المنشآت العامة إلا دليل لسوء الطوية لديهم.
تصفح موقع الصحوة نت أو قناة إسهال أو أي موقع آخر موالي لهم لا تجد فيه صورة لمستقبل مشرق ولكن يتفننون بإبراز المآسي وقذف أشنع الألفاظ بالخصم لاستدرار عواطف العامة لعجزهم عن إقناع العقلاء، وتأمل أغانيهم والمشاهد التمثيلية على مسرح ساحات التغرير تجد التفنن باستغلال الأطفال والنساء وما ذاك إلا لكسب تأيد عاطفي غير عقلاني ولا منطقي وإلا لماذا تشارك المرأة والأطفال المظاهرات ؟؟!؟! هل هم أقوى من الرجل أم هي من احتياجات المرحلة الحالية ولو خالفت الشرع.
الآن الصورة تتكرر نفس قيادات أفغانستان تعمل وبجد واجتهاد في يمنستان في هذه المرحلة، ولا نستغرب بأن تظهر كرامات ومعجزات،وظهرت في إحدى مقاطع الفيديو المصورة ظهور دماء لبعض المصابين من جرحى المظاهرات بطعم الفيمتو ( يوجد مقطع فيديو يثبت هذا التصرف ) ولا فرق إن كان المصاب اشتراكي شيوعي بعثي ناصري أو حوثي .
ثم الاقتتال الداخلي بينهم وتصفية الحسابات، وظهر جلياً أن أول الضحايا لهم هو الشعب لقد تاجروا بقوته فلولا تدخل السفير الأمريكي لما سمح للغاز بالدخول إلى صنعاء، وها هم منتسبي وزارة التعليم يعطلون التعليم وبلاطجتهم يجبرون الناس على العصيان المدني. ثم يتبعها التناحر الداخلي بينهم وتصفية الحسابات بين الشركاء.
فيا أيها العقلاء اسمعوا وعوا إن الثورة والانقلاب أول ضحاياها القائمين عليها، ثم تأتي الفترة الانتقالية و كم من الوقت سيكفي لهذه المرحلة ؟؟؟.
ولا يخفاكم لها أكثر من عشر سنوات في العراق و ما يزيد عن عشرين عاماً في أفغانستان والصومال ونفس الأيدي والأفكار شاركت في تلك الساحات بدعوى التغيير.
فهذا هو سيناريو المستقبل المشرق على أيديهم وهذا هو أسلوب التغيير الذي لا يُجيدون سواه، نعم مشرق ولكن بلون الدم الذي يعشقونه، أقولها لكم انتبهوا واحذروا من هؤلاء فما دخلوا بلدا إلا وشاع فيه الدمار والخراب وهدمت مساجد وعطلت دروس العلم، فهل هذا هو نهج الرسل في التغيير؟؟؟ أتمنى أن يسأل كل مشارك معهم نفسه هذه السؤال هل ما يقومون به متوافق مع ما جاء به الله ورسوله ؟.
فها هم في مصر في عقر دار الدعوة الإخوانية ماذا استفاد الشعب منهم سوا الاعتقالات ومحاربة السلطة والسجون وزيادة في تعظيم القبور وانتشار الشركيات وظلال الناس، والآن بعد نجاح انقلابهم في مصر لماذا لا يقيمون الخلافة الإسلامية في مصر ؟؟؟ و هي الآن على المستوى الشعبي تحت سيطرتهم ؟؟؟ لماذا عجزوا عن ذلك؟ أم أن إعلام الإخوان في اليمن غض الطرف عنهم ليقيم الخلافة في ساحة الجامعة.
فيا تجار مآسي امتنا و يا مكيافيلليي المنهج سنعلنها لكم اليمن خط أحمر ، اليمن ليست أفغانستان وعلي عبدالله صالح ليس ميخائيل جورباتشو أو جورج دبليو بوش، ولم يكن يوماً حسني مبارك أو زين العابدين بن علي أو معمر القذافي، إنه علي عبدالله صالح الزعيم الرمز المسلم الذي ازدهرت فيه الحركة الدينية كما لم تزدهر من قبل وهاهو جامع الصالح يشرق في صنعاء منه نور الإيمان، و علي عبدالله صالح لم يعادي دينا ولم يهدم مسجدا ولم يسجن عالما، وهو يصلي ويصوم ويحج ويتصدق فهو مسلم من أحفاد الأنصار، فاتقوا الله ولا تتمادوا في الفتنة فقد بان عواركم فارجعوا وتوبوا إن الله يحب التوابين، واعلموا تماماً أن الشعب يلتف حول قيادته وأن الكذب والزور والبهتان سرعان من ينجلي فما هي إلا سحابة صيف.
youth-yemen@hotmail.com